هل تسهم الأمم المتّحدة في كشف حقيقة انفجار مرفأ بيروت؟

أهالي وعائلات ضحايا انفجار مرفأ بيروت الهائل الّذي وقع في 4 آب/ أغسطس الفائت يشاركون في وقفة إحتجاجيّة في ذكرى مرور 9 أشهر على الكارثة. © 2021 مروان نعماني/ picture-alliance/dpa/AP Images

أهالي وعائلات ضحايا انفجار مرفأ بيروت الهائل الّذي وقع في 4 آب/ أغسطس الفائت يشاركون في وقفة إحتجاجيّة في ذكرى مرور 9 أشهر على الكارثة. © 2021 مروان نعماني/ picture-alliance/dpa/AP Images

لم تأتِ تحقيقات انفجار مرفأ بيروت بأي نتيجة واضحة حتّى الآن، لذا عمدت 53 مجموعة من الأفراد والمنظّمات الحقوقيّة اللّبنانيّة، الدوليّة والإقليميّة، كما و62 شخصًا من النّاجين وعائلات الضحايا ورجال الإطفاء، إلى بعث رسالة مشتركة إلى الأمم المتّحدة تحثّ المسؤولين فيها على البدء بتحقيق دوليّ وشفّاف في هذه القضيّة.

جاءت الخطوة هذه بسبب البطء الّذي يتّسم به مسار التحقيقات القضائيّة والغموض الّذي يحيط به حيث لم يقدّم حتّى اليوم أي معلومة أو إجابة دقيقة إلى اللّبنانيّين والمجتمع الدوليّ. بعد مضي أكثر من 10 أشهر على الكارثة، ما زالت التعقيدات والمعوقات تهيمن على مشهد التحقيق اللّبنانيّ الّذي لم يشهد سوى العرقلة والتهرّب والتأخير. إذًا، يواصل المعنيّون والمسؤولون جهودهم من أجل إخفاء حقيقة ما حصل في 4 آب/ أغسطس الفائت.

في هذا السياق، وثّقت منظّمة هيومن رايتس ووتش عيوب عدّة في التحقيق المحلّيّ بما فيها التدخّل السّياسيّ السّافر، الحصانة للمسؤولين السّياسيّين الكبار، عدم احترام معايير المحاكمات العادلة، وانتهاكات الإجراءات القانونيّة الواجبة؛ ما يجعل التحقيق عاجزًا عن إحقاق العدالة بمصداقيّة.

تزامنًا مع هذه المستجدّات، يستمرّ اللّبنانيّون يوميًّا بمطالبة الجهات المعنيّة بمحاسبة المسؤولين السياسيّين وإسقاط هيمنتهم على السّلطة والبلاد. من هنا، قد تشكّل نتائج التحقيقات فرصتهم الوحيدة لمعرفة الحقيقة وإقالة الفاسدين الّذين لم يسهموا فقط في وقوع الإنفجار بل أيضًا باندلاع الأزمات المستفحلة.  

الّا أنّ الفساد المستشري منغمس في شرايين السّلطة الحاكمة منذ أعوام عدّة حيث كلّف لبنان وما زال خسائر جسيمة تحمله نحو انهيار لا أفق لنهايته. أمّا المسؤولون في إمبراطوريّة الفساد فيحبكون بحنكة مخططهم من أجل إدارة البلاد بشكل يصبّ في مصالحهم الشخصيّة. علمًا أنّ أعمالهم باتت منسيّة في الكواليس جرّاء خبرتهم العميقة في إخفاء الحقائق لا سيّما عبر ممتلكاتهم الخاصّة كشركات ومصارف ومنظّمات... ما يسهم في المحافظة على مواقعهم في السّلطة.

في الواقع تشكّل إمبراطوريّة الفساد هذه عبئًا كبيرًا على لبنان الّذي لم يعد يتحمّل أي ضربة جديدة. لكن أثبت التّاريخ أنّ كلّ أمبراطوريّة قد تصل إلى نهايتها حتّى لو بعد محطّات عدّة. من هنا يُعتبر التحقيق الدوليّ والحياديّ السّلاح الوحيد لإسقاطها والقضاء عليها.

 

دائرة التواصل والعلاقات العامة

Previous
Previous

مستجدّات فيروس كورونا كوفيد-19 في الشرق الأوسط

Next
Next

معًا نتكاتف ونصلّي