يوبيل الكرسي الرسولي
الكاردينال بارولين: "زرع السلام من خلال دبلوماسية الإنجيل"
إن السفير البابوي هو "جسر" يربط بين خليفة بطرس والكنائس المحلية، وبين الكنيسة والدول، "وبين جراح العالم ورجاء الإنجيل": هذا ما أكّده الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، في مقابلة مع وسائل الإعلام الفاتيكانية، بمناسبة يوبيل الكرسي الرسولي، وعشية اللقاء الذي سيجمع البابا لاون الرابع عشر بالمشاركين في الحج اليوبيلّي وبالسفراء البابويين.
"إن الممثل البابوي هو حامل لدبلوماسية الإنجيل"، ومن واجبه "أن يكرّس نفسه للوساطة والحوار"، وأن يصبح زارعًا للسلام. هذا ما أكّده الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان في إطار المقابلة التي أُجريت معه بمناسبة الاحتفال بيوبيل الكرسي الرسولي، وقبل لقاء البابا لاوُن الرابع عشر والمشاركين في اليوبيل وممثلي الكرسي الرسولي.
في جوابه على السؤال المعنى الذي يحمله هذا الحدث للسلك الدبلوماسي التابع للكرسي الرسولي، ولا سيما للسفراء البابويين قال الكاردينال بييترو بارولين إنّ يوبيل الكرسي الرسولي يمنح، حتى للممثلين البابويين، الفرصة لكي يعيشوا لحظة من الوحدة. لأنّ حياة كل واحد منهم هي "حج" دائم، بدون إمكانية للاستقرار الجذري في واقع معيّن. إنها حياة في مسيرة، نعم، ولكنها ليست حياة عزلة. ومن هنا، فإن هذا اليوبيل يذكّرني بصورة عائلة منتشرة في أرجاء العالم، لكنها متّحدة، وتلتقي في روما لتلتف حول البابا. وفي هذا اللقاء، يبرز بوضوح الرابط بين البُعد الخاص والبُعد الشامل للكنيسة: فالممثل البابوي هو أولاً جسر يربط بين نائب المسيح والجماعات التي أُرسل إليها، وهو في الوقت عينه يحافظ على حيوية العلاقة بين الكنائس المحلية والكرسي الرسولي. ومن أجل ضمان هذه الوحدة، تضطلع أمانة سر الدولة بدورها التنسيقي، فتدعم رسالة الممثلين البابويين في روما وفي أنحاء العالم.
تابع أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان مجيبًا على السؤال حول ما يميّز خدمة السفراء البابويين وكيف يوفقون بين البُعد الراعوي والبُعد الدبلوماسي وقال إن السفراء البابويين هم بلا شك ممثلو البابا لدى الحكومات الوطنية والمؤسسات فوق الوطنية. وفي هذا الإطار، فإن مهمّتهم هي ذات طابع دبلوماسي بحت: أي التحاور مع السلطات المدنية، والعمل على رأب الصدوع، وتعزيز السلام والعدالة والحرية الدينية، بدون السعي وراء مصالح خاصة، تحرِّكهم فقط رؤية إنجيلية للعالم وللعلاقات الدولية. لكن خدمتهم، بطبيعتها، لا يمكن أن تُختزل في وظيفة مؤسساتية باردة؛ بل يجب أن تُدعَم بحضور راعوي أصيل. فالسفير البابوي هو أولاً رجل كنسي، وهو أيضًا راعٍ، وعليه أن يجعل من مثال المسيح الراعي الصالح نموذجًا له! أن يكون راعيًا يعني أن يقترب من الأساقفة والكهنة والمكرّسين والجماعات الذين دُعي لخدمتهم، دائمًا بنظرة كنسية، أي نظرة الكاهن الذي يشعر بالمسؤولية تجاه الآخرين. وبهذا الشكل، يصبح السفير البابوي جسرًا بين خليفة بطرس والكنائس المحلية، وبين الكنيسة والدول، وبين جراح العالم ورجاء الإنجيل.
أضاف أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان مجيبًا على السؤال حول الصفات التي يعتبرها أساسية للممثل البابوي، ولا سيما في هذه المرحلة التاريخية المعقدة وقال أود أن أسلِّط الضوء على ثلاث صفات. أولاً، التواضع كاستعداد للقلب. فهذا يتيح للمرء أن "يصير صغيرًا" وثابتًا في الثقة بأن الرب، من خلالنا، يمكنه أن ينجز مشاريع عظيمة. في عالم يهيمن عليه الكثير من الكراهية والعنف، قد تميل النفس إلى التشاؤم. ولكن أمام المهام المعقدة والمفاجئة، علينا أن نثق بهدوء في النعمة التي ترافق الرسالة وتعضدها. بالإضافة إلى التواضع، هناك الغيرة الإنجيليّة…
هذا الخبر نُشر على صفحة المركز الكاثوليكي للإعلام CCI Liban على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.