في إنجيل يوم الأحد 18 أيار

يسوع والمرأة السامِرِيّة

يُسَلِّط إنجيل يوحنا (يوحنا ٤: ٥-٤٢) الأضواء على رِسالَة يسوع في منطقة السامِرَة ولقائه مع المرأة السامِرِيَّة والسامِرِيين عِندَ بِئر يعقوب. وكان محور رسالته هو خلاص الجميع، أي خَلاص كل إنسان مهما كان جنسه أو مركزه الإجتماعي أو خطاياه السابقة.

سعى السَيِّد المسيح وراء كل نفس مشتاقًا لِرُجوعها لله تعالى مُبتَدِئاً في حِوار مع السامِرِيّة في بئر يعقوب (الواقِع حالياً في نابلس)، وكان يسوع يعرف جيدًا ما كان في قلبها؛ ومع ذلك لم يمنعها مِن التعبير عن ذاتها، بل تركها حتّى أنهَت حديثها، ودخل شيئًا فشيئًا في سر حياتها. إلى أن تغيَّرت وآمنَت ونالَت الخلاص. وهكذا هو الحال دائماً كل إنسان غالٍ على قلب يسوع مهما كان.

تَقَبَّلَت إذاً السامِرة الكلمة بالإيمان لا بالمُعجِزات مِن خِلال المرأة السامِرِيّة التي يروي لنا الإنجيلي قِصَّة لِقائها مع السَيّد المسيح، ينبوع الحياة.

يلتقي بها، وهي سامريّة، يكسر الرّب يسوع حاجز البُغض الذي تعالى بين اليهود والسامِرِيين لأنَّ حواجِزَ البشَر لا تمنع الله مِن سَكبِ نِعَمِهِ على مَن يَشَاء. ويُحاوِر المرأة السامِرِيّة بكُلِّ صبرٍ عظيمٍ على تَغيِير قلبها لتؤمن به. إنتَقَلَ معها تدريجياً مِن طَلَبٍ معروفٍ لها إلى جَذبِها إلى الماء الحَيّ، ثم أيقَظَ ضميرها بكلام عن سيرَتَها الماضِيَة، ثم روحِيَّة العِبادة، ثم أوصَلها الى الإعلان أنَّه هو المسيح المُنتَظَر ليخرج بها من خُصُوصِيّاتها المُشِينة إلى العمل التبشيري، فتجتذب مدينة بأسرها في لَحَظاة قليلة وتقودهم إلى مُخلِّص العالم.

يُوَضِّح لنا القِدّيس ذهبي الفم.

جاءَت لتستقي ماءً، وعندما إستنارت عَرَفَت الينبوع الحقيقي.

ودون أن يُوَجِّه لها أحد أمرًا، تركت جَرَّتها، وعلى جناحَي الفرح والبهجة أسرعت وصنعت ما فعله الإنجيليون، ولم تدعُ واحدًا أو إثنين، كما فعل أندراوس وفيلبس، إنَّما دَعَت مدينة بأكملها، وأتَت بِهم إلى الرّب يسوع. آمنت المرأة السامرية على الفور، وبذلك إتَّضَحَ أنَّها أكثر حِكمَة من نيقوديموس، بل وأكثر شَجاعة وثباتًا. لأنَّ نيقوديموس بعد أن سَمِعَ قَدرَ ما سَمِعَت المرأة آلاف المرّات، لم يذهب ويدعو آخرين لسماع هذه الكلمات، ولا تحَدَّثَ بصَراحَة على المَلأ. لكن هذه المرأة فعلت ما لم يفعله الرُسُل، إذ قامت بالكرازَة للجميع تدعوهم إلى المسيح. بذلك قادت مدينة بأكملها إلى الإيمان بيسوع المسيح.

المسيح قام... حقا قام

Previous
Previous

من قلب الحدث في روما: القدّاس الإلهي لمناسبة بداية حبريّة البابا لاوُن الرابع عشر

Next
Next

تدشين كنيسة سيّدة الفرح غير المنتظر ومتحف المتروبولت نيفن (صيقلي) في زحلة