قداسة البابا لاون الرابع عشر يأتي إلى لبنان كرسول سلام
ما هي الرسالة الّتي سيحملها؟
إعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط
رحلة طال انتظارها... إنّها رحلته الأولى في حبريّته... رحلة تتّسم برجاء عميق وإيمان كبير. على خطى أسلافه، ينطلق قداسة البابا لاون الرابع عشر في رحلة حجّ ومصالحة وإيمان متّجهًا إلى تركيا وبعدها إلى لبنان.
وتحت شعار "طوبى لفاعلي السلام"، يستعدّ وطن الأرز لاستقبال الحبر الأعظم الّذي يأتي كرسول سلام إلى أرض تحتاج فعلًا إلى سلام. يأتي إلى وطن يتوق إلى طمأنينة واستقرار وأمان.
رحلة حجّ تحمل طابعًا مسكونيًّا متينًا، مرسّخة في صميمها الحوار ما بين الأديان والانفتاح على جميع مكونات المجتمع حيث سيكون لقداسة البابا لاون الرابع عشر محطّة بارزة للتواصل مع المجتمعات المسيحيّة والسكّان المحليّين من مختلف الديانات والطوائف.
زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان هي أكثر من مجرّد زيارة... هي صلاة ورجاء ومحبّة واعتراف بكرامة الإنسان وكلّ إنسان على هذه الأرض.
أسئلة كثيرة ينتاولها اللّبنانيّون اليوم. هل هناك مبادرات سيطلقها قداسة البابا في لبنان؟ ما هي مآثر الزيارة على شعب أنهكته الأزمات؟ وماذا بعدها؟
قبل كلّ شيء سيحمل البابا "رسالة أمل، لأنّ لبنان بحاجة إلى أمل". هذا ما قاله أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين في مقابلة خاصّة لموقع فاتيكان نيوز، مشيرًا إلى أنّ لبنان "قد حقّق خطوات إلى الأمام على صعيد حلّ الأزمات الّتي عصفت به خلال السنوات الماضية...".
رسالة البابا ستكون بحسب بارولين مُشّجعة وستعبّر عن قرب الكنيسة من لبنان: "استمرّوا، تحلّوا بالشجاعة، استمرّوا في السير نحو الطريق الّذي قد بدأتموه".
ولفت بارولين إلى أنّه "لطالما كان الكرسي الرسولي مُهتمًا بلبنان لأنّه ‘أكثر من بلد، إنّه رسالة‘، كما قال عنه البابا يوحنا بولس الثاني، والسبب يعود إلى التعايش السلمي القائم في لبنان بين ديانات وأعراق مختلفة، وهذا التعايش ينبغي أن يبقى ويستمر".
وتابع "لهذا السبب قد وقف الكرسي الرسولي دائمًا إلى جانب لبنان، وسيستميرّ بذلك. أعتقد أن حضور البابا يهدف قبلّ كل شيء إلى إيصال هذه الرسالة".
رسالة ينتظرها اللّبنانيّون بشوق وفرح كبير وتطلّعات إيجابيّة بمرحلة جديدة مُفعمة بالخير وبركات الربّ الوفيرة.
ما هي علاقة البابوات باللبنانيين؟
تعد علاقة البابوات باللبنانيين قديمة جدًّا، فعلى مدى 27 سنة كان هناك ثلاث زيارات لـ"خلفاء بطرس" الى لبنان: البابا يوحنا بولس الثاني والبابا بنديكتوس السادس عشر والبابا لاون الرابع عشر. وهذه دلالة على مدى أهميّة لبنان في قلب البابوات والفاتيكان وأهميّته في هذا الشرق فهم يعرفون لبنان وشعبه وكنيسته بكلّ أطيافها كم أنّها ملتزمة وفي شراكة دائمة مع بابا روما.
وربما أثناء خدمة البابا لاون الرابع عشر في أميركا اللّاتينية قد نشأت علاقة وطيدة بينه وبين اللبنانيين المغتربين هناك وفي اي موقع في روما لكن يكفي أنّه اختار بيروت "الوجهة الأولى له" بعد انتخابه على السدّة البطرسيّة ليعرب عن محبته للبنان وشعبه وكنيسته.