غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بقداس عيد مار بهنام وأخته سارة الشهيدين، وأحد ولادة يوحنّا المعمدان، وعيد مريم العذراء الحُبل بلا دنس
في كنيسة مار بهنام وسارة، الفنار – المتن، لبنان
في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الأحد 7 كانون الأوّل/ ديسمبر 2025، احتفل غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بالقداس الإلهي بلمناسبة عيد القديسين مار بهنام وأخته سارة الشهيدين ورفاقهما الأربعين شهيداً، وأحد ولادة يوحنّا المعمدان، وعيد مريم العذراء الحُبل بلا دنس، وذلك على مذبح كنيسة مار بهنام وسارة، الفنار – المتن، لبنان.
عاون غبطته المونسنيور حبيب مراد، والأب ديفد ملكي، والأب كريم كلش، وخدم القداس جوق الرعية، بحضور ومشاركة حركة مار بهنام وسارة – الفنار، وأخوية الحبل بلا دنس في الرعية، وجموع غفيرة من المؤمنين من أبناء الرعية.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، استهلّ غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان كلامه بالقول: "اليوم هو الأحد السادس من الآحاد السابقة للميلاد، وهو أحد ميلاد يوحنّا المعمدان. سمعنا من الإنجيل المقدس عن فرحة زكريا الكاهن وزوجته إليصابات بميلاد يوحنّا المعمدان، وكلمة يوحنّا تعني الله تحنّن. حين ذُكِرَ اسمُ يوحنّا، قال عنه يسوع إنّه أعظم مواليد النساء. كان ميلاد يوحنّا عجيباً، وكانت حياته كلّها مكرَّسة لله، حتّى أنّه ذهب للعيش في البرية يتأمّل ويصلّي، وختم حياته بالإستشهاد مثل الرب يسوع. وباستطاعتنا القول إنّ يوحنّا المعمدان هو أكثر الأشخاص تشبُّهاً بالرب يسوع. حتّى في الكنيسة الأولى، كانت هناك جماعات كثيرة تلتزم بتعاليم يوحنّا وتؤسِّس تنظيمات أو جماعات تعتبر يوحنّا قديساً خاصّاً، لأنّه هيّأ الشعب لمجيء المخلّص. إذاً كان يوحنّا حلقة وصل بين العهد القديم والعهد الجديد".
ولفت غبطته إلى أنّ "يوم الغد، 8 كانون الأول، هو عيد الحبل بمريم العذراء بلا دنس، وهو عيد الأخوية في هذه الرعية العزيزة. كما أنّنا نعيّد اليوم أيضاً في رعيتكم المباركة عيد القديسين بهنام وأخته سارة الشهيدين، وهما قديسان عاشا في القرن الرابع، وكانا مثال الإيمان بالرب يسوع. وها هو دير مار بهنام القريب من الموصل وسهل نينوى، الدير المشهور من القرون الأولى، وسنة 2014 اقتحمَتْه جماعات داعش، ونشكر الله أنّنا استطعنا ترميم هذا الدير الشهير بعد طرد هذه الجماعات. ولدى زيارة الموصل وسهل نينوى وقره قوش، بالإمكان زيارة هذا الدير وزيارة دير مار متّى الناسك، الذي عمَّد بهنام وأخته سارة، وهو دير تابع للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة".
ونوّه غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بأنّنا "بهذه المناسبة، لا نزال جميعنا نتكلّم ونتبادل الفرح الحقيقي لزيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان، ولو أنّها كانت زيارة قصيرة، لأقلّ من يومين، إلا أنّها كانت زيارة نعمة، ربنا افتقدَنا، افتقد لبنان، وبشكل خاصّ افتقد المسيحيين في لبنان بزيارته. لقد قرّر قداسته زيارة لبنان، وربّما لم تكن لديه معرفة بمسيحيي لبنان وبهذا التنوُّع الديني والطائفي في هذا البلد. لذلك، كما شعرنا كلّنا، إنّ قداسة البابا كان فَرِحاً بزيارته، وفخوراً بنا، نحن المسيحيين، وكوَّن فكرة حقيقية عن لبنان الصغير، الذي ليس وطناً فقط، بل هو رسالة، بحسب قول البابا القديس يوحنّا بولس الثاني".
وأشار غبطته إلى أنّنا "شاركْنا، كبطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية، في زيارة قداسة البابا إلى تركيا، ورافقناه إلى نيقية، وتدعى اليوم إزنيق، في تركيا، وهي التي عرفت أول مجمع مسكوني ضمّ أكثر من 300 مطراناً في ذاك الحين، عام 325، في بداية القرن الرابع، وكانت غالبية المطارنة من الشرق، ولم يكن هناك سوى ممثِّل البابا لاون ومطرانان اشتركا من الغرب، والباقون كلّهم من الشرق. وهذا الأمر يدفعنا إلى التساؤل: أين نحن المسيحيين في الشرق؟ كيف سمح ربنا أن يتراجع عددنا كثيراً، فحصل هذا التهجير والهجرة؟!. شاركْنا قداسةَ البابا في نيقية التي أعطَتْنا قانون إيماننا، وحاولْنا كلّ جهدنا أن نكون مع قداسته ونذكّره أنّنا، نحن المسيحيين في تركيا، حتّى لو كنّا قليلي العدد، ففي اسطنبول مثلاً، يعيش المهجَّرون من ماردين وديار بكر وقرى طور عبدين في شرق تركيا، بعدما تهجّروا إلى هناك، كما إلى العراق وسوريا ولبنان، كي يكوِّن قداسته فكرة عن المعاناة التي عانيناها نحن المسيحيين بسبب الظروف المعروفة".
وأكّد غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان أنّ "بهنام وسارة شهيدان نفتخر بهما، وهما يعطياننا المثال بتكريس حياتهما كلّها للرب. ومع أنّهما كانا في عمر الشباب، فقد قبلا أن يضحّيا بذاتهما. إنّه أمر عظيم جداً لا نفهمه، كيف أنّ الإنسان، حين يحبّ الرب يسوع، لا يتخلّى عن إيمانه، بل يضحّي بذاته من أجل الإيمان بالرب. ولدينا المثال على ذلك في الآلاف من الشهداء والشهيدات"…
هذا النصّ نُشر على صفحة بطريركيّة السريان الكاثوليك الأنطاكيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.