الكلمة الترحيبيّة للأمين العام البروفسور ميشال عبس
في اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط
9 و10 تموز/يوليو 2025
بيروت – فندق كراون بلازا
أصحاب الغبطة، أصحاب النيافة، أصحاب السيادة، حضرات القسس، قدس الأباء، مندوبي الكنائس والزملاء المحترمين،
بعد جهد جهيد، استطعنا ان نجد وقتا مشتركا يسمح للقيمين على مجلس كنائس الشرق الأوسط ان يجتمعوا من اجل الوقوف على اعمال الفريق العامل في المجلس وانجازاته خلال العام والنصف المنصرمين، ومناقشة الأمور المتعلقة بسير العمل في المجلس واتخاذ القرارات المناسبة.
كان من المفترض ان تعقد اللجنة التنفيذية اجتماعها في بداية شهر كانون الأول/ديسمبر من العام 2024، ولكن الوضع السياسي-الأمني لم يسمح بذلك. كذلك، كان لا بد من الانتظار لكي تمر فترة الشهرين التجريبية لوقف إطلاق النار، مما جعل الاجتماع خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2025 مستحيلا، وكان مستوى الريبة والتخوف عاليين، لذلك لم نبدأ استقصاء امكان عقد الاجتماع قبل شهر أذار/مارس 2025.
انطلاقا من تلك الفترة لم نتوقف عن التواصل مع أعضاء اللجنة المحترمين من اجل تحديد تاريخ الاجتماع، وقد الغيت محاولات تحديد التاريخ في نيسان/ابريل، وايار/مايو، واستطعنا أخيرا التوصل الى تاريخ يؤمن نصابا يتخطى الحد الأدنى، أي أكثر من 4 أعضاء من كل عائلة. وها نحن اليوم مجتمعون والرب يرعى ويبارك اعمالنا من اجل خدمة الانسان، على اسمه القدوس.
منذ الاجتماع الأول للجنة التنفيذية الحالية، أي عام 2022، عبّرت لأعضائها الكرام عن رأيي ان اجتماعا واحدا في السنة غير كاف، وذلك من اجل تفادي تراكم القرارات او تأخرها، وان اللجنة التنفيذية يجب ان تجتمع 4 مرات في السنة وان الاجتماع مرة في السنة هو عادة للجمعيات العامة، وان جمعيتنا العامة كل 4 سنوات هي بمثابة مؤتمر (Convention). كما اكدت لجميع الأعضاء الكرام، مع حفظ الالقاب، إني من دعاة تواجد مندوبين للكنائس في كل مفاصل المجلس، وإعادة العمل بلجان الدوائر، وذلك للدعم بالخبرات والاتصالات أولا، وثانيا، من اجل الشفافية في العمل، وتفادي سوء التفاهمات التي تقود الى النزاعات. لذلك لا بد لنا من تحديد تاريخ الاجتماع القادم للجنة خلال اجتماعنا اليوم.
اما بالنسبة الى محاضر الاجتماعات، فإننا نقوم بتفريغها انطلاقا من التسجيلات التي تحفظ في قرص صلب خاص في مكتب الأمانة العامة، كما هي أيضا موضوعة في الدروبوكس، أي انها في امان في حال احتجنا العودة اليها من اجل التأكد من بعض التفاصيل. سوف نحرص في المستقبل ان نزودكم بها خلال فترة قصيرة بعد الاجتماع. بالنسبة الينا، نحن الذين نعتبر ان المجلس أصبح يشكل مجتمعا معرفيا، نعتبر ان الاجتماعات هي احدى اهم امكنة انتاج المعرفة وتبادل الدراية والخبرات.
اما بالنسبة الى القرارات المتخذة في الاجتماعات، فإنني اجمعها في جدول خاص للاستعمال الداخلي، من اجل متابعة تنفيذها، تماما كما نفعل بعد كل اجتماع لفريق العمل، حيث تقوم الزميلة المسؤولة بوضعها في جدول من اجل متابعة التنفيذ (Execution follow-up). الجداول تشير الى ان أكثرية القرارات المتخذة قد نفذت وان ما لم ينجز منها هو اما قيد التنفيذ، او انه لم يكن بالإمكان تنفيذه، وعند اقرارنا لمحضر الاجتماع السابق ومراجعة محضر الاجتماع الذي سبقه سوف نوقن ذلك.
ولكن للحق والحقيقة، لا بد لي ان الفت نظر حضراتكم، الى ان تباعد الاجتماعات، وكان ذلك خارج عن ارادتنا، لا يؤثر على سير العمل لا من ناحية الحجم والوتيرة، ولا من ناحية نوعية الأداء، ولا المساءلة ولا الشفافية ولا الفعالية. ان الفريق العامل، وقد اثبت جدارته، يقوم بالعمل انطلاقا من "انتمائه للمجلس" واستيعابه لأهداف المجلس وقيمه التي وجهت اعمال المؤسسة خلال نصف قرن. خلال عرض الاعمال المنجزة من قبل الزملاء، سوف ترون ما أقوله، وكل من يتابع نشرتنا الأسبوعية مومنتوم، التي دخلت عامها الخامس، يستطيع ان يقدر حجم ونوعية العمل، لان هذه النشرة هي بمثابة تقرير اسبوعي موجه اساساً الى قيادات المجلس، الكنائس والجمعية العامة واللجنة التنفيذية، والى الشركاء المحليين والدوليين وسائر المعنيين.
في نهاية كلمتي، لا بد لي ان اشكر الدعم الذي تقدمه لنا الكنائس، والذي يصنف في باب العطاء من القلب، وحضرتكم شركاء ووسطاء في ذلك نظرا لاحتضانكم الدائم لعمل المجلس، كما اود ان أوجه كلمة ثناء وشكر لزملائي، فردا فردا، لتفانيهم في العمل وتجاوبهم الذي يتخطى نداء الواجب (beyond the call of duty) من اجل إنجاح عملنا. اما شركاؤنا في الحركة المسكونية العالمية، فنقدم لهم أيضا كل الامتنان للدعم اللامحدود الذي يزودوننا به رغم الصعوبات التي يعانونها في دولهم.
في المجلس حالة ايمانية ومعنوية، تشكل عنصرا أساسيا من ثقافة المؤسسة المتجددة التي تشكل دليل عملنا في يومياتنا كما في توجهاتنا الاستراتيجية. ان التآزر (السينرجي) بين حكمتكم وقدراتكم من جهة ودراية ونشاط الفريق العامل في المجلس من جهة أخرى، يشكل الضمان لحسن سير العمل وفلاح المؤسسة وتأديتها لرسالتها.
بارك الرب خدمتكم وخدمة الفريق العامل وهذا التضامن بين جميع مكونات المجلس، التي تعمل كلها بوحي من رسالة السيد المتجسد، وبراً بتعاليمه التي ما برحت تنير درب الانسانية. بارك الرب اجتماعنا هذا، وجعله مناسبة انتاج معرفي وتطبيقي في ﺁن، ومناسبة لقاء الاحبة، كما اريدَ للمجلس ان يكون. خلال اجتماعنا، لا يغيبن عن بال احد اننا نخدم هدفا واحدا يعادل وجودنا، هو الشهادة للرسالة الخلاصية في المكان الذي شهد تجليها وانتشارها الأول، لذلك فلنتذكر دائما ان خلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
ليس أفضل ان انهي كلمتي من قول السيد، مظهر النور، ورمز النور "فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (مت 5: 16).
أمين.