القِدّيس الشَهيد باتريكيوس البيثينيّ أسقف برصة (القرن 2 / 3 م)
التاسع عشر من شهر أيّار
كانَ باتريكيوس أسقُفاً على بيثينيا، التي عُرِفَت بحَمّاماتها الساخِنة الطبيعيّة، زمن الوالي يوليوس. الذي قرر أن يجبر باتريكيوس على تقديم الذبائح للآلهة التي مَنَحَت البلدة المياه المعدنيَّة ذات المفاعيل الصَحيّة.
لأجتناب التعذيب العسير المُتَرتِّب على عدم خُضوعه لِما يأمره به الوالي، سَعى باتريكيوس إلى إقتاع الحاكم والجمهور بأن هذه المياه وكل شيء آخر له وجوده وكمالاته من الإله الحقيقي وحده وإبنه يسوع المسيح.
ورَداً على الوالي الذي إتَّهمه بأحتِقار الآلهة، أجابه: بأنّه لا يُمكِن للمرء أن يَحتَقِر ما لا وُجود له."فإنه لا يسقُط على الأرض لا عُصفور ولا شَعرة من رؤوسنا إلّا بإرادته الصالحة ورضاه. هذا أرجو أن يَنظُرَ إليه الجميع باعتباره الحق عينه وأنَّ ثَمّةَ عقاباً أبدياً في الجحيم ينتظِر كُلَّ الذين، على مِثالك، يعبدون الأوثان".
إغتاظ الوالي من هذا الكلام، فأمر بأن يُلقى القِدّيس في المياه المُحرِقَة. فلما سقط في المياه تطايَرَ رَذاذها فأحرق الحرّاس، أما شهيد المسيح فكان في منأى عمّا حدث لهم ولم تصبه بأي أذى كما لو أنّها مياه اعتدلت حرارتها. اشتَدَّ غيظ الوالي فأمرَ بإخراج رجل الله وقطع رأسه، فأخرِجَ فصَلّى واستودع روحّه ربّه ومدّ عنقه للسيّاف فقطعه. فأخذَ المؤمنون الجسد ووَاروه الثرى بإكرام جزيل. يشار إلى أنَّ بعض رُفات القِدّيس موجود في المعهد اللاهوتي في خالكي، اسطنبول.
❈ قنداق للقِدّيس باتريكيوس باللحن الثامن
إن الكنيسة قد اتَّخذت جسدك يا باتريكيوس، كذخيرة شريفة ليسوع، فهي تصرخ نحوك بسرور هاتفة إنَّ العالم بأسره يحفظ بك بسلام تام وبِغَير ضَرَر مِن البِدَع جميعها، وغير مقهور.
بصلوات وشفاعات آبائنا القِدّيسين أيّها الرب يسوع المسيح إلهنا إرحمنا وخلِّصنا، آمين
المسيح قام... حقاً قام