دورة تدريبيّة للعاملين في مجال الرعاية المنزليّة ومساعدي التمريض في لبنان

مع مجلس كنائس الشرق الأوسط وKerk In Actie

English

وسط الظروف المعيشيّة الصعبة، يواجه لبنان حاجة ماسّة إلى الكوادر الطبيّة الأساسيّة للخدمات الطبيّة الاستشفائيّة، إذ غادر الكثيرون البلاد في ظلّ الأزمات الاقتصاديّة الّتي عصفت بها.

من هنا، وبالتعاون مع مجلس كنائس الشرق الأوسط، دائرة الدياكونيا والخدمة الإجتماعيّة، مكتب لبنان، نظّمت المنظّمة العالميّة Kerk In Actie (KIA) دورة تدريبيّة للعاملين في مجال الرعاية المنزليّة ومساعدي التمريض، وذلك في مستشفى القدّيس جاورجيوس في بيروت الّذي ساهم بتوفير المدرّبين المتخصّصين.

أورور هي إحدى المشاركات الثماني عشرة. جاءت من قرية صغيرة في الجبال، وكانت تستيقظ باكرًا كلّ صباح لحضور الدورة. عملت سابقًا في مجال رعاية الأطفال والرعاية المنزليّة، والآن بعد أن كبر أبناؤها، ترغب في العودة إلى العمل.

وفي مقابلة معها، تحدّثت أورور بحماس عن البرنامج قائلة: "اكتسبت مهارات عمليّة جديدة، مثل رفع المريض وتقليبه. اكتشفت أنّني كنت أقوم ببعض الخطوات بشكل خاطئ. هذا وقد تطرّقت الدورة إلى الجوانب الاجتماعيّة للتمريض، مثل كيفيّة التعامل مع المريض، والحدود المهنيّة".

تُفضّل أورور العمل في مستشفى، لكنّها لا تستبعد العمل مع كبار السنّ أو الأطفال. قالت: "سأعمل أينما يقودني الربّ".

أمّا مايا وهي مشاركة أخرى، فكانت تعمل في مجال رعاية الأمومة، لكنّها لم تتلقَّ أي تدريب من قبل. قالت: "تعلّمت الكثير عن معنى الأمومة. تعلّمت الآن أنّه لا ينبغي أبدًا أن أقول لأمّ: "أنا أعرف أكثر منكِ". بالإضافة إلى ذلك، اكتسبت معرفة حول نموّ الأطفال وتطوّرهم، والأمراض الشائعة، والسلامة في المنزل".

من جهّتها، أشارت سوسن الّتي كانت تعمل بدوام جزئي في مجال الرعاية المنزليّة إلى أنّها كانت تزور المرضى كلّ يوم أحد للاعتناء بهم. وأضافت "لطالما ساعدت زوجي في عمله الصغير. لكنّني كنت أرغب حقًّا في الانضمام إلى دورة تدريبيّة. وقد انتهزت هذه الفرصة الآن. لقد استفدت كثيرًا من الدورة".

المشاركات لديهنّ خلفيّات دينيّة مختلفة، لكنّ المجموعة المشاركة تميّزت بجوّ من الألفة والأخوّة. في هذا الإطار، لفتت أورور أنّها تمكّنت من بناء صداقات جديدة. كما أنّ نسرين الّتي جاءت من سوريا، شعرت على الفور بأنّها جزء من المجموعة. وبسبب الحرب في سوريا، لم تتمكّن نسرين من متابعة دراستها. أمّا الآن فأُتيحت لها فرصة جديدة.

شاركت نسرين تجربتها قائلةً: "في البداية، أردتُ الانضمام إلى هذه الدورة كي أقوم بتربية أطفالي وأعتني بأجدادي بشكل أفضل. لكنّني الآن أفكّر في العمل في مجال رعاية المسنّين. ومن القضايا الّتي لفتت انتباهي بشدّة هي العنف في مجال الرعاية. لم أكن أعلم أن العنف يحدث بشكل متكرّر جدًّا في هذا المجال وبأشكال عديدة".

وتجدر الإشارة إلى أنّ منظّمة "Kerk In Actie" تقوم بهذه المبادرة بالشركة مع مجلس كنائس الشرق الأوسط منذ أعوام عديدة. وإلى جانب الدورات التدريبيّة، يُسهم مجلس كنائس الشرق الأوسط في توفير خدمات الرعاية بالتعاون مع المتدرّبين. وأكّدت السيدة رولا السهوي، وهي ممرّضة ومنسّقة للبرنامج نيابةً عن مجلس كنائس الشرق الأوسط، إلى أنّ "المجلس يتلقّى طلبات منتظمة للرعاية المنزليّة، خصوصًا من كبار السنّ". وحتّى اليوم، ما زالت رولا تُقيّم احتياجات الرعاية وتختار مقدّم الرعاية المناسب من بين الخرّيجين السابقين. وتقول: "عادةً ما تسير الأمور على ما يُرام. طالبو الرعاية راضون جدًّا عن مقدّمي الرعاية المُخصّصين لهم".

بعد إتمام برنامج تدريبي مكثّف لمدّة ثلاثة أشهر - 120 ساعة، واجتياز الاختبار النهائي بنجاح عبر حصولهم على 7 درجات على الأقلّ من 10 درجات، تسلّم المشاركون شهاداتهم في التمريض الأساسي والإسعافات الأوليّة في الثالث من كانون الأوّل/ ديسمبر.

ومن خلال هذه الشهادات، أصبحوا مؤهّلين للانضمام إلى منصّة مجلس كنائس الشرق الأوسط للرعاية المنزليّة، ممّا يتيح لهم التواصل مع طالبي الرعاية وبدء العمل في مجال الرعاية المنزليّة، أو رعاية الأمومة، أو رعاية الأطفال، أو في المستشفيات (كمساعدي تمريض).

كما حصل المشاركون على حقيبة أدوات الرعاية المنزليّة الّتي تضمّ أجهزة عدّة مثل جهاز قياس ضغط الدم وجهاز قياس نسبة السكّر في الدم. وبهذا، يكون الخرّيجون قد حصلوا على كلّ الدعم اللّازم لبدء مسيرتهم المهنيّة أو تطويرها، سواء من خلال الحصول على التدريب الضروري من خلال استخدام المعدّات الحديثة، أو عبر ربطهم بمن يحتاجون إلى خدماتهم.

ومن خلال هذا التدريب، ساهم مجلس كنائس الشرق الأوسط في تمكين المشاركين من أجل تأمين مصدر رزق مستدام لهم، إضافة إلى المساهمة في حلّ مشكلة النقص الحادّ في مقدّمي الرعاية المنزليّة في البلاد.

Previous
Previous

مجلس كنائس الشرق الأوسط ينفّذ جلسات توعية حول سرطان الثدي

Next
Next

فيديو - النور أشرق في الظلمة 3