نداء من وادي النطرون في مصر إلى المسيحيّين حول العالم: لنجدّد التزامنا بالإيمان والوحدة في المسيح يسوع ولنعمل من أجل العدالة والمصالحة
المؤتمر العالمي السادس للجنة الإيمان والنظام في مجلس الكنائس العالمي يختتم أعماله
تجدون مجموعة ور في آخر النصّ.
إعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط - مصر
ببركة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة، يودّع مركز لوغوس البابوي في وادي النطرون - مصر، الوفود الدوليّة المشاركة في المؤتمر العالمي السادس للجنة الإيمان والنظام في مجلس الكنائس العالمي، الّذي انعقد تحت عنوان "أين نحن الآن من الوحدة المرئيّة؟"، وذلك بين 24 و28 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2025.
استُهلّ اليوم الأخير بصلاة صباحيّة، كما سائر أيّام المؤتمر، حيث رفع المشاركون الصلاة بقلوب مُفعمة بالسكينة والرجاء متّحدين بإسم يسوع المسيح.
تضمّن برنامج اليوم جلسات متنوّعة تطرّقت إلى واقع الوحدة المسيحيّة، مفاهيمها وأبرز المعاني الّتي تحملها. هذا إضافةً إلى التحدّيات الّتي قد تعيق تحقيقها وسُبل مواجهة كلّ الصعاب من أجل التوصّل إلى الأهداف المرجوّة.
كما تمحورت الجلسات حول كيفيّة عيش الوحدة وتحويلها إلى نمط حياة يهدف إلى بناء الجسور وتقريب المسافات بين الجميع دون تمييز. إلى ذلك بحثت الجلسات في مستقبل الوحدة المسيحيّة ودور الأجيال الجديدة في ترسيخ الروح المسكونيّة وتعزيز القيم الإنسانيّة، وذلك بغية بناء مجتمعات صالحة وخالية من خطاب الكراهية والظلم واللّاعدالة.
في الجلسة الختاميّة، كانت كلمات ألقاها كلّ من قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة، حضرة القسّ البروفسور جيري بيلاي، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، حضرة القسّيسية البروفسور ستيفاني ديتريش، رئيسة لجنة الإيمان والنظام في مجلس الكنائس العالمي، والدكتور أندريه جيفتيتش، مدير لجنة الإيمان والنظام.
أكّد المتحدّثون على أنّ العيش معًا بانسجام يتطلّب علاقات هادفة ومتينة، قوامها المحبّة والأخوّة والاحترام المتبادل، والأهمّ التعاون والتضامن والعمل معًا بغية تضافر الجهود المشتركة نحو ترسيخ الوحدة قولًا وفعلًا عبر مختلف مجالات الحياة.
وفي الختام، أصدر المؤتمرون رسالتين رسميّتين. الرسالة الأولى شكّلت نداء إلى المسيحيّين حول العالم جاء فيها: "أين نحن الآن من الوحدة المرئيّة؟ في هذه الرحلة المستمرّة، دعوتنا هي أن نجدّد التزامنا بالإيمان والرسالة والوحدة في المسيح يسوع؛ أن نصغي معًا للروح القدس؛ أن نسير معًا كحجّاج: كأبناء للآب نتعلم معًا أن نعيش إيماننا ورجائنا ومحبّتنا، وأن نعمل من أجل العدالة والمصالحة والوحدة".
أمّا الرسالة الثانية فصدرت عن الطلّاب المشاركين في برنامج المعهد العالمي المسكوني GETI التابع لمجلس الكنائس العالمي والّذي أُقيم أيضًا في مركز لوغوس البابوي، حيث أشاروا فيها إلى أنّه "يجب علينا أن نستكشف كيفيّة ترجمة الوحدة المرئيّة من خلال تجربتنا المجسّدة… لنعمل بتواضع، ونسير في تضامن غير مشروط، ونعلن بشجاعة الرجاء الّذي يكمن فينا".
انتهى اليوم الأخير بصلاة رسميّة مسكونيّة جمعت المشاركين بجوّ من الخشوع، حيث قدّم خلالها الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس تأمّلات عدّة وقراءة من القدّيس أثناسيوس الإسكندري.
وتجدر الإشارة إلى أنّ فعاليّات المؤتمر تضمّنت معرض صور وثّقت عبره "مؤسّسة سان مارك لتوثيق التراث"، أبرز الأديرة والكنائس القبطيّة الأرثوذكسيّة التاريخيّة في مصر.
هذا إضافة إلى متحف أُقيم بشكل خاصّ لمناسبة الذكرى ال1700 على انعقاد المجمع المسكوني الأوّل في نيقية، ضمّ منحوتات مختلفة عكست تاريخيّة المجمع والحقبات الّتي مرّ بها.
أمّا على صعيد آخر، فقد تُوجّت التغطية الإعلاميّة الخاصّة بالمؤتمر بشراكة أخويّة بين مجلس الكنائس العالمي، مجلس كنائس الشرق الأوسط، والكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة.
من هنا، شكّل المؤتمر واحة معرفيّة وثقافيّة نقلت صورة واقعيّة للوحدة المسيحيّة من مركز لوغوس البابوي في وادي النطرون في مصر إلى العالم أجمع.
