رابطة الكليّات والمعاهد اللّاهوتيّة في الشرق الأوسط: بين الماضي والحاضر
أمينها التنفيذي الجديد القسّ الدكتور صموئيل رزفي إبراهيم في حلقة خاصّة لـ"منبر الكلمة" في مجلس كنائس الشرق الأوسط:
"رؤية الرابطة تكمن في تعزيز التعاون بين المعاهد الأكاديميّة اللّاهوتيّة في الشرق الأوسط وترسيخ الروح المسكونيّة بين طلّابها"
ما هي الأنشطة الجديدة للرابطة الّتي كشف عنها؟
خاصّ: إعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط
من مهد المسيحيّة إلى كلّ العالم، ومن منطقة الشرق الأوسط المتمسّكة برجائها إلى كلّ أسقاع المسكونة، رسالتها واحدة تتجسّد في الشهادة للإيمان والوحدة وتعزيز الروح المسكونيّة في المنطقة. إنّها رابطة أخوّة وتنشئة واحترام والأهمّ تبادل الخبرات والتطلّعات من أجل مستقبل لاهوتي واحد وموحّد للجميع.
إنّها رابطة الكليّات والمعاهد اللّاهوتيّة في الشرق الأوسط (ATIME) الّتي لطالما تسعى إلى أن تكون مرجعًا لطلّاب المعاهد اللّاهوتيّة في المنطقة. مرجع لاهوتي وثقافي وتربوي لقادة المستقبل في الكنيسة من خلال المساهمة في تنمية قدراتهم وتطوير مهاراتهم، فكيف تمّ تأسيس هذه الرابطة؟ وما هي أهدافها وأطر عملها؟
تأسيس ومستجدّات
بداية، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ رابطة الكليّات والمعاهد اللاهوتية في الشرق الأوسط هي منبثقة عن مجلس كنائس الشرق الأوسط. تأسّست في العام 1967 بإسم رابطة التعليم اللّاهوتي في الشرق الأدنى (ATENE)، وقد أُطلقَ عليها الإسم الحالي في الاجتماع العام سنة 1980.
علمًا أنّ الرابطة تضمّ أربع عائلات كنسيّة، وهي العائلة الأرثوذكسيّة، العائلة الأرثوذكسيّة الشرقيّة، العائلة الإنجيليّة والعائلة الكاثوليكيّة. كما تتمثّل الرابطة بـ18 كليّة لاهوت في مختلف دول المنطقة.
آخر مستجدّات الرابطة هي انتخاب أمانة تنفيذيّة جديدة لها، وذلك خلال اجتماع هيئتها العامة الّذي عُقد في 18 تمّوز/ يوليو 2025، في دار سيّدة السلام شيراتون – القاهرة، برئاسة رئيس الرابطة السابق الأرشمندريت يعقوب خليل وأمينها التنفيذي السابق الخوري مخائيل قنبر.
تتضمّن الهيئة الجديدة رئيسًا جديدًا وهو نيافة الأنبا بيجول رئيس دير السيّدة العذراء (المحرّق) ومدير الكليّة الإكليريكيّة في الدير، عن العائلة الأرثوذكسيّة الشرقيّة، وأمينًا تنفيذيًّا جديدًا وهو القسّ الدكتور صموئيل رزفي إبراهيم، عميد كليّة اللّاهوت الإنجيليّة في القاهرة، عن العائلة الإنجيليّة.
كما تمّ انتخاب أمناء تنفيذيّين مشاركين وهم الدكتور جرجس إبراهيم صالح، الأمين العام الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، عن العائلة الأرثوذكسيّة الشرقيّة، الأخت الدكتورة روز أبي عاد، أستاذة في كليّة العلوم الدينيّة واللّاهوتيّة في جامعة الحكمة، عن العائلة الكاثوليكيّة، والدكتور دانيال عيّوش، أستاذ في معهد القدّيس يوحنّا الدمشقي جامعة البلمند، عن العائلة الأرثوذكسيّة.
رسالة ورؤية
في حلقة خاصّة من إنتاج"منبر الكلمة" في مجلس كنائس الشرق الأوسط، من إعداد وتقديم الإعلاميّة ليا عادل معماري، مسؤولة الإعلام ومنسّقة العلاقات الكنسيّ والإعلاميّة في المجلس، أشار الأمين التنفيذي الجديد القسّ الدكتور صموئيل رزفي إبراهيم إلى أنّ رسالة رابطة الكليّات والمعاهد اللّاهوتيّة في الشرق الأوسط هي الربط بين الكليّات والمعاهد اللّاهوتيّة من أجل تبادل الموارد والخبرات الأكاديميّة والكنسيّة بغية الشهادة للإيمان والوحدة في إطار منطقة الشرق الأوسط.
كما أوضح القسّ الدكتور صموئيل إلى أنّ رؤية الرابطة تكمن في تعزيز التعاون بين المعاهد الأكاديميّة اللّاهوتيّة في الشرق الأوسط، وبالتّالي المساهمة في تحقيق "عيش الشركة" بين المعاهد على مستوى الأساتذة والباحثين وكذلك الطلّاب.
أهداف أكاديميّة وكنسيّة
في هذا الإطار، يشرح القسّ الدكتور صموئيل رزفي إبراهيم إلى أنّ الرابطة تعمل من أجل تحقيق أهداف عدّة بغية تعزيز الوعي الروحي والمسكوني لدى طلّاب اللّاهوت من مختلف العائلات الكنسيّة.
أكاديميًّا، تسعى الرابطة إلى إقامة مساحة مشتركة أو منصّة بين الأساتذة والباحثين، وإنشاء بعض الحصص التعليميّة المشتركة بين سائر المعاهد اللّاهوتيّة. إضافة إلى تشارك الموارد الماديّة والتربويّة كالمكتبات والموارد الإلكترونيّة وأطروحات الماجيستير والدكتوراه... وتأمين الإمكانات البشريّة لتلبية هذه الاحتياجات الأكاديميّة. من دون أن ننسى تطوير التعاون اللّاهوتي بين المعاهد اللّاهوتيّة الأخرى في المنطقة والعالم.
كنسيًّا، تهدف الرابطة إلى إعداد جيل الغد من إكليروس وعلمانيّين لتولّي المهام الكنسيّة بروح مسكونيّة قادرة على مواجهة التحدّيات في المنطقة. هذا إضافة إلى إنشاء روابط أخويّة بين المعاهد والأساتذة والباحثين والطلّاب الذين يخدمون الرسالة الكنسيّة.
أنشطة مستقبليّة
عمليًّا، تستعدّ الهيئة التنفيذيّة الجديدة لرابطة الكليّات والمعاهد اللّاهوتيّة في الشرق الأوسط إلى تنظيم لقاءات مستقبليّة تسهم بتعزيز رسالة الرابطة وترسيخ رؤيتها.
في هذا السياق، كشف القسّ الدكتور صموئيل لإعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط عن سلسلة أنشطة جديدة تعمل لجنة مصر في الرابطة إلى تنظيمها في جمهوريّة مصر العربيّة. اللّقاء الأوّل سيتمحور حول لاهوت البيئة، واللّقاء الثاني سيكون يومًا ثقافيًّا وروحيًّا في كليّة اللّاهوت الإنجيليّة حول أهميّة الأناجيل في حياة ولاهوت الكنيسة. أمّا اللّقاء الثالث فهو يوم رياضي في كليّة الأقباط الكاثوليك في المعادي.
من هنا، تجدر الإشارة إلى أنّ الأمانة التنفيذيّة السابقة لرابطة الكليّات والمعاهد اللّاهوتيّة في الشرق الأوسط كانت قد نظّمت مؤتمرًا طلّابيًّا عامًّا بعنوان "مجمع نيقيا – إيمان الكنيسة من كرازة الرسل إلى بشارة اليوم"، وذلك من 13 إلى 18 تمّوز/ يوليو 2025، في دار سيّدة السلام – شيراتون هيليوبوليس – القاهرة.
تضمّن المؤتمر محاضرات وفقرات لاهوتيّة مختلفة حيث شكّلت مساحة فريدة من نوعها جمعت بين البحث اللّاهوتي والخبرة المسكونيّة والتواصل الإنساني العابر للانتماءات الكنسيّة.
في ختام حديثه ضمن الحلقة الخاصّة لـ"منبر الكلمة" في مجلس كنائس الشرق الأوسط، وعلى صعيد آخر، رحّب الأمين التنفيذي الجديد لرابطة الكليّات والمعاهد اللّاهوتيّة في الشرق الأوسط القسّ الدكتور صموئيل رزفي إبراهيم، بأي تعاون إعلامي مع دائرة التواصل والإعلام في المجلس بغية الإضاءة على رسالة الرابطة وآخر مستجدّات عملها.