غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يشارك في مؤتمر المسيحيون في المشرق العربي وطموحات الوحدة والتنوير، عمّان - الأردن
في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الأربعاء ٧ أيّار/ مايو ٢٠٢٥، شارك غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، في مؤتمر "المسيحيون في المشرق العربي وطموحات الوحدة والتنوير"، وذلك بدعوة من المعهد الملكي للدراسات الدينية، في عمّان - الأردن.
رعى المؤتمر وشارك فيه صاحب السموّ الملكي الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، وشارك فيه أيضاً صاحب القداسة مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، وصاحب القداسة آرام الأول كيشيشيان كاثوليكوس كيليكيا للأرمن الأرثوذكس، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، وصاحب الغبطة روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الكاثوليكيّة، وغبطة ثيوفيلوس الثالث بطريرك القدس للروم الأرثوذكس، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، وصاحب السيادة المطران إياد طوال ممثّلاً صاحب الغبطة الكردينال بيار باتيستا بيتساباللا بطريرك القدس للاتين، وعدد من المطارنة والخوارنة والكهنة والرهبان والراهبات من مختلف الكنائس، وكذلك عدد من أصحاب السماحة المشايخ في عمّان، وشخصيات رسمية وفعاليات.
وقد رافق غبطةَ البطريرك المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.
وفي الجلسة الإفتتاحية الرسمية للمؤتمر، ألقى غبطة البطريرك كلمة استهلّها بشكر سموّ الأمير الحسن بن طلال ومعاونيه في المعهد الملكي للدراسات الدينية على الجهود المبذولة في إعداد المؤتمر، وموجّهاً من خلالهم الشكر إلى جلالة الملك عبدالله بن الحسين لدوره الرائد في تعزيز قيم العيش المشترك والانفتاح وقبول الآخر.
ونوّه غبطته بأهمّية دعوة المسيحيين في الشرق الأوسط والتحدّيات التي يجابهونها، "فالمسيحية متجذّرة في بلدان الشرق الأوسط منذ آلاف السنين، وساهمت بثقافاتها ولغاتها العريقة في انطلاقة الحضارة العالمية المعروفة في أيّامنا. لقد نقلت تمدُّنها وإيمانها إلى القارّة الأوروبية التي عليها نشأت الحضارة العالمية التي نعرفها اليوم. إنّ واقع التعدُّدية في طقوس الكنائس الشرقية ولغاتها وتراثها أمرٌ يثير الاستغراب وبعض الشكوك، وكأنّ هناك اختلافاً خطيراً في الإيمان يُنشِئ خلافات وعداوات فرضت الإنقسامات. إنّ حقيقة الواقع هي أنّ المسيحيين كانوا قد أُرغِموا على الهرب من أماكن تواجدهم في مناطق بلادهم الأصلية، ولجأوا إلى الجبال والبوادي حيث عاشوا لعصور طويلة حفاظاً على إيمانهم، إلى أن سُمِحَ لهم في أواخر القرون الوسطى أن يعودوا آمنين إلى المناطق المدنية في بلادهم المستقلّة عن الحكم العثماني. وبعدئذٍ تكوّنت الكنائس المتعدِّدة والمتميِّزة بالطقوس واللغات الخاصّة بها".
وأشار غبطته إلى وجود "كنائس مستقلّة ذات شرع خاص، ومتميِّزة بتراثها السرياني والماروني والبيزنطي والأرمني والكلداني والقبطي في مختلف بلدان الشرق الأوسط. وقد خطت هذه الكنائس طريقاً غير سهل لتحقيق الوحدة المنظورة، وعرفت مبادرات حقيقية للتلاقي والتضامن والشراكة في البشارة والرسالة الرعوية، ولا تزال تلتقي بروح الأخوّة في الصلاة والتحاور في مجالس وحدوية عديدة، كالمجالس البطريركية والأسقفية ومجلس كنائس الشرق الأوسط ومجلس الكنائس العالمي والمجالس الكنسية المحلّية على مستوى البلد الواحد أو الإقليمية على صعيد القارّة الواحدة".
وتطرّق غبطته إلى موضوع الإرهاب باسم الدين، والمهيمن "على قلوب وأفكار التنظيمات الجهادية الهادفة إلى نشر الإسلام السياسي نموذجاً تفرضه بالترهيب على العالم. كلّنا نعلم ماذا حلّ ببلادنا المشرقية في العقود الثلاثة الأخيرة من ويلات مخيفة حدثت باسم هذا الفهم الخاطئ للدين! لقد استغلّ البعض انتشار الفوضى في بعض من بلادنا، فنفّذوا أعمالاً إرهابية أعادَتْنا إلى ماضٍ لا نزال نذكره باستنكار شديد، حيث تمّت إبادة للمسيحيين قام بها ساسة مُضلَّلون ومضلِّلون في الدولة العثمانية"…
هذا الخبر نُشر على صفحة بطريركيّة السريان الكاثوليك الأنطاكيّة على موقع فيسبوك.