غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو يشارك في أمسية تذكارية لمناسبة الذكرى الـ1700 لانعقاد مجمع نيقية المسكوني (325-2025)
إعلام البطريركيّة الكلدانيّة
لمناسبة الذكرى الـ 1700 لانعقاد مجمع نيقية المسكوني (325-2025)، أقيمت أمسية تذكارية مساء يوم الجمعة 12 كانون الأوّل/ ديسمبر 2025، في قاعة كاتدرائية مار يوسف في الكرادة – بغداد، العراق، بحضور غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، وسيادة المطران غطاس هزيم وسيادة المطران باسيليوس يلدو وعدد من الاباء الكهنة والأخوات الراهبات وجمع من المؤمنين.
وقد تضمنت الأمسية المحاور الآتية:
1. كلمة غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو
2. مجمع نيقية، يوحد أم يفرق؟ قدمه سيادة المطران غطاس هزيم
3. نيقية وسر الميلاد، قدمه الأب منصور المخلصي
4. اختتمت الأمسية بحوار مع المؤمنين.
وفي ما يلي كلمة غبطة البطريرك ساكو:
ما أثر مجمع نيقية على الكنائس بعد مرور 1700 على إنعقاده؟
نيقية الحَدَث
مجمع نيقية ذو أهمية بالغة، ليس فقط بسبب التاريخ، لكنه بسبب الفحوى وحيوية المسيحية آنذاك. لذا يبقى السؤال في ضمير كل كنيسة هو: ماذا ينتظر المسيح من الكنائس، وما أثر مجمع نيقية عليها اليوم.
تكمن أهميّة مجمع نيقية في توحيد قانون الإيمان، والإحتفال بعيد الفصح. كانت عقيدة الكنيسة مهددة بشكل خطير بسبب تعليم آريوس، أحد قساوسة الإسكندرية، الذي أعلن في مواعظه أن المسيح كائن مخلوق، أدنى من الله، وتابع للآب. هذه النظرة تقوّض جوهر الإيمان المسيحي.
أعلن آباء المجمع ان المسيح “من نفس جوهر الله” (هومووسيوس homoousias)، وهو مصطلح لاهوتي اُختير بدقة، وحافظوا على سرّ التجسُّد وعقيدة الثالوث، وهي الحقائق الأساسية في المسيحية. وقد تم توسيع هذه العقيدة عام 381 في المجمع المسكوني الثاني الذي عقد في مدينة قسطنطينية، لتشمل تعبيراً أشمل عن ألوهية الروح القدس. هكذا، فإن الشكل النهائي لعقيدة نيقية – القسطنطينية، كما يُطلق عليها تضمن إعترافاً كاملاً بالثالوث: الآب والابن والروح القدس، إله واحد في ثلاثة أقانيم. ولا تزال الكنائس الشرقية والغربية تتلو هذا القانون رسمياً كإعلان موحَّد للإيمان في الليتورجيا كل يوم أحد في القداس، وأثناء المعمودية، وفي التعليم المسيحي. كما وضع المجمع خطة لحساب توحيد الإحتفال بعيد القيامة (الفصح) حسب التقويم القمري، في يوم الأحد الأول، أي عند اكتمال القمر بعد بداية الربيع، ما يجعل أقرب تاريخ للعيد هو في 22 مارس، وأقصاه في 25 أبريل- نيسان.
زيارة البابا لاون الرابع عشر الى نيقية
شاركتُ بألم في الإحتفال المسكوني في مدينة نيقية – ايزنيك Iznik التركية بمناسبة مرور 1700 سنة على إنعقاد أول مجمع مسكوني فيها. نيقية المدينة الجميلة ببحيرتها وأشجارها وبيوتها وحّدَت المسيحيين في القرن الرابع حول الإيمان وعيد الفصح، ولكن نحجّ اليها اليوم منقسمين.
زيارة البابا لاون الرابع عشر لها في 28 تشرين الثاني 2025 وبمشاركة رؤساء كنائس كاثوليكية وارثوذكسية وبروتستانتية في رتبة صلاة مسكونية من أجل وحدة الكنائس، حملت رسالة رجاء للمسيحيين في هذه الظروف القاسية. أسئلة عديدة دارت في خلدي، منها هل ستساعد هذه الذكرى على دفع عملية وحدة المسيحيين الى الأمام، ام يبقى هذا الإحتفال مجرد إستعراض لحدَث تاريخي ليس إلّا؟
الحوار بين الكنائس
يجب أن ينطلق من الإيمان الواحد، والمسائل ذات الإهتمام المشترك، بما في ذلك التحديات العديدة التي تواجه كنائسنا. زيارة البابا لاون الرابع عشر “لنيقية” (في حين لم يشترك أي بابا في المجماع المسكونية الأولى وانما شارك بموفديه) مع رؤساء الكنائس الاُخرى تمثل فرصة مسكونية كبيرة، “أشبه ما تكون ببذرة أراد الله أن يحمّلنا مسؤولية رعايتها والسهر على نموّها، كلٌّ من موقعه، لتأتي بالثمار المرجوّة”. نأمل أن تساعد هذه المناسبة على إحياء الروح التي حفَّزّت آباء المجمع آنذاك على التعبير عن الإيمان بمصطلحات واضحة ومفهومة، والسعي لما يوحّد المسيحيين في شهادة إيمانهم ومصداقيذة تعليمهم.
الإنقسام شك كبير وعائق أمام التبشير
الوحدة ليست مجرد فكرة، إنما هي مشروع أساسي نتربى عليه ونجسّده في حياتنا اليومية. الوحدة خَيَار وثقافة، حضور ومجال عمل، تعليمٌ وشهادة أكثر مصداقية لتغدو كنائسنا علامة الرجاء في عالم ضائع، خصوصاً ان الليتورجيات الشرقية تشدّد على القيامة تعبيراً عن الرجاء في تغلُّب الحياة – القيامة على الخطيئة والشر. لذا لا ينبغي ان نستسلم “لفضيحة الإنقسام”، فالوحدة المسيحية ليست هدفاً بسيطاً، بل مشروعاّ حيوياً، كانت في صلاة يسوع(احفظهم.ز ليكونوا واحدا كما نحن واحد( يوحنا17/11) ويجب أن تبقى في صلاتنا ومسعانا.
نحن بحاجة الى رؤية جديدة
الكنيسة واحدة ومتنوعة كما كانت في القرون الأولى: كنيسة اورشليم وانطاكيا وروما والإسكندرية والكنائس التي أسسها مار بولس في قورنثية وغلاطية وفيليبي وافسس قولسي وتسالونيقي.. الخ، كانت واحدة في الجوهر بالإيمان وشركة المحبة…
هذه الكلمة قد نُشرت على موقع البطريركيّة الكلدانيّة، لقراءة النصّ كاملًا إضغط هنا.