بيان غبطة البابا ثيودوروس الثاني عن الهجوم الانتحاري على كنيسة الروم الأرثوذكس في دمشق
الأمانة العامة للمجمع المقدس لبطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا
في يوم الأحد 22 حزيران/ يونيو 2025 بعد أن عَلِم بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا صاحب الغبطة البابا ثيودوروس الثاني، بالنبأ المأساوي للاعتداء الأعمى المتعمد، الذي وقع في كنيسة النبي إلياس للروم الأرثوذكس، في منطقة الدويلة بدمشق، أصدر البيان التالي:
«ببالغ الحزن والأسى، تلقيتُ اليوم نبأ الهجوم الانتحاري المأساوي الذي استهدف كنيسة النبي إلياس دويلة للروم الأرثوذكس في دمشق، والذي شهد تكرارًا في السنوات الأخيرة، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات من إخواننا الأرثوذكس. لذلك، أُسارع إلى تقديم التعازي بكل قوة، وبصلوات التعزية، إلى أخي غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الأرثوذكسية، وإلى عائلات الضحايا وسائر أفراد العائلة الروحية الأرثوذكسية في دمشق.
بقلبٍ مُثقل، أسأل نفسي: لماذا هذه الكراهية بين الإخوة الذين تعايشوا لقرون في أرض دمشق المباركة؟ لماذا هذا الدمار الذي لحق بالإخوة المسيحيين المسالمين، الذين وجدوا أنفسهم في دوامة الألم ذاتها مع جميع مواطنيهم في الشرق الأوسط، بغض النظر عن أعراقهم أو معتقداتهم، في لحظاتٍ مؤلمة من صفير الصواريخ القاتلة المُرعب وأصوات القصف المُدوية، لجأوا إلى تعزية الحياة الليتورجية، وتحديدًا إلى سرّ القربان المقدس، يوم الأحد المُقدّس، مُصلّين بحرارة "من أجل سلام العالم أجمع"؟ ما فائدة هذه الأعمال البغيضة من الكراهية والدماء والدمار في قرنين ونصف من الرعب الذي تعيشه البشرية؟
فلنصلي بكل قوة أرواحنا إلى الإله الواحد العظيم إله السلام والمصالحة، حتى يصبح هذا الحدث الظالم والرهيب والمدان تمامًا للنهاية المأساوية لإخواننا، بداية لحركة موحدة للمصالحة والتفاهم المتبادل على مستوى الحياة اليومية لإخواننا البشر في الشرق الأوسط النازف، المعذبين لسنوات عديدة من الصراعات، حتى لا يتكرر أبدًا عمل إخوي قاتل من الكراهية العمياء، وخاصة باسم الله.
باسم الرب، أعرب مرة أخرى من أرض مصر المؤمنة بالرب عن تعاطف وحزن رجال الإكليروس القديسين والشعب المحب المسيح في بطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا، ونفسي شخصياً، إلى إخوتنا الروم الأرثوذكس في دمشق وإلى عائلات الضحايا الذين استشهدوا والذين أصيبوا في الهجوم بالقنابل، داعياً إلى كنيسة أنطاكية، ورئيسها المبارك وخادمها المتألم المسمى بالمسيح، الدعم والعزاء من فوق وحماية الله الثالوث الكريم».
هذا البيان نُشر على صفحة مطرانية إرموبوليس (طنطا) بمصر على موقع فيسبوك