موسم الخليقة: نحو السلام في العالم
خطوات عمليّة ونشاطات متنوّعة تسهم بترسيخ القضيّة البيئيّة
إعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط
صلاة وإيمان وتسابيح ورجاء... هذا هو "موسم الخليقة" الّذي يحمل معه الكثير من الفرح والتوعية والعزيمة على العمل معًا من أجل قضيّة تُعتبر من أهمّ القضايا في العالم المسكوني وهي القضيّة البيئيّة الّتي باتت أولويّة طارئة اليوم.
"موسم الخليقة" انطلق في 1 أيلول/ سبتمبر وما زال مستمرًّا حتّى 4 تشرين الأوّل/ أكتوبر عبر صلوات واحتفالات وفعاليّات عالميّة تشدّد على ضرورة حماية خليقة اللّه والحفاظ عليها انطلاقًا من المسؤوليّة المسيحيّة المشتركة تجاهها، وعلى أهميّة الالتزام بالقضيّة البيئيّة ومتابعتها من أجل مستقبل أكثر سلامي.
والسلام هو محور "موسم الخليقة" لهذه السنة الّذي يتّخذ عنوان "السلام مع الخليقة" وشعار "حديقة السلام" المستوحى من سفر إشعياء 32: 14-18، فكيف يمكن للمسيحيّين حول العالم ترسيخ القيم البيئيّة المسيحيّة عبر احتفالاتهم؟
نصلّي معًا
يقدّم دليل "موسم الخليقة" العالمي والّذي قام مجلس كنائس الشرق الأوسط بتعريبه كما جرت العادة سنويًّا، سلسلة خطوات عمليّة تدعو المؤمنين إلى تعزيز معرفتهم بالشأن البيئي كي يتمكّنوا كلّ من موقعه من تحقيق تغيير ما يحمي بيتهم المشترك ويحصّنه من أي ضرر ووجع.
يدعو الدليل إلى الاشتراك بخدمة صلاة مسكونيّة يقدّمها في صفحاته عبر مجموعة صلوات وقراءات وتأمّلات، هذا إضافة إلى بعض الاقتراحات الّتي تغني اللّقاء.
في هذا الإطار، ينصح الدليل إلى قراءة مقتطفات من رسالة أحد الرؤساء الكنسيّين مثل الرسالة السنويّة الّتي يوجّهها البطريرك المسكوني لمناسبة يوم الخلق أو رسالة البابا أو حتّى أي وثيقة أخرى من التقاليد الكنسيّة.
كما يشجّع الدليل على التعبير عن الحزن إزاء ما لحق بالبيئة من أضرار وذلك خلال رتبة التوبة والاعتراف، وكذلك المشاركة في لحظات صمت للإصغاء إلى تسابيح المخلوقات خصوصًا إذا كان الاحتفال في الهواء الطلق.
هذا إضافة إلى إمكانيّة إدخال بعض الرموز من الطبيعة في الاحتفال مثل الأغصان أو الثمار... وإدراج نوايا خاصّة تتعلّق بالعناية بالخليقة في صلوات التشفّع، وكذلك تقديم مشاهد فنيّة عن الخليقة مع الأطفال والشبيبة...
نعمل معًا
في السياق نفسه، يطرح دليل "موسم الخليقة" بعض الأفكار لتنفيذ نشاطات متنوّعة في الهواء الطلق مثل القيام بمسيرة تأمليّة أو حجّ روحي يهدف إلى تعزيز الشركة مع الحياة بكلّ أشكالها. ويمكن للمسيرة أن تتوجّه نحو واحة طبيعيّة حيث يتمّ التركيز على شكر لله والالتزام بحماية الطبيعة، أو إلى مكان قد تعرّض لتدهور بيئي من أجل التعبير عن الحزن والتوبة والدعوة إلى الترميم.
من ناحية أخرى، يمكن أيضًا زيارة المحميّات الطبيعيّة أو المناطق المخصّصة لحماية الحياة البريّة. إضافةً إلى دعوة بعض المعنيّين بالشؤون البيئيّة مثل حرّاس الغابات، فرق الاستجابة لحرائق الأحراج، المزارعين، حرّاس الأحراج، الرعاة، مربّي النحل، فرق الكشافة، ليشاركوا تجاربهم حول حماية الطبيعة. كما يمكن دعوة جماعات ومنظّمات مسيحيّة تعمل في مجالات العدالة، والسلام، والمصالحة، للمشاركة في النشاطات والمساهمة في التأمّلات والحوارات...
علاوة على ذلك، هناك أنشطة عمليّة أخرى قد تسهم بدورها في تعزيز الوعي البيئي مثل تنظيم حملات تنظيف محليّة، غرس الأشجار وإعادة التشجير من أجل دعم التنوّع البيولوجي، إطلاق مبادرات لإعادة التدوير، عرض أفلام أو تنظيم حوارات عامة حول العناية بالخليقة، تنظيم مسابقات في الكتابة أو الرسم للأطفال والشبيبة، وكذلك حفلات موسيقيّة أو عروض فنيّة تحتفل بالخليقة، ولقاءات لدراسة نصوص كتابيّة تتناول العناية بالخليقة...
وأمام كلّ ما تقدّم من معطيات وأفكار، تبقى كلّ خطوة ولو كانت صغيرة مهمّة جدًّا للسير معًا نحو السلام مع الخليقة والعالم أجمع!
التضامن والتعاون أساسيّان والصلاة ضروريّة من أجل بناء علاقة متينة وعميقة مع اللّه وكلّ خليقته.