السيامة الأسقفيّة للأب ميخائيل فرحا مطرانًا على أبرشية بعلبك للروم الملكيّين الكاثوليك برئاسة غبطة البطريرك يوسف العبسي بحضورغبطة البطاركة والسادة الأساقفة وشخصيات رسمية

ترأس غبطة البطريرك يوسف العبسي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيّين الكاثوليك، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، الليترجيّا الإلهيّة التي تمّت خلالها السيامة الأسقفيّة للأب ميخائيل فرحا مطرانا على أبرشية بعلبك للروم الملكيّين الكاثوليك في كنيسة القدّيس بولس -حريصا بمشاركة بطريركي السريان الكاثوليك يوسف الثالث يونان والأرمن الكاثوليك رافائيل ميناسيان، و وممثلا عن البطريرك الراعي والسفير البابوي في لبنان باولو بورجيا وبحضور ممثلين عن الرؤساء الثلاثة ونواب ووزراء وممثلين عن القادة الأمنيّين، وهيئات دبلوماسية وقنصلية وقضائية إضافة الى رؤساء بلديات ومخاتير فضلا عن أهل المحتفى به وأقاربه وحشد من المؤمنين .

ويعد الانجيل المقدس القى العبسي عظة للمناسبة قال فيها :

نحتفل اليوم بالليترجيّا الإلهيّة حيث نرقّي إلى درجة رئاسة الكهنوت حضرةَ الكاهنِ الراهب الكرمليّ الأبِ ميخائيل فرحا ابنِ بلدة رأس بعلبك المحبوبةِ وابنِ كنيستنا الملكيّة، الذي انتخبه سينودس ُكنيستنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة المنعقِدُ في دار مطرانيّة سيّدة النجاة بزحلة من 16 إلى 20 حزيران الفائت، مطرانًا على أبرشيّة بعلبكّ، بعد أن كان قداسة البابا الراحل فرنسيسُ أعطى موافقته المسبقة على إدراج اسمه في لائحة المرشّحين للأسقفيّة.

اضاف : طال زمان ترمّل أبرشيّة بعلبكّ المحبوبة، قضيناه جميعًا، نحن وأبناؤها وبناتُها، بالصبر والصلاة والرجاء، بيد أنّ الله الذي يدبّر كلَّ الأشياءِ بحكمة ومحبّة والذي يقود كنيسته، بالروح القدس المعطى لها، إلى برّ الأمان في كلّ الظروف والأوقات، افتقد شعبه بعد هذا الزمان من الانتظار الصعب المؤلم المحرج، واختار لنا راعيًا صالحًا على هوى قلبه. فهنيئًا لكنيستنا التي في بعلبكَّ وتوابعها.

وتابع : أنا الراعي الصالح. أيّها الأخ المحبوب ميخائيل هوذا أنت اليوم أمام الجميع، من خلال القراءة الإنجيليّة التي اخترتها لهذه المناسبة المقدّسة، تعلن وتتعهّد أن تكون الراعي الصالح على مثال السيّد المسيح. كيف؟ يجيب يسوع إنّ الراعي الصالح لا يتسوّر، أي لا يتسلّق على السور أو الحائط، لكي يدخلَ إلى الحظيرة، إلى الدار، بل يدخلُ من الباب. ذلك أنّ الذي يتسوّر يخاف ويتحاشى أن يراه أحد، سالكًا في الخُفية وفي الظلمة، لأنّ ما يعملُه هو عمل ظلمة كما يسمّيه القدّيس بولس. وإذا قال يسوع عن نفسه اليوم في الإنجيل إنّه الباب فلأنّ كلّ أعماله كانت واضحة مرئيّة لا يستحي بها ولا يخجل، كما أعلن أمام اليهود في يوم من الأيّام وكما أوصانا طالبًا أن نضع النور على المنارة وليس تحت السرير أو المكيال فيتمكّنَ الجميع من رؤيته. هذا ما حدا القدّيس بولس على أن يقول لتلميذه تيموثاوس في رسالة اليوم: "لا تخجل إذن بتأدية الشهادة لربّنا ولا بي أنا أسيره"، مضيفًا: "لا أخجل لأنّي عارف بمن آمنت".

ما يتكلّم عنه السيّد المسيح بصورة حسّيّة بسيطة مستقاة من الحياة القَرويّة تسمّيه الكنيسة اليوم الشفافية. أن يكون الراعي الصالح شفّافًا، أن نكون نحن شفّافين، يعني أن يستطيع أبناؤنا وبناتنا أن يروا حقيقتنا، فكرَنا وقولنا وعملنا، فلا نظلَّ علامة استفهام بالنسبة إليهم، بل يرتاحوا إلينا ونرتاحَ إليهم، بحيث نستطيع أن نقول مع الربّ يسوع إنّنا ندخل من الباب رمزِ النور والوضوح، والجبين العالي والرأس المرفوع، والصِدق والشجاعة.

واشار : يدخل يسوع من الباب أجل، لكن يدخل أوّلا لكي يرى كلَّ واحد من خرافه يمرّ أمام عينيه ويلمسَه بلمسة شكر وتشجيع وحنان وطمأنة. أن نعرف الناس، ناسنا، بأسمائهم، أن نناديهم بأسمائهم، ولو خربطنا في بعض المرّات، أن لا يروا هم فينا نواطير، هذه هي صفة الراعي بحسب الربّ يسوع في إنجيل اليوم. أبناؤنا وبناتنا ليسوا أرقامًا نَحسَب قوّةَ الكنيسة وازدهارَها بعددهم. ليس المقياسُ الصحيحُ والدقيق لغنانا وعافيتنا ونجاحنا أن نقول إنّ كنيستي، أبرشيّتي، رعيّتي، عددُها كذا مئةٍ أو ألفٍ أو عائلة. المقياس هو أن نعرف أبناءنا معرفة على قدْر ما يمكن أن تكون معرفة شخصيّة لأنّنا إذّاك نجعلهم يشعرون بأنّنا نهتمّ بهم ونكترث لهم ونسعى إلى خيرهم وخلاصهم، على مثال السيّد الذي سمعناه يصف ذاته في إنجيل اليوم. هذا هو مقياس نجاحنا في عملنا الرعويّ وليس عددُ المؤمنين. أبناؤنا وبناتنا الذين يدخلون الكنيسة ليسوا أعدادًا أو روبوتات بل وجوهٌ وعيون وابتسامات وقلوب تأتي إلى يسوع لأنّها سمعت صوته.

هنا يأتي كلام بولس إلى تيموثاوس الذي سمعناه منذ قليل ليوضّح ويكمّل كلام يسوع: يا ابني تيموثاوس "تمسّك بصورة الكلام الصحيح الذي سمعته منّي"، "إحفظ الوديعة الصالحة بعون الروح القدس". تعليم الكنيسة، إيمان الكنيسة، هو الكلام الصحيح والوديعة الصالحة بين أيدينا وليس من كلام آخر ولا من وديعة أخرى. مساءَ البارحة ومنذ قليل أعلنت ذلك بنفسك، أيّها الأخ المحبوب، متعهّدًا أن تحافظ على هذين الكلام والوديعة وأن تتمسّك بهما وأن تنقلها بأمانة. قد يصعب علينا في بعض الأوقات أن نفعل ذلك لاعتقادنا أو ربّما ادّعائنا بأنّ لدينا نحن أيضًا ما نعطيه ونعلّمه. قد يكون ذلك مصيبًا من ناحية ما. لكنّ عملي أنا كراع صالح هو أن أسير أمام أبنائي إلى يسوع، والمطلوبُ منّي بهذه الصفة أن أكون أمينًا…

إضغط هنا للإطّلاع على الصور.

هذا الخبر نُشر على صفحة بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق يترأس قداس المناولة الاحتفالية بكنيسة السيدة العذراء بشبرا

Next
Next

‎قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني يشارك في الصلاة الخاصة بالاسبوع المسكوني في ستوكهولم