عظة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في القليعة
تجدون في التّالي عظة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، الأحد 28 أيلول/ سبتمبر 2025، في القليعة.
"من يصبر إلى النّهاية يخلص" (متّى 24: 13).
1. عندما أعلن الرّب يسو ع خراب هيكل أورشليم، ظنّ التّلاميذ أن بخرابه تكون نهاية العالم، ومجيء المسيح الثّاني بالمجد. ولذلك سألوه على حدة: "قل لنا متى يكون هذا، وما هي علامة مجيئك ونهاية العالم" (متى 24: 3). فلم يجبهم على السّؤالين، بل كلّمهم عن المسحاء الدّجالين، وعن حدوث حروب وفتن واضطهادات ومضايقات، ودعاهم إلى الثّبات والإيمان والصّبر: "من يصبر إلى النّهاية يخلص" (متّى 24: 13). وأضاف الحاجة إلى "إعلان إنجيل الملكوت في المسكونة كلّها، وحينئذٍ تأتي النّهاية" (متّى 24: 14).
2. يسعدني أن أكون اليوم معكم في بلدة القليعة الصّامدة، في ختام الزيارة الراعويّة التضامنية والتّفقديّة للبلدات العزيزة: الجرمق والعيشيّة وإبل السقي وكوكبا وجديدة مرجعيون، والآن في القليعة، وبعد الظهر في النبطية والكفور، وكفروه، والحجة والعدوسية. فإنّي أحيّيكم جميعًا، أنتم الآتون من هذه البلدات وسواها من الجنوب العزيز، الأرض المباركة، أرض الكرامة والحريّة. وقد عانيتم من الاعتداءات والحروب والتّعديات الاسرائيليّة على أرضكم وبيوتكم وأرزاقكم. أحيّيكم لأنّكم صمدتم وحافظتم على جذوركم، وأثبتّم أنَّ الجنوب ليس أرض نزاع، بل أرض خصب وبركة، أرض عيش مشترك، أرض وطنيّة صادقة، وأرض سلام.
نحيّي إخواننا من الطائفة الشيعيّة الكريمة، أبناء هذه الأرض المباركة، شركاءنا في المصير والوطن الذين بوجودهم وصمودهم يشكّلون مع إخوانهم المسيحيّين والسّنّة والدّروز شهادة حيّة للتّعايش والكرامة في جنوبي لبنان. ويكتبون تاريخًا واحدًا من العيش معًا والصّمود…
هذه العظة نُشرت على صفحة البطريركيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.