قداسة البابا لاوُن الرابع عشر: حرية الصحافة هي خير عام لا يمكن التخلّي عنه
"ولكل الصحفيين في البيرو أجرؤ أن أقول، بمودة راعوية: لا تخافوا. بعملكم يمكنكم أن تكونوا صانعي سلام، ووحدة، وحوار اجتماعي. كونوا زارعي نور وسط الظلال" هذا ما كتبه قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في الرسالة التي وجّهها البابا بمناسبة العرض المسرحي "Proyecto Ugaz".
في رسالة مؤثرة ومليئة بالشجاعة والرجاء، عبّر قداسة البابا لاوُن الرابع عشر عن دعمه العميق لمسرحية "Proyecto Ugaz"، التي عُرضت في البيرو، واعتبرها أكثر من مجرد عمل فني، بل "فعل ذاكرة وعدالة" يسلّط الضوء على معاناة ضحايا جماعة "سوداليسيو" المنحلّة، ويمنح صوتًا ووجهًا لألم طال إسكاته. وفي هذه الرسالة التي وجّهها البابا بمناسبة العرض المسرحي، وجّه نداءً حازمًا ضد كلّ أشكال الإساءة: الجنسية، أو إساءة استخدام السلطة، أو إساءة الضمير. كما شدد على أنّ الوقاية والرعاية ليستا مجرد استراتيجية رعوية، بل هما في صميم رسالة الإنجيل. وجاء العرض مخصصًا للصحفية البيروفية باولا أوغاز، المعروفة بتحقيقها الجريء حول هذه الجماعة الكنسية والتي تعرّضت، بسبب عملها، لحملة اضطهاد قضائية وإعلامية.
كتب البابا لاوُن الرابع عشر بكل احترام واعتراف عميق، وبعد مرور ما يزيد قليلاً عن شهر على بداية حبريتي، وإنما بامتنان حوالي أربعين عامًا منذ أول رسالة عشتها في البيرو، أنضمّ إلى عرض مسرحية "Proyecto Ugaz"، التي تُعطي صوتًا ووجهًا لألم تمَّ إسكاته طويلاً أكثر من اللازم. هذه المسرحية ليست مجرد عمل مسرحي: إنها ذاكرة، وصرخة، وقبل كل شيء، هي فعل عدالة. فمن خلالها، يضيء ضحايا الجماعة الروحية المنحلّة "سوداليسيو" والصحفيون الذين رافقوهم — بشجاعة وصبر ووفاء للحقيقة — وجه الكنيسة الجريح وإنما المفعم بالرجاء.
تابع الأب الأقدس يقول إنَّ كفاحكم من أجل العدالة هو أيضًا كفاح الكنيسة. لأنه كما كتبتُ لسنوات خلت: "إنَّ الإيمان الذي لا يلمس جراح الجسد والروح البشرية هو إيمان لم يتعرّف بعد على الإنجيل". واليوم، نحن نعترف بهذه الجراح في وجوه كثير من الأطفال والشباب والبالغين الذين خُذِلوا في أماكن لجأوا إليها طلبًا للتعزية؛ وكذلك في الذين خاطروا بحريّتهم وسمعتهم لكي لا تُدفن الحقيقة. أودّ أن أعبّر عن امتناني لكل من ثابر في هذه القضية، حتى عندما تم تجاهلهم، أو التشكيك فيهم، أو حتى ملاحقتهم قضائيًا. وكما قال البابا فرنسيس في رسالته إلى شعب الله في آب أغسطس ٢٠١٨: "إنَّ ألم الضحايا وعائلاتهم هو أيضًا ألمنا، ومن ثم من المُلحِّ أن نعيد التأكيد على التزامنا بضمان حماية القاصرين والبالغين الضعفاء". وفي الرسالة عينها، دعا سلفي، الذي تحدث عن الفرق المحفّز بين الجريمة والفساد، الجميع إلى توبة كنسية عميقة. وهذه التوبة ليست مجرد خطاب بل مسار ملموس من التواضع والحقيقة والتعويض…
هذا الخبر نشر على موقع فاتيكان نيوز، لقراءة المزيد إضغط هنا.