خطاب قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى المشاركين في يوبيل الكنائس الشرقية 

استقبل قداسة البابا لاون الرابع عشر صباح اليوم الأربعاء (14 أيار/ مايو 2025) في قاعة بولس السادس بالفاتيكان المؤمنين المشاركين في يوبيل الكنائس الشرقية، وهم عبارة عن خمسة آلاف حاجّ قَدِموا من المناطق التي شهِدَت ولادة تلك الكنائس بالإضافة إلى بلدان الشتات، يتقدمهم بطاركتهم وأساقفتهم.

وجَّه الحبر الأعظم للحاضرين خطاباً استهلَّه مشيراً إلى أنه يفكر في تنوّع أصولهم، وفي التاريخ المجيد والمعاناة المريرة التي عاشتها أو ما تزال تعيشها العديد من جماعاتهم. وأضاف أنه في يومنا هذا هناك العديد من الأخوة والأخوات الشرقيين، الذين اُجبِروا على الفرار من أراضيهم الأصلية، بسبب الحرب والإضطهاد وعدم الاستقرار والفقر وهم يواجهون، لدى وصولهم إلى الغرب، خطر فقدان هويتهم الدينية بالإضافة إلى أوطانهم. هكذا، ومع مرور الأجيال، يُفقد إرث الكنائس الشرقية، الذي لا يُقدَّر بثمن.

تابع البابا لاون الرابع عشر خطابه مشدّداً على أهمية الحفاظ على الشرق المسيحي وتعزيزه، لا سيما في الشتات، أضاف أنه لا بد من توعية اللاتين على هذا الأمر، بالإضافة إلى إقامة مقاطعات كنسية شرقية، حيثما كان ذلك ممكناً أو مناسباً. وطلَبَ من دائرة الكنائس الشرقية أن تساعده في تحديد المبادئ والمعايير والخطوط التوجيهية التي يمكن من خلالها للرعاة اللاتين أن يدعموا، بشكل ملموس، الكاثوليك الشرقيين في الشتات كي تبقى تقاليدهم حية، وكي تغتني البيئة التي يعيشون فيها بفضل خصوصياتهم.

مضى الحَبر الأعظم إلى القول: الكنيسة بحاجة إليكم. كم هو عظيم الإسهام الذي يمكن للشرق المسيحي أن يقدّمه لنا اليوم! كم نحتاج إلى استعادة الحسّ بالسرّ، الحيّ في ليتورجياتنا التي تشرك الشخص البشري في كليّته، وتنشد جمال الخلاص وتثير الدهشة تجاه العظمة الإلهية التي تعانق الصِغَر البشري! كم هو مهم أن نعيد اكتشاف الحسّ بأولوية الله، أيضاً في الغرب المسيحي، وأهمية التصوف والشفاعة المستمرة، والتوبة، والصوم، والبكاء من أجل خطايا الفرد والبشرية جمعاء، ما يميز الروحانية الشرقية!

هذا ثم لفت البابا إلى أن الروحانيات الخاصة بالكنائس الشرقية هي كالدواء. ففيها يندمج الحسّ المأساوي بالبؤس البشري مع الدهشة تجاه الرحمة الإلهية، حتى لا يتسبب ضعفنا في اليأس، بل يدعونا إلى قبول نعمة كوننا مخلوقات اختبرت الشفاء. وأضاف أن ثمة هِبة يجب أن نطلبها، ألا وهي أن نعرف كيف نرى يقين الفصح في كل مخاض في الحياة وعدم الشعور بالإحباط.

بعدها قال البابا لاون الرابع عشر: مَنْ أكثر منكم يمكن أن يُغني كلمات الرجاء في هاوية العنف؟ مَنْ أكثر منكم، أنتم الذين تعرفون عن كَثَب أهوال الحرب، لدرجة أن البابا فرنسيس دعا كنائسكمكنائس استشهاد“؟ من الأرض المقدسة إلى أوكرانيا، من لبنان إلى سورية، من الشرق الأوسط إلى تيغراي والقوقاز، كم من العنف! وإزاء كل هذا الرعب، والمجازر التي حصدت أرواح العديد من الشباب، والتي يجب أن تثير الغضب، لأنه باسم الغزو العسكري يموت الأشخاص، يبرز نداءٌ: ليس نداء البابا، بل نداء المسيح الذي يكرر: “السلام معكم!”، ويقول: “أودعكم السلام، أعطيكم سلامي. ليس كما يعطيه العالم، أنا أعطيكم إياه“. لنُصَلّ من أجل هذا السلام، الذي هو مصالحة وغفران وشجاعةُ طيّ الصفحة والبدء من جديد…

إضغط هنا للإطّلاع على الصور.

هذا الخبر نُشر على موقع البطريركيّة الكلدانيّة في بغداد، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

المؤتمر الصحفي بمناسبة انتخاب البابا لاون الرابع عشر في دار البطريركية اللاتينيّة في القدس

Next
Next

غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو يترأس قداس اليوبيل في كاتدرائية مار بطرس بالفاتيكان