"التحدّيات الّتي تواجه القيم الأسريّة"

ندوة من تنظيم المجلس النسائي اللّبناني ومركز الأبحاث – معهد العلوم الإجتماعيّة في الجامعة اللّبنانيّة بمشاركة الاتّحاد العمّالي العام في لبنان

الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس:

الاسرة خط احمر لان سلامة المجتمع خط احمر وكل من سوف يحاول المس بهذه الخلية الأساسية نعتبره بحالة الاجرام الاجتماعي

برعاية معالي وزير العمل اللّبناني الدكتور مصطفى بيرم، أطلق المجلس النسائي اللّبناني حملة لحماية الأسرة، حيث نظّم بالتعاون مع مركز الأبحاث – معهد العلوم الإجتماعيّة في الجامعة اللّبنانيّة بمشاركة الاتّحاد العمّالي العام في لبنان، ندوة بعنوان "التحدّيات الّتي تواجه القيم الأسريّة"، يوم الثلاثاء 20 حزيران/ يونيو 2023، في مقرّ الاتّحاد العمّالي العام في بيروت.

شارك في الندوة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس كمتكلّم، إلى جانب رئيسة المجلس النسائي اللّبناني الأستاذة عدلا سبليني زين، ممثّلة مركز أبحاث العلوم الإجتماعيّة في الجامعة اللّبنانيّة البروفسورة سحر حجازي، ووزير العمل اللّبناني الدكتور مصطفى بيرم، حيث أدارت الندوة والنقاش الدكتورة سحر حمّود.

في مداخلته تحدّث البروفسور ميشال عبس عن تحوّلات الحداثة والتفكّك الأسري، قال فيها "المجتمع الحديث، ثقافة الحداثة، مبنيان على الحرية، حرية التفكير وحرية التعبير وحرية إطلاق العنان للمخيلة. الحداثة قائمة على الابتكار والمبادرة والابداع، ولكن هل كل شيء أصبح متاحاً؟ كل شيء زاد عن حده أصبح عبئا على بني البشر!".

وأضاف "كانت التنشئة الاجتماعية تسير بشكل "طبيعي"، واحتضنت، على علاتها، الجنس البشري لعدة الوف من السنوات، فأنتج المجتمع البشري منظومة القيم، ضابطة إيقاع الانسان في علاقاته مع المجتمع وفي تصرفاته ومواقفه، وواكبت هذه المنظومة المجتمع الإنساني وامّنت استمراره وانتاجه لحضارة لا شك انها جميلة ومتقدمة، حتى بدأ الخلل الاجتماعي يذر قرنه ويسير بهذه الحضارة نحو منزلقات هي بغنى عنها وقد لا تحمد عقباها... ما كان في الماضي عيبا او معيارا، أصبح اليوم مقبولا، لا بل يجد من يدافع عنه تحت ذريعة الحريات الفردية والعامة!".

تابع البروفسور عبس "لقد نشأنا على قيم اسرية معينة، واضحة المعالم، تختلف بين منطقة وأخرى بعض الشيء، كما تختلف بين جيل وأخر بعض الشيء، ولكن التحولات الجذرية التي تعيشها البشرية منذ عقود قليلة تدعو الى القلق. أقول تحولات، لا بل انقلاب للقيم الاجتماعية والاسرية رأساً على عقب".

وأردف "نحن في مجلس كنائس الشرق الأوسط، المؤسسة الايمانية الاجتماعية التربوية التنموية الحوارية، ندافع عن حقوق الانسان منذ تأسيسنا، ونحن على عتبة اليوبيل الخمسين قد ارسينا برنامجا متقدما يتعامل مع الرأسمال والتماسك الاجتماعيين والكرامة الانسانية. نحن ندافع ونقيم برامج توعية ومناصرة لحقوق الاسرة والمرأة والطفل وكل ثقيلي الاحمال والمتعبين الذين تكلم عنهم السيد المتجسد، في مختلف مناطق المشرق الانطاكي... الاسرة خط احمر لان سلامة المجتمع خط احمر وكل من سوف يحاول المس بهذه الخلية الأساسية نعتبره بحالة الاجرام الاجتماعي، أي مجرما ضد الامة والمجتمع".

وختم البروفسور ميشال عبس "لا بد لي ان اختم بمختصر القول ان الاعلام والاقتصاد يشكلان التحديان الأكبر للأسرة في بلادي وإننا، كمؤسسات المجتمع الأهلي او المدني، نستطيع ان نكون الحصى التي تسند الخابية، ولكن تبقى الخابية في وضع استقرار هش ما لم يكن للدولة، جمعية الشعب الكبرى، والمؤطره لطاقاته، الدور الأكبر. ان تحصين المجتمع، على المستوى الاسري كما على باقي مستويات البنية الاجتماعية، تحصينا متماسكا ومستداما، يحتاج الى تضافر قوى المجتمع، الرسمية منها والشعبية، وهنا يكمن التحدي الأكبر".  

Previous
Previous

بين تحولات الحداثة والتفكك الاسري

Next
Next

مجلس كنائس الشرق الأوسط يدعوكم إلى ندوته الشّهريّة الجديدة عن بُعد