عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في صلوات يوم الجمعة العظيمة في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية
مازال اسم السيد المسيح يتعظم وينتشر منذ تجسده فى بدايات القرن الاول الميلادى ، وبعكس نواميس الطبيعة ولد ومات وقام .
فى طفولته افزع الملك هيرودس وقتل أطفال بيت لحم لعل الطفل يسوع منهم ، وفى صباه تحير شيوخ اليهود من نقاشه معهم ، وفى بدء خدمته الجهارية ٣٠ سنه صنع معجزات على الأمراض والطبيعه والأمراض
لم يمتلك حقول او مزارع ولكنه فى معجزاته اشبع الآلاف ، شفى كثيرين بدون علبه دواء بل بقوته الذاتية حتى لو كان مريضا من ٣٨ عام ،
لم يكتب كتابا ولكن كل المكتبات لا تسع الكتب التى كتبت عنه
لم يؤلف نشيدا او ترنيمة ، ولكن معظم الترانيم التى كتبها البشر بكل لغات العالم عنه .
لم يؤسس معهد او كليه او جامعة ، ولكن عدد الذين تلمذوا على يدية اكثر بكثير من كل الخريجين من كل معاهد الدراسة فى كل الزمان ، السيد المسيح تقابل مع ملايين من العصاة والخطاه ولكنهم خضعوا له امام محبته
الذين ناحوا عليه قليلين ، لكن اكتست الشمس بلبس السواد فأظلمت .
فى صلبه لم يرتعد الناس عن خطاياهم ، لكن الارض ارتعدت وتزلزلت بسبب الخطية التى حملها عن العالم
اسماء عظيمة ذكرها التاريخ لكن هذة الاسماء ذكرت واختفت ، وبقى اسم السيد المسيح
رغم مرور ٢٠٠٠ عام على صلبه وموته فإنه مازال حيا فلا هيرودس استطاع ان يهلكه ولا القبر استطاع ان يمسكه لكنه قام من الأموات فى فجر الاحد وظهر لكثيرين وصعد إلى السماء امام أنظار التلاميذ وهو يجلس الان فى اعلى قمم المجد السماوى ، انه المسيح ألحى مخلصنا والهنا الذى نجتمع حوله اليوم
كيف بدات القصة ؟
بدات منذ ان اخطا الانسان ايام آدم وحواء وانفصل أدم وحواء عن الحماية الإلهية، وخرجو إلى العراء ومن يتعرى دائما يبرد ويموت ، وانزلق آدم وحواء الخطية ، لقد ترك حياة لا يعرفوا فيها لا الموت ولا المرض ولا كل أشكال الألم ولا الحاجات منحدرا إلى عالم الخطية
وصار السؤال : أين طريق السماء والخلود؟
العالم يخترع اجهزة لتشرح للإنسان وطريقة مثلما نستخدم الGPS للارشاد ، كل هذا على الارض ولكن ماهو طريق السماء
حتى ان توما سأل نفس السؤال : لسنا نعلم أين نذهب فكيف نقدر ان نعرف الطريق ؟
فكانت الإجابة : انا هو الطريق والحق والحياة ، لم يظهر على كل الارض شخص استطاع ان يقول هذة الكلمات الثلاثة
عيش فى اعماق هذه الكلمات :
جاء المسيح إلى العالم ليكون طريقا إلى السماء وبدون الإيمان بالمسيح لا يمكن لاحد ان يصل إلى السماء
عندما انفصل آدم عن الله عاش فى خطية التوهان ، وصليب المسيح هو مفتاح الطريق لكى يعرف كل إنسان طريق السماء " ليس بأحد غيره الخلاص " وبغير صليب المسيح لا يوجد طريق آخر
كل من آمن بالمسيح يستطيع الوصول لانه هو ذاته الطريق ، ليس أحد يأتى إلى الأب إلا بى
بولس الرسول قال " انى احسب ان الالام هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا " لقد اكتشف المسيح وصار أسير لمحبة المسيح وقال هذة العبارة .
لذلك فى يوم الصليب يأتى هذا السؤال :
يا سيد لا نعرف أين نذهب فكيف نقدر ان نعرف الطريق ، ويجيب المسيح " أنا هو الطريق والحق والحياة "
المسيح هو الطريق هو الحق هو الحياة
هو ايضا الطريق الحقيقى الوحيد للحياة
لا تجعل غيرى يشغلك واو تأخذ عقلك او مشاعرك فالطريق هو الوحيد للسماء هو شخص المسيح نفسه .
الله هو الحق نأخذها من خلال كلمته المقدسة فى الكتاب المقدس ، فالمسيحية ليس فيها المناطق الرمادية ، لذا اعطانا وصيته " الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة .
ان أردت ان تكون لك روح المسيح وحياة المسيح تجدها فى وصية المسيح ، لذا اجعل كتابك المقدس مفتوح دائما فى بيتك ومقروء دائما فى حياتك وعيش الوصيه .
آخر ايه فى الكتاب امين تعال أيها الرب يسوع " هذة الاية يجب ان ترافق قرائتك للكتاب المقدس ، فالمسيح هو الكلمة الحقيقية ، يظهر بين كلمات الكتاب المقدس .
لذلك الكنيسة تقول لنا لا تحبوا العالم ولا الأشياء التى فى العالم ، بل تعلم فقط من الكتاب المقدس .
المسيح قدم لنا الحياة من خلال اسرار الكنيسة المقدسة " من يأكل جسدى ويشرب دمى ، يثبت فيا وانا اكون فيه.
ادم عندما اخطأ جر على نفسه الويلات وفى النهاية مات وانتظر هذا اليوم يوم خلاص المسيح
اللص اليمين تسبح معه الكنيسة امانه اللص فى هذا اليوم لنتذكر كلمته " كن اميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة " فى تصرفاتك على بيتك فى أموالك وهى صفه رائعه من خلالها ينال الحياة الأبدية .
نتقابل اليوم مع بيلاطس البنطى كان انسان فاتر وغسل يده امام الجميع وقال " انى لم اجد عله فى هذا البار "
نتقابل ايضا مع التلميذ العفيف يوحنا الحبيب الذى ظل مع المسيح حتى الصليب لذا استودعه أمه ، فالمسيح يقدر قيمة الوفاء
نتقابل ايضا مع اللص الشريف الذى هو اللص اليمين الذى قدم كلمات قليله فى آخر حياته فتحت امامه باب الفردوس .
نتقابل مع قائد المئة الذى ضرب الحربة فى جنب المسيح فخرج دم وماء ، هذا القائد الوثنى يقول " حقا كان هذا ابن الله "
نقف اليوم لنشكر الله اننا ولدنا فى الطريق ، لقد ولدنا ونحن نعرف ان طريقنا هو المسيح .
لم يعد الموت موتا " ليس موتا لعبيدك بل هو انتقال " يأخذنا المسيح معه فى طريق السماء
المسيح صلب على الصليب من أجل كل واحد فينا من أجلى ومن اجلك ، حمل خطايانا ويحملها ، ودمه يطهرنا من كل خطية ، ما أروع النعم التى نعيش فيها ، انها إحسانات إلهية امام البشرية الساقطة .
لا تنسي فى يوم من حياتك عمل المسيح الخلاص من اجلك ، من اجل خطاياك الماضية والحاضرة والمستأنفة ، لا تنسي ان المسيح يمد ذراعه على الصليب قائلا أنا عطشان ، عطشان لتوبتك ، لحياتك ، وكأن كل قطرة دموع من اجل توبتك هى قطرة ماء يستطيع أن تروى المسيح العطشان على عود الصليب ، وما اجمل ايقونه المسيح المرسومة فى دمعة ما أنسان تائب .
الصليب دعوة للتوبة ولكى نتمتع به علينا ان نشعر بالنعمة التى نعيش فيها ، فالملايين لم يعرفوا المسيح بعد .
نسبح اليوم قائلين انت صاحب القوة والقدرة نقدم لك التسبيح ، فالمسيح هو مصدر الفرح الوحيد " قوتى وتسبحتي هو الرب وقد صار لى خلاصا "
يباركنا مسيحنا ويعطينا نعمة المسيح القائم فى حياتنا ويعطينا القلوب التى تشعر بهذة النعم .
هذه العظة نُشرت على صفحة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على موقع فيسبوك.