عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي لمناسبة عيد التجلّي الإلهي
لمناسبة عيد التجلّي ترأّس غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، القدّاس الإحتفالي في غابة أرز الربّ – بشرّي، لبنان، وعاونه النائب البطريركيّ العام على الجبّة وزغرتا سيادة المطران جوزيف نفاع ولفيف من الكهنة .وحضر القدّاس النائب السّابق جبران طوق والوزير السّابق ابراهيم الضاهر ونائب رئيس اتّحاد بلديّات قضاء بشرّي رئيس بلديّة بشري فريدي كيروز رئيس وأعضاء لجنة أصدقاء غابة الأرز وفعاليّات وحشد من المؤمنين وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس ألقى غبطة البطريرك الرَّاعي عظة تحدّث فيها عن معنى التجلّي وقال:
"وتجلّى أمامهم وأصبح ثوبه أبيض كالثلج" يسعدنا أن نحافظ على العادة السنويّة الّتي حافظ عليها البطاركة أسلافي في الإحتفال بعيد تجلّي الربّ هنا في أرز الربّ في باحة كنيسة التجلّي وهي مناسبة كي أقدّم لكم التهاني بالعيد مع كلّ التمنّيات لكم ولكلّ الّذين يئمون المكان المقدّس وكلّ أبناء بشرّي الأحبّة الّذين يحافظون على أرز الربّ هذا.
في هذا العيد وهذا الحدث نتوقّف عند ثلاثة أبعاد أساسيّة:
البعد الاول : ان حدث التجلي حصل بعد ان اعلن بطرس ايمانه بيسوع في قيصرية فيليبوس انه المسيح ابن اللّه الحي فكشف الرب يسوع بتجليه انه المسيح ابن اللّه الحي وتجلى بكمال الوهيته وعبر عن انها مخفية في الانسان ولكنه اراد ان يقول من خلال هذا الحدث ماذا تصنع النعمة في الانسان ؟كيف تجمله وكيف تجعل منه مجليا على صورة اللّه وتظهر لنا وجه الابرار الذين يقول عنهم الرب يسوع في الانجيل في موقع آخر "ويتلألأ الابرار كالشمس في ملكوت ابيه " واذا تمكنا بعقلنا الانساني ان نفهم معنى تلألؤ العذراء مريم ومار يوسف وجميع القديسين كالشمس في ملكوت الآب من خلال وجه المسيح المتجلي وهذه الدعوة موجهة لنا كي ننفتح لنعمة المسيح التي وحدها تجَمل الانسان وتنقيه وتعطيه بهاء انسانيته كصورة لله .
البعد الثاني استباق القيامة واظهار انها تجعله في عمق الالوهية بعد الآلام والصلب ليؤكد لنا اننا جميعا من خلال آلامنا والصعوبات التي نمر بها وما اكثرها اليوم وما اصعبها في هذه الايام مدعوين للقيامة ،فنحن ابناء القيامة ولسنا ابناء الموت ،نحن نموت ماديا ومعنويا وجسديا وروحيا ولكننا مدعوين لنعيش رجاء القيامة .وقد استبقى حدث القيامة بحدث التجلي مع الرسل الثلاثة بطرس الذي سلمه السلطة ويعقوب الشجاع في نقل الانجيل واسقف اورشليم واول شهيد بين التلاميذ الرسل ،ويوحنا التلميذ الحبيب الذي سلمه امه .الرسل الثلاثة الاساسيين بين الرسل جعلهم شهودا لسر تجليه واستباق قيامته فعندما اخبرهم بانه سيصلب وسيعذب ويتألم ويموت حزنو جميعهم وصدموا وقال بطرس له لن نقبل لك ذلك لكن يسوع اجابه انت لا زلت تفكر كالبشر عليك الدخول بتفكيري . لقد تفاجأوا بعد ان رأوا ما قام به من عجائب وشفاءات ولم يقبلوا ان يتألم ويصلب ويموت فكان التجلي كي يشددهم ويؤكد لهم ان مصيره لا ينتهي بالصلب بل يوم الاحد بالقيامة ،وهذا تأكيد لكل واحد منا باننا جماعة الرجاء ومهما كانت الصعوبات نحن نتمسك بيسوع القائم من الموت ،سيد التاريخ الذي يعرف كيف يخرجنا من حالة الموت الى جمال ورجاء القيامة .
البعد الثالث وهو حضور موسى وايليا للدلالة على اولا ان موسى يعني الشريعة وايليا يعني النبؤة ويعني ذلك ان بشخص يسوع اكتمال كل شريعة واكتمال كل نبؤة فهو كل الكتاب المقدس ،كل الوحي الالهي وهو الاساس الاول والاخير والجوهر في كل شيء وهذه ايضا دعوة لنا كي نعرف كيف يمكننا ان نرى بيسوع كل مبتغانا فهو الجواب لكل التساؤلات الانسانية وما من جواب عن معنى الموت ومعنى الحياة ومعنى النجاح والفشل وكل ما نمر به في حياتنا ليس له جواب الا عند من هو الكلمة الذي صار بشرا ،المعلم الوحيد يسوع المسيح وإلا كل شيء في حياتنا لغز ان لم نقرأها على ضوء يسوع المسيح…
هذه العظة نُشرت على صفحة البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.