في اليوم الدولي للأخوّة الإنسانيّة: تجسيد روح الأخوّة مطلوب الآن في عالم يستمرّ فيه التمييز والتعصّب

OCHA/Yaye Nabo Séne - مجموعة من الأشخاص يدعون إلى رفض الكراهية والتمييز القائم على العرق والدين في جمهورية أفريقيا الوسطى (2017).

OCHA/Yaye Nabo Séne - مجموعة من الأشخاص يدعون إلى رفض الكراهية والتمييز القائم على العرق والدين في جمهورية أفريقيا الوسطى (2017).

بمناسبة اليوم الدولي الأول للأخوّة الإنسانية الذي تم إحياؤه تحت شعار "طريق إلى المستقبل"، دعا المشاركون في حدث افتراضي إلى القيام بالمزيد من أجل محاربة خطاب الكراهية وبناء عالم أفضل يتسم بتنوّع الثقافات والإنسانية الواحدة.

وقد اختير هذا التاريخ لإحياء اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، لأنه يوافق يوم التوقيع على وثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" عام 2019 بأبو ظبي، من قـِبل قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، أحمد الطيبّ.

وخلال حدث افتراضي نظمه تحالف الأمم المتحدة للحضارات، بالشراكة مع البعثتين المصرية والإماراتية لدى الأمم المتحدة، قال ميغيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الحضارات، إن الوثيقة تمثل تجسيدا حقيقيا للحوار والوئام بين الأديان، مشيرا إلى أن الإمام الأكبر أحمد الطيب والبابا فرنسيس يقودان بالقدوة ويستخدمان صوتهما الأخلاقي لإلهام الأمل والإنسانية وكرامة الإنسان.

وفي رسالة مصوّرة خلال الحدث الافتراضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: "أشكر كلا القائدين الدينيين على استخدامهما لصوتهما من أجل تعزيز الحوار بين الأديان والاحترام المتبادل والتفاهم بين مختلف الأديان. باتت حاجتنا إلى هذه الروح، في هذه الأوقات العصيبة التي نمر بها، أقوى منها في أي وقت مضى".

دعوة لتعزيز التسامح

ودعا السيّد غوتيريش إلى لالتزام بفعل المزيد من أجل تعزيز التسامح والحوار الثقافي والديني في عالم لا تزال أعمال التمييز وجرائم الكراهية مستمرة فيه بسبب ذرائع دينية وعرقية وغيرها.

وأشار إلى أن التنوع الثقافي وحرية المعتقد جزء من نسيج حضاراتنا الغني. وتابع يقول: "في جميع أنحاء العالم، لا يزال التمييز المتأصل والأعمال النابعة من التعصب وجرائم الكراهية مستمرة ضد الناس لا لسبب إلا لدينهم أو معتقدهم أو عرقهم أو جنسهم أو ميلهم العاطفي. هذه الأعمال الخسيسة إهانة لحقوق الإنسان وقيم الأمم المتحدة المتفق عليها دوليا".

الترياق هو الأخوة الإنسانية

ويأتي اليوم الدولي الأول للأخوة الإنسانية في الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان الذي أعلنته الجمعية العامة للتأكيد على التزام الدول تجاه "نشر رسائل الوئام بين الأديان وحسن النية في كنائس العالم ومساجده وكنسه ومعابده وغيرها من أماكن العبادة بناء على محبة الخالق وحب الجار وحب الخير وفقا لكل دين ومعتقد".

وقال ميغيل موراتينوس: "لا نواجه تداعيات الجائحة فحسب، بل نواجه أيضا الفيروس المعدي المتمثل في الكراهية والتمييز والعنصرية. والترياق هو الأخوة البشرية التي تجسد الرحمة والتضامن والوحدة والاحترام المتبادل".

رسالة سلام ضد خطاب الكراهية

من جانبه، قال مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، محمد إدريس، إن الوثيقة رسالة سلام وحب وأخوة، "وأهم من كل شيء بالنسبة للعالم، تدعو الوثيقة إلى بذل جهود جادة لنشر ثقافة تسامح وتعايش ورفض التطرف والتعصب والكراهية بجميع أشكالها".

وفي كلمتها، قالت لانا زكي نسيبة، مندوبة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن للجميع دورا يجب تأديته لتبنّي مجتمعات سلمية وشاملة: "للأسف أصبح خطاب الكراهية منتشرا للغاية حول العالم، مع استمرار تصاعد العنف ضد دور العبادة والأقليات في العالم"، ولفتت إلى استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر ما وصفته بالدعاية الشريرة. وقالت إن هذه التحديات تتفاقم بسبب جائحة كـوفيد-19 التي أبرزت وعمّقت جذور انعدام المساواة على حدّ تعبيرها.

من جهة أخرى شدد المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، على أن توقيع الوثيقة أصبح يمثل مسؤولية عالمية. وأضاف يقول: "هو إنجاز هام وجديد خاصة أنه يفتح الباب للتعاون بين كل الدول والمؤسسات من أجل تحقيق تلك المبادئ السامية".

وأعرب عن أمله في تحقيق شيء "من أجل هذه الإنسانية الجريحة الآن"، مضيفا أنه منذ اليوم الأول يعمل البابا وشيخ الأزهر على صياغة مبادئ الوثيقة، "لم يختلفا قط لأن المحور الأساسي الذي كان يجمعهما هو الإنسان، بصرف النظر عن أي اختلاف" …

هذا المقال نشر على موقع أخبار الأمم المتّحدة، لقراءة المزيد اضغط هنا.

Previous
Previous

المنشور البطريركي الصّادر عن بطريركيّة السريان الأرثوذكس لمناسبة يوبيل الـ1500 عام على رقاد القدّيس العظيم مار يعقوب السروجي الملفان

Next
Next

الأسرة والكتاب المقدّس... العظة الأسبوعيّة لقداسة البابا تواضروس الثاني