تذكار القِدّيس الشهيد خريستوفورس حامل المسيح (القرن 3م)
التاسع من شهر أيّار
كان القِدّيس خريستوفوروس في زمن الإمبراطور الروماني داكيوس قيصر في أواسط القرن الثالث للميلاد. قيل إنّه من البلاد السورية، كما ارتبط اسمه بـ "ليسيا" في آسيا الصغرى. كان عملاقاً، طويلاً، ضخماً قوي البنية.
لمّا كان خريستوفوروس يبحث عن المسيح إهتدى إلى شيخ قدّيس. هذا حدَّثه عن الإيمان بيسوع المسيح وطلب منه أن يصوم ويصلّي. لكن لمّا أبدى خريستوفوروس عدم استطاعته المواظبة طلب منه الأب، الشيخ، أن يذهب إلى ضِفاف أحدى الأنهر، حيثُ كان يُبتلع كثير من المسافرين أثناء الفيضان.
فعل خريستوفوروس كما طُلب منهُ ومضى إلى جوار النهر، وبنى لنفسه كوخاً من الحجارة وغَطّاه بأغصان الشجر ليسكن فيه. كما أحضَرَ عصا كبيرة يمسكها بيده لتُساعده على حِفظ توازنه في الماء. وأخذ يجلس عند الشاطئ يُساعِد عابري النهر.
في أحدى الليالي كان الجو غائماً وعاصفاً والأمطار شديدة، سمع صوت طفل يناديه من الخارج: "خريستوفوروس هلمّ خارجاً واحمِلني عبر النهر". فعل خريستوفوروس كذلك، وبالجهد عَبَرَ وبلغَ الضفة الأخرى. فلمّا وصَلَ قَفَزَ الطفل مِن على كتفيه وأعلن عن نفسه أنّه المسيح الذي رَغبَ هو في خدمته، وقال له: "سيكون اسمك خريستوفورس لأنك حملت المسيح".
جرى القبض على خريستوفوروس نتيجةً لإيمانه بيسوع المسيح بعد أن أرسَل داكيوس مئتي جندي للقبض عليه. لكن في الطريق أعطى الرّب الإله أن تجري على يد عبدِه أعجوبة كأعجوبة تكثير الخبز فأكل الجنود وشبعوا. بنتيجة ذلك صاروا مسيحيين، وهكذا لاقوا حتفهم قطعاً للرؤوس وحرقاً إثر دراية داكيوس بأمرهم.
أُوقِفَ خريستوفوروس أمام القيصر فأُعجب به وأراد أن يضمّه إليه بالحيلة. فسجنه وأرسل إليه، في السجن، امرأتين من العاهرات يغويانه ويحملانه على الخضوع للأوثان. فأتت النتيجة عكسية إذ اهتدت المرأتان، واسماهما كلينيكا وأكلينا. هاتان أيضاً، قُضي عليهما، لإيمانهما، بميتة صعبة فضُمَّتا إلى مركب الشهداء.
أما خريستوفوروس فبعد سلسلة من عمليات التعذيب الذي أخضِع لها جرى قطع رأسه. وهكذا رَقَدَ بالرّب شهيداً مُكلَّلاً بالبركة الإلهيّة.
طروبارية للقِدّيس خريستوفورس باللحن الرابع.
لقد تباهيتَ بالحلل التي من دمائكَ، فمثلتَ لدى الرب ملك السماوات يا خريستوفورس الدائم الذكر، فلذلكَ أنتَ مع العادمي الأجساد ومصاف الشهداء، ترتل التسبحة الرهيبة المثَّلث تقديسها، فبتوسلاتك خلصْ عبيدك.
المسيح قام...حقاً قام