في مقابلته العامة قداسة البابا لاوُن الرابع عشر يتحدّث عن شفاء أعمى أريحا
نقلًا عن موقع فاتيكان نيوز.
في مقابلته العامة قداسة البابا لاوُن الرابع عشر يتحدّث عن شفاء أعمى أريحا (@Vatican Media)
"لنضع بثقة أمام يسوع أمراضنا، وأمراض أحبائنا، لنحمل ألم الذين يشعرون بأنهم ضائعون وليس لديهم مخرج. لنصرخ من أجلهم أيضًا، ولنكن على يقين من أن الرب سيسمعنا وسيتوقف" هذا ما قاله قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في مقابلته العامة مع المؤمنين.
أجرى قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهلَّ تعليمه الأسبوعي بالقول أود من خلال هذا التعليم أن أوجه نظرنا إلى جانب أساسي آخر من حياة يسوع، أي إلى شفاءاته. لهذا السبب أدعوكم أن تضعوا أمام قلب المسيح أكثر الأجزاء المؤلمة أو الهشة في حياتكم، تلك الأماكن في حياتكم التي تشعرون فيها بأنكم عالقون ومُعترضون. لنطلب من الرب بثقة أن يسمع صرختنا ويشفينا!
تابع قداسة البابا لاوُن الرابع عشر يقول إن الشخصية التي ترافقنا في هذا التأمل تساعدنا لكي نفهم أنه لا ينبغي علينا أبدًا أن نفقد الرجاء، حتى عندما نشعر بالضياع. إنه برتيماوس، الأعمى والمتسوِّل الذي التقاه يسوع في أريحا. إن المكان مهم: يسوع هو في طريقه إلى أورشليم، لكنه يبدأ رحلته، إذا جاز التعبير، من "العالم السفلي" في أريحا، وهي مدينة تحت مستوى سطح البحر. إنّ يسوع، في الواقع، بموته، قد ذهب ليستعيد آدم الذي سقط إلى الأسفل والذي يمثل كل واحد منا.
أضاف الأب الأقدس يقول إنّ برتيماوس يعني "ابن تيماوس": إنه يصف ذلك الرجل من خلال علاقة، ومع ذلك فهو وحيد بشكل مأساوي. غير أن هذا الاسم يمكنه أن يعني أيضًا "ابن الشرف" أو "ابن الإعجاب"، وهو بالضبط عكس الوضع الذي يجد نفسه فيه. ولأن الاسم مهم جدًا في الثقافة اليهودية، فهذا يعني أن برتيماوس قد فشل في أن يكون على مستوى ما قد دُعي إليه.
تابع الحبر الأعظم يقول على عكس الحركة الكبيرة للناس الذين يسيرون خلف يسوع، فإن برتيماوس ثابت في مكانه. يقول الإنجيلي إنه جالس على جانِبِ الطَّريق، لذا فهو يحتاج إلى من يوقفه مجدّدًا على قدميه ويساعده على استئناف المسيرة. ماذا يمكننا أن نفعل عندما نجد أنفسنا في موقف يبدو أنه لا مخرج منه؟ يعلمنا برتيماوس أن نستدعي الموارد التي نحملها في داخلنا والتي تشكِّل جزءًا منا. إنه متسول، يعرف كيف يطلب، لا بل يمكنه أن يصرخ! إذا كنت ترغب حقًا في شيء ما، فإنك تفعل كل ما بوسعك لكي تحقِّقه، حتى عندما يوبخك الآخرون ويذلونك ويطلبون منك أن تتخلّى عن الموضوع. ولكن إذا كنت ترغب فيه حقًا، فاستمر في الصراخ!
أضاف الأب الأقدس يقول إن صرخة برتيماوس التي نجدها في إنجيل مرقس - "رُحْماك، يا ابنَ داود، يا يَسوع!" - أصبحت صلاة معروفة في التقليد الشرقي، ويمكننا نحن أيضًا أن نستخدمها: "أيها الرب يسوع المسيح، يا ابن اللّه، ارحمني أنا الخاطئ".
تابع الحبر الأعظم يقول إنّ برتيماوس هو أعمى، ولكن من المفارقات أنه يرى أفضل من الآخرين ويعرف من هو يسوع! أمام صراخه، توقف يسوع وناداه، لأنه ليس هناك صرخة لا يسمعها اللّه، حتى عندما لا ندرك أننا نخاطبه. يبدو غريبًا أن يسوع، أمام رجل أعمى، لم يذهب إليه فورًا؛ ولكن إذا تأملنا في الأمر، إنها الطريقة لإعادة تنشيط حياة برتيماوس: يدفعه إلى النهوض، ويثق في قدرته على المشي. ذلك الرجل يستطيع أن يقف على قدميه من جديد، ويمكنه أن يقوم من حالات الموت التي يعيشها. لكن لكي يفعل ذلك عليه أن يقوم بفعل ذو معنى كبير: عليه أن يلقي عنه رداءه!
أضاف الأب الأقدس يقول بالنسبة للمتسول، الرداء هو كل شيء: هو الأمان، هو البيت، هي الحماية التي تحميه. حتى أن القانون كان يحمي رداء المتسول ويفرض إعادته في المساء إذا كان قد أُخذ كرُبى. ومع ذلك، في كثير من الأحيان، ما يعيقنا هو بالأحرى ضماناتنا الظاهرة، تلك التي نرتديها لكي نحمي أنفسنا ولكنها في الواقع تمنعنا من السير. لكي يذهب إلى يسوع ويسمح له أن يشفيه، وجب على برتيماوس أن يكشف له هشاشته كلّها. إنها المرحلة الأساسيّة لكل مسيرة شفاء…
هذا النصّ نُشر على موقع فاتيكان نيوز، لقراءة المزيد إضغط هنا.