من دير سيّدة الزيارة في لبنان

أحاديث مسكونيّة بيئيّة لمناسبة ختام "موسم الخليقة" 2021

قادة من مختلف العائلات الكنسيّة تؤكّد على أهميّة الحفاظ على نِعَم الخالق

هذا التقرير متوفّر أيضًا باللّغة الإنكليزيّة.

MECC.jpeg

لمناسبة ختام "موسم الخليقة" 2021 في المشرق والعالم، دعا مجلس كنائس الشرق الأوسط إلى صلاة مسكونيّة برعاية غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، يوم الأحد 3 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2021 في دير سيّدة الزيارة، معهد ومنظّمة فيلوكاليّا، عينطورة – لبنان.

تميّز الإحتفال الّذي تخلّلته خدمة الصّلاة المسكونيّة الخاصّة بالموسم، بترانيم وأناشيد تمجّد الخالق قام بأدائها أعضاء من جوقة فيلوكاليّا. هذا الإحتفال جاء ليتوجّ موسمًا جديدًا من نوعه في منطقة تعاني أصلًا من مشاكل بيئيّة عدّة. لذا كان لا بدّ من التوعية على هذه القضيّة البيئيّة الّتي شكّلت محورًا أساس في صلب إهتمامات الكنيسة، خصوصًا وأنّ اللّه أوكلنا بمسؤوليّة كبرى في حماية بيئتنا، بيتنا المشترك.

 

سيادة المطران بولس روحانا

1.png

بعد انتهاء الصّلاة، أجرى موقع مجلس كنائس الشرق الأوسط سلسلة مقابلات سريعة مع المشاركين من بينها حديث مع النّائب البطريركيّ العام على نيابة صربا المارونيّة سيادة المطران بولس روحانا الذي مثّل غبطة البطريرك الرّاعي قال "أنا سعيد جدًّا بإتّحاد الكنائس في خطّ الدفاع عن البيئة. هذا الوعي المتجدّد لقضيّة البيئة قد بدأ مع غبطة البطريرك المسكونيّ منذ حوالي 40 عامًا ليعمّ اليوم في فكر كلّ الكنائس".

وتابع "دور الكنيسة مهمّ جدًّا في هذا الإطار لأنّها مؤتمنة تحت نظر اللّه على الحفاظ على مجاري المياه والجبال... كلّ صلواتنا في الكتاب المقدّس مرتبطة بالبيئة. عالمنا اللّيتورجيّ والرّوحيّ مأخوذ من العلاقة مع البيئة لا سيّما عندما نتحدّث عن أنّ اللّه راعي الخراف، الكرمة الحقيقيّة... الإنسان المؤمن مرتبط بشكل كيانيّ بالبيئة بالتّالي علينا عدم تشويهها".

ودعا روحانا إلى " ترسيخ الثّقافة البيئيّة بإسم الكنيسة مع علماء البيئة كي نتمكّن من خلال الكتاب المقدّس والعلم والأبحاث من إيجاد سُبل لنعيش بتوازن وتناسق مع البيئة لنا وللأجيال المقبلة".

 

سيادة المطران جورج صليبا

3.png

من جهّته وصف راعي أبرشيّة جبل لبنان للسّريان الأرثوذكس سيادة المطران جورج صليبا "موسم الخليقة" بـ"العودة إلى الجذور والأسس، فإذا فكّرنا كيف خلق اللّه الخليقة وسلّمها إلى الإنسان نزيد الشكر لعزّته الإلهيّة وعظمته. اللّه جعل الإنسان خليفة له على الأرض وبواسطة هذا الإنسان يتمجّد إسم اللّه".

أضاف "اليوم نختم هذا الموسم في منطقة عينطورة العزيزة وفي دير الزيارة المبارك لنؤكّد على أنّه ليس من ختام للمشاريع والبرامج المسكونيّة الّتي يمكننا دائمًا أن نقوم بها للإحتفال بجزء من أعمال اللّه الّتي زرعها فينا. نشكر مجلس كنائس الشرق الأوسط على متابعته هذه الأنشطة وعمله الدؤوب في سبيل تقارب القلوب وإتّفاق العقول. ونهنّئ الأمين العام د. ميشال عبس واللّجنة التنفيذيّة وكلّ الّذين يعملون بمحبّة وإخلاص من أجل تَقدّم المجلس وإبتكار البرامج الّتي تؤول إلى مجد اللّه وخدمة الإنسان".


سيادة المطران مار ماتياس شارل مراد

5.png

بدوره قال النّائب البطريركيّ العام للسّريان الكاثوليك في بيروت سيادة المطران مار ماتياس شارل مراد "لمناسبة ختام موسم الخليقة أرفع الشّكر لربّنا على الصّلاة الّتي شاركنا بها معًا اليوم، ومن المهمّ جدًّا أن نعيد التفكير بأنّنا أبناء هذه الأرض، أمّنا وبيتنا المشترك. هذا البيت الّذي يشبه قلب الرّبّ لأنّ الخليقة هي عمل حبّ اللّه الّذي أعطانا كلّ شيء. وهذا ما يشكّل وقفة تأمّل ومراجعة ذاتيّة أو حتّى رياضة روحيّة لنعود إلى طبيعتنا".

ودعا مراد الجميع إلى الصّلاة "على نيّة الحفاظ على البيئة كي تحافظ بدورها علينا. لأنّه في حال تلوّث البيئة يتلوّث الإنسان أيضًا، فالإنسان مسؤول والرّبّ منحنا أمانة كي نحافظ عليها. علينا اليوم أن نعود إلى الأرض والتربة الّتي منها جُبلنا".

 

القسّيسة د. ريما نصراللّه

4.png

أمّا منسّقة لجنة العدالة البيئيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط القسّيسة د. ريما نصراللّه فأشارت إلى أنّ "ما يفرحنا هو أنّنا تمكّنا بوقت قصير وفي الظّروف الّتي نمرّ بها في لبنان أن نضيء على موضوع العناية بالخليقة والوعي على حجم المشاكل الّتي نواجهها في العالم. ما ميّز الصّلاة اليوم هو حضور قادة من مختلف الكنائس وإكليروس ومؤمنين الّذين صلّوا ورفعوا الصّوت عاليًا معنا. نتمنّى من ربّنا أن يباركنا ويتابع معنا هذا المسار كي نقوم بفرق كبير في الشرق الأوسط والعالم أجمع".

في سياق متّصل، لا بدّ من الإشارة إلى مبادرات كنسيّة بيئيّة ساهمت في ولادة "موسم الخليقة" عالميًّا، قد بدأت عام 1989 حيث إتّخذت الكنيسة الأرثوذكسيّة قرارًا من أجل تحديد الأوّل من أيلول/ سبتمبر، رأس السنة الكنسيّة، يومًا خاصًّا بالبيئة. أمّا عام 2015 فأعلن قداسة البابا فرنسيس أيضًا الأوّل من أيلول/ سبتمبر يومًا للصّلاة من أجل البيئة في الكنائس الكاثوليكيّة، ليطلق بعدها رسالته العامة "كن مسبّحًا" من أجل الحفاظ على البيت المشترك...

دائرة التواصل والعلاقات العامة

Previous
Previous

الأب طانيوس خليل عبر البرنامج التلفزيوني

Next
Next

فيديو – تعرّفوا على دير سيّدة الزيارة، معهد وجمعيّة فيلوكاليّا في لبنان