كلمة رئيس الجمعيّة الثقافيّة الروميّة البروفسور نجيب جهشان عقب المؤتمر العلمي الخامس
"ترسيخ الوحدة الإيمانية المسيحية: اليوبيل 1700 لمجمع نيقية المسكوني الأول"
البروفسور نجيب جهشان
رئيس الجمعيّة الثقافيّة الروميّة
بإسم جميع أعضاء الجمعية الثقافية الرومية وبإسمي الشخصي، أتقدم بجزيل الشكر من جميع الذين ساهموا في تنظيم مؤتمرنا العلمي الخامس ونجاحه، متمنياً لهم دوام الصحة والتوفيق.
كان مؤتمر "ترسيخ الوحدة الإيمانية المسيحية: اليوبيل 1700 لمجمع نيقيه المسكوني الأول" حدثاً علمياً متألقاً سيُسجَّل في تاريخ الجميعة الثقافية الرومية وسيبقى في ذاكرتنا جميعاً لفترةٍ طويلة من الزمن مثالاً يُحتذى في الإبداع وخدمة الأهداف وتحقيق الرؤى. كان فرصةَ لقاءٍ كبير جمعَ أعضاء الجمعية وأصدقاءَها بعددٍ وافرٍ من المؤرخين واللاهوتيين والمثقفين الذين أتوا بمعرفتِهم وعلمِهم لإضاءة النور على مجمعٍ تاريخيٍ عظيم كانت له إرتداداتٌ سياسية وإجتماعية وثقافية ودينية عميقة نقلت الدولة الرومانية من عصرِ الى عصر، ورسّخت أقدامَ الكنيسة في المجتمع والدولة وهيّأت أجواء النصر لجماعة المؤمنين بالمسيح الإله المساوي للآب والمخلص.
شاركَ في مؤتمرنا ما لا يقل عن مئةٍ وثلاثين إنسانٍ تقدّمهم أركانُ جمعيتنا وعددٌ من أعضاء الإكليروس الموقر وأساتذةٌ جامعيون وإعلاميون.
يعودُ الفضلُ في أنجاح المؤتمر للجنةِ تنظيم النشاطات الثقافية برئيسها المهندس عبدالله حايك وجميع أعضائها، مع التنويه الخاص بثلاثة أشخاصٍ بذلوا الكثير من وقتِهم وجهدهم في التخطيط والتنفيذ والمراقبة، وأعني بهم المهندس عبدالله حايك والأستاذ إلياس سعد والجنرال موسى صليبا. لولاهم لما كان مؤتمرنا تحقّقَ في فترةٍ قصيرةٍ جداً وبإمكاناتٍ محدودةٍ فعلاً.
ويعودُ الفضلُ أيضاً الى اللجنة الإعلامية بجميع أعضائها وبرئاسة السيدة ليا عادل معماري التي تفوّقَت على ذاتِها في ظروفٍ شخصيةٍ وعائليةٍ قاسية ونجحَت في تنظيم العمل الإعلامي في الجمعية وفي مجلس كنائس الشرق الأوسط، على حدٍ سواء، وفي نشرِ معلوماتٍ قيّمة عن المؤتمر والجمعية. ولقد برعَت في الإستعانةِ بأعضاء لجنتِها وبإعلاميين آخرين، ونخصُّ بالذكر السيد جوني أنطون الذي أتقنَ إدارةَ الجلسات وتنظيم الحلقات التلفزيونية.
ولا يسعُني الا أن أتقدمَ بالشكر أيضاً من رئيس لجنتّي تكريم المبدعين والشؤون الإجتماعية الدكتور إيلي موقديه وجميع أعضاء اللجنتَين الذين حاولوا قدر المستطاع اللحاقَ بركبِ لجنة تنظيم النشاطات الثقافية وتلبيةَ حاجات المؤتمر الكثيرة. إنَّ كل واحدٍ منّا يشهدُ بأن تكريمَ الراقد المبدع الدكتور أسد رستم في وسطِ المؤتمر وفي قداس الأحد 25 إيار كان تكريماً مميّزاً فاقَ في إنتظامه وأبعاده كلَّ تكريمٍ مماثلٍ في ماضي جمعيتنا. ولقد أعرب لنا الدكتور صلاح أسد رستم الذي تسلَّمَ من جمعيتنا وثيقة تسجيل والده في سجلنا الذهبي عن شكره وتقديره وإعجابه بهذا الحفل التكريمي الموثّق.
أما القدرُ الأكبر من الشكر فيعودُ لمجلس كنائس الشرق الأوسط، لرئيسه ورئيس المؤتمر البروفسور ميشال عبس ولكل هيكلِه الإداري الذي رافقنا في تنظيم هذا الحدث العلمي وساهمَ في إطلالاتنا الإعلامية. أبدع البروفسور عبس في الجلسةِ الإفتتاحية وفي ختام المؤتمر عندما أعطى مجمعَ نيقيه المسكوني الأول القدرَ الذي يستحقه من التحليل والدرس وأفضى على مؤتمرنا هالةَ المنهجية الأكاديمية التي يتحلّى هو شخصياً بها أصلاً.
وما كان لهذا المؤتمر أن يحقِّقَ نجاحه الباهر دون إحتضان تلفزيون تيلي لوميير ونورسات له برعاية الأخ نور الذي لم يقصِّر يوماً في دعم نشاطات الجمعية الثقافية الرومية ولم يترددْ أبداً في نقلِ مجريات أعمالنا ونشاطاتنا الثقافية. إلى الأخ نور وكل تقنيي تيلي لوميير ونورسات نقدمُ أسمى آيات الشكر والإمتنان.
أما عضوُ جمعيتنا الفخري المهندس الشيخ موسى فريجي فكانَ أخاً كريماً معطاء عندما لبّى دعوتنا للمشاركة في المؤتمر فأسهمَت مؤسستُه، مؤسسة موسى وأمل فريجي الإجتماعية، في دعم تنظيم اللقاء، وكان مزمعاً أن يكون حاضراً شخصياً لولا حدثٍ تكريميٍ آخر في زحله يخصُّ المؤسسة ومجلسَ أمناء مدرسة منير أبو عسلي الحكومية بحضور وزيرة التربية والتعليم العالي.
وأخيراً وليس آخراً، يعود الفضلُ في نجاح هذا المؤتمر الخامس للذين قدموا فيه المداخلات العلمية الراقية، منهم أعضاءٌ في الجمعية كالأستاذ رولان خيرالله والمهندس المعمار غبريال أندريا والمحامي شفيق مجدلاني، ومنهم إكليريكيون كبار كصاحب السيادة المتروبوليت كيريوس كير كيرلّس (بسترس) وقدس الأب بورفيريوس (جورجي) وقدس الأب الحارث (إبراهيم) وقدس الأرشمندريت فادي (رباط)، ومنهم أساتذةٌ وبحاثة جامعيون كالدكاترة مارك أبو عبدالله وعماد مراد وسيمون عبد المسيح وخريستوس أرامبتزيس. أما التألقُ والإبداع في تحليل نتائج المجمع المسكوني الأول وتأثيراته فكان من نصيبِ نائب رئيس جمعيتنا المحافظ المهندس نقولا سابا والإستاذة الجامعية مارلين حيدر.
أتوجهُ شخصياً بالشكر من جميع أعضاء الجمعية الذين حضروا المؤتمر والذين ساهموا في إدارة جلساتِه والإشرافِ على أعماله الأستاذ جورج ملحم حداد والدكتور إلياس بيطار والأستاذ بشاره حبيب والسيدة ميراي جهشان، وكذلك من قدس المونسنيور عبدو أبو كسم رئيس المجلس الكاثوليكي للإعلام الذي أصرَّ أن يكون حاضراً بيننا مترئساً الجلسة الأخيرة. وأنوِّه أيضاً بحضورِ شخصيات كنسيةٍ وإجتماعيةٍ وسياسيةٍ وفكرية عديدة وبارزة أضافت إلى المؤتمر قدراً كبيراً من القيمة والجدّيةِ والإحترام.
لكم جميعاً أكررُ شكرَ الجمعية وإمتنانَها، وأدعو الله أن يكللَّ جميع نشاطاتنا القادمة بالنجاح والظفر واثقاً بأنَّ كل نجاحٍ يقودُ الى نجاحٍ أكبر وكل تألقٍ يزيدُ صانعيه تألقاً.