القدّيسة تريزيا الطفل يسوع تنثر ورود السلام والمحبّة في لبنان

الأب نوهرا صفير الكرمَلي، من رهبانيَّة الكرمَليِّين الحفاة في لبنان، في حديث خاصّ لإعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط:

"ذخائر القدّيسة تريزيا تذكّرنا بثبات الإيمان وبأهميّة الثقة باللّه والاستسلام له

ودعوتنا أن نكون رسال محبّة"

English

"أجوب لبنان من أجل الحبّ والسلام"، القدّيسة تريزيا الطفل يسوع اختارت في المئويّة الأولى لإعلان قداستها، أن تجوب وطن الأرز من جنوبه حتّى شماله، مرورًا بمختلف الأبرشيّات والكنائس والمناطق، حاملة ورود الرجاء والقداسة لتنثرها في أرض القداسة والإيمان.

وفيما لبنان بأمسّ الحاجة إلى بصيص أمل في زمن يتوق فيه إلى الاستقرار والسلام، تشخص أنظار اللّبنانيّين إلى ذخائر القدّيسة تريزيا الّتي تعود إلى الأراضي اللّبنانيّة في زيارة هي الثانية من نوعها، بين 13 حزيران/ يونيو و20 تمّوز/ يوليو، وذلك بعد مرور ثلاث وعشرين سنة على زيارتها الأولى.

السماء تفرح والملائكة تتهلّل والمؤمنون يرفعون صلواتهم ويلتمسون بركة القدّيسة ويستمدّون منها القوّة والعزيمة والمحبّة، فما هي أهميّة هذه الزيارة؟ وما هي أبعادها في حياتنا اليوم؟

في حديث خاصّ لإعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط، يشرح الأب نوهرا صفير الكرمَلي، من رهبانيَّة الكرمَليِّين الحفاة في لبنان، أنّ "القدّيسة تريزيا تأتي إلى أرضنا، أرض القداسة، أرض الأرز، لتذكّرنا من جديد بثبات الإيمان وعيش الإيمان من أجل ترسيخ السلام عبر العلاقات الّتي نعيشها مع أقرب الناس لنا. ونحن بحاجة إلى أن نعيش هذا السلام وأن نحافظ عليه في قلوبنا، خصوصًا في ظلّ الصراعات والتخبّطات والحروب الّتي تمرّ بها المنطقة".

ويضيف "تعكس زيارة القدّيسة تريزيا ما عاشته من خلال دعوتها ورسالتها، هي الّتي قالت "في قلب الكنيسة أمّي سوف أكون الحبّ". وبذلك أكّدت القدّيسة تريزيا في رسالتها أنّ اللّه محبّة واللّه هو دائمًا الإله الّذي يأتي إلى عالمنا وإنسانيّتنا كي يكشف لنا محبّته الكبيرة مع كلّ ضعفنا وهشاشتنا ويولّد فينا الإنسانيّة الجديدة".

ويتابع "تشكّل زيارة القدّيسة تريزيا فرصة لتذكّرنا بأهميّة الثقة والاستسلام لله. لذا علينا أن نضع كامل ثقتنا باللّه الحاضر دائمًا معنا والّذي يرافقنا ويقود خطواتنا بثبات كبير. وهكذا كانت القدّيسة تريزيا الّتي عبّرت في كتاباتها عن الثقة والاستسلام الّذين عاشتهما في حياتها الجماعيّة وحياتها الرهبانيّة، فتمكّنت من خلال صلواتها أن تبشّر بيسوع المصلوب والقائم من بين الأموات، مؤكّدة أنّ إلهنا هو إله المحبّة والسلام".

في الختام، يشير الأب نوهرا صفير الكرمَلي إلى أنّ "القدّيسة تريزيا الطفل يسوع أثبتت إلى أنّ الحبّ يتجسّد في أرض واقعنا من خلال الأفعال والأعمال والأقوال، وفي زيارتها إلى لبنان دعوتنا هي أن نكون رسل محبّة بإسم يسوع الّذي تستطع محبّته نورًا لا يغيب".

ومع القدّيسة تريزيا الطفل يسوع، نرفع صلواتنا من أجل إحلال السلام وإحقاق الحقّ والعدالة، ونهتف بقلب واحد: "أيّتها القدّيسة تريزيا الصغيرة، أذكري وعدكِ لنا بعمل الخير على الأرض وأنثري بغزارة غيث ورودك على كلّ الّذين يدعونك وتحصّلي لنا من اللّه على النعم الّتى نرجوها من عطفـه المتناهي".

Previous
Previous

فيديو - ترنيمة قلب يسوع

Next
Next

فيديو - وفد من مجلس كنائس الشرق الأوسط يعزي بشهداء كنيسة مار الياس في الدويلعة - ريف دمشق