المسيحيّون في المشرق العربي وطموحات الوحدة والتنوير

مؤتمر في العاصمة الأردنيّة عمّان

سمو الأمير الحسن بن طلال: "العالم يشهد صراعات متعدّدة وبؤر توتّر متزايدة، في وقتٍ تحتاج فيه الإنسانيّة إلى مراجعة عميقة لقيمها ومفاهيمها الجامعة"

الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس: "التحديات التي تطرحها السياسة على الدين، والعكس بالعكس، خطيرة، وقد يتوقف عليها جزء من المصير البشري"

English

المزيد من الصور.

برعاية وحضور سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينيّة، عقد المعهد مؤتمرًا تحت عنوان "المسيحيّون في المشرق العربي وطموحات الوحدة والتنوير"، بين 7 و8 أيّار/ مايو 2025، في العاصمة الأردنيّة عمّان. وذلك بمشاركة عدد من أصحاب الغبطة والسيادة البطاركة والمطارنة والآباء الكهنة، ممثّلي مختلف الكنائس في الشرق الأوسط، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس، وأيضًا شخصيّات دينيّة وسياسيّة وإعلاميّة واجتماعيّة.

خلال المؤتمر، أكّد سمو الأمير الحسن بن طلال في كلمته على أنّ العالم يشهد صراعات متعدّدة وبؤر توتّر متزايدة، في وقتٍ تحتاج فيه الإنسانيّة إلى مراجعة عميقة لقيمها ومفاهيمها الجامعة. هذا وتوقّف سموه عند محطات تاريخيّة جسّدت قيم التآخي والتكافل، مشيرًا إلى استقبال الأردنيّين، مسلمين ومسيحيّين، مئات الأسر المسيحيّة القادمة من الموصل، وفتحهم قلوبهم للقادمين من البوسنة والهرسك، ما يعكس الروح الجامعة للمجتمع الأردني.

تضمّن المؤتمر جلسات عدّة ألقى فيها رؤساء الكنائس كلمات شدّدت على أهميّة حماية الوجود المسيحي في المنطقة، باعتباره جزءًا أساسيًّا من النسيج المجتمعي والتاريخي للمشرق العربي.

أمّا في الجلسة الثانية حول "الدين والسياسة بين المجتمع المدني والتوظيف السياسي للدين"، فألقى الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس كلمة بعنوان "بين الدين والسياسة...المجتمع المربك"، لفت فيها إلى أنّه "بين الدين والسياسة روابط وثقى، تزخر صفحات التاريخ بتجلياتها، وقد سال الحبر الكثير في تحليلها ونقدها وشجبها، لما جرّته على الإنسانية من ويلات. نحن نعيش في لبنان، وفي المشرق الانطاكي-العربي، أبشع مظاهرها، حيث ان ما نجح في لبنان جرى نقله الى سائر المشرق".

وتابع "بين الدين والسياسة حلف نخشى ان يكون ابديا في منطقتنا، كما نخشى ان يكون الخروج منه مكلفا على كافة الصعد. ولكن بين الدين والسياسة تحديات ايضا، لا يحسن معالجتها الا من اعطى كل حيز حجمه المناسب، وعرف كيف يبقي بينهما مسافة قاحلة ليس من المستحب زراعتها".

وأضاف "ان التحديات التي تطرحها السياسة على الدين، والعكس بالعكس، خطيرة، وقد يتوقف عليها جزء من المصير البشري كما حدث في مناطق كثيرة من العالم وفي حقبات مختلفة من التاريخ وبعضها ما زال ماثلا امامنا".

في الختام، بحث المشاركون في خلاصات المؤتمر ورفعوا توصياتهم وملاحظاتهم المتنوّعة.

Previous
Previous

فيديو - من الكاردينال روبرت فرانسيس بريفوست الى البابا لاون الرابع عشر

Next
Next

إعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط في تغطية يوميّة مستمرّة لعمليّة انتخاب البابا الجديد