الإعتداءات ما زالت تطال الأماكن الدينيّة

والعالم يحيي ذكرى ضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين أو المعتقد

English

إعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط

شهداء وضحايا... إعتداءات وجرائم… كلّها عبارات ما زالت تدور في مشهد الحياة العام منذ عقود عدّة حتّى اليوم. موجة من الظلم والعنف واللّاعدالة تتفاقم يوميًّا وسط صمت دولي وإجراءات لم تتّخذ بعد من أجل محاسبة من يجب محاسبته.

 

يوم دولي لإحياء ذكرى الضحايا

من جانبها، تدقّ الأمم المتّحدة جرس الإنذار حيث تدين كلّ أعمال العنف والإرهاب المستمرّة الّتي تستهدف الأفراد، بمن فيهم الّذين ينتمون إلى الأقليّات الدينيّة على أساس الدين والمعتقد أو باسمهما. وكانت قد خصّصت ضمن رزنامتها العالميّة يومًا دوليًّا لإحياء ذكرى ضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين أو المعتقد، وذلك في 22 آب/ أغسطس من كلّ سنة.

انطلاقًا من هذا اليوم، تعتبر الأمم المتّحدة أنّ "حريّة الدين أو المعتقد، وحريّة الرأي والتعبير، والحقّ في التجمّع السلمي والحقّ في حريّة تكوين الجمعيّات، هي جميعها أمور مترابطة ومتشابكة ومتعاضدة، وهي كذلك في صميم المواد 18 و19 و20 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان". وتضيف "للحفاظ على هذه الحقوق دور مهم في مكافحة جميع أشكال التعصّب والتمييز على أساس الدين أو المعتقد".

ماذا إذًا عن مكافحة الكراهية الدينيّة والتحريض والعنف؟

يبقى ذلك هدف طويل الأمد، الّا أنّ الأمم المتّحدة تشدّد على أنّ الطريق نحو تحقيقه يمكن أن تتّسم بالنقاس المفتوح والبنّاء القائم على احترام الأفكار وأيضًا الحوار ما بين الأديان والثقافات على المستويات المحليّة والوطنيّة والإقليميّة والدوليّة.

والجدير ذكره أنّ اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين أو المعتقد يأتي مباشرة بعد اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم، وذلك في 21 آب/ أغسطس من كلّ سنة.

 

إدانات ومناشدات ومطالب

صفّارات الإنذار ما زالت تدوي في كلّ أنحاء المعمورة وكذلك أجراس الكنائس ما زالت تقرع حزنًا أمام الاعتداءات الّتي تطال الأماكن الدينيّة، فقد يشهد العالم في الآونة الأخيرة دوّامة عنف لامتناهية تطال الكنائس والمؤمنين في سوريا وغزة والقدس ومختلف دول المنطقة والعالم.

مجلس كنائس الشرق الأوسط يدين بأشدّ العبارات كلّ هجوم واعتداء على الكنائس، وتفجيرها واستهدافها. ويناشد باتّخاذ إجراءات فوريّة وحازمة لمحاسبة المتورّطين وتنفيذ تدابير من شأنها أن تضمن سلامة المجتمعات المسيحيّة وجميع الجماعات الدينيّة وحرية ممارستها لعباداتها، ممّا يسمح لهم بالعيش بكرامة في ظلّ دولة يتساوى فيها المواطنون.

أمّا رؤساء الكنائس فيدينون بدورهم كلّ هذه الأعمال الإجراميّة ويعتبرون أنّ دور العبادة يجب أن تُصان وتُحترم وأن تكون محميّة بموجب القانون الدولي. هذا ويعتبرون أنّ استهداف الكنائس بما فيها من مؤمنين يُعدّ خرقًا للقوانين الدوليّة واعتداء على كرامة الإنسان وقدسيّة الحياة وتدنيسًا للمكان المقدّس.

كما يناشد رؤساء الكنائس في بياناتهم قادة العالم والجهات العالميّة المعنيّة العمل العاجل والجاد من أجل وقف فوري لإطلاق النار، مطالبين بضمان حماية كلّ المواقع الدينيّة والإنسانيّة، وتأمين الإغاثة الطارئة وتسهيل الوصول إلى المساعدات.

 

وأمام كلّ البيانات والمناشدات والمطالب الّتي تُرفع من أجل إيصال صوت الإنسان، وكلّ إنسان على هذه الأرض، يبقى السؤال المشروع: هل من آذان صاغية إلى كلّ الآلام والأوجاع الّتي تطال الإنسان في صميم قلبه وفي أقدس أوقات حياته؟

بانتظار أي إجابة أو حلول ملموسة، تبقى الصلاة هي السلاح الأقوى في وجه كلّ حقد وظلم وكراهية!

Previous
Previous

فيديو - برنامج ملفات ساخنة مع الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس

Next
Next

فيديو - 21 آب/ أغسطس: القديسة الشهيدة باصّا وأبناؤها الثلاثة: ثيوغنيوس وأغابيوس وبيستوس