غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بقدّاس أحد الوحي ليوسف ويرسم شمامسة جددًا مرنّمين وقرّاء، باريس – فرنسا
في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 14 كانون الأوّل/ ديسمبر 2025، احتفل غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بالقدّاس الإلهي لمناسبة أحد الوحي ليوسف، وذلك على مذبح كنيسة القديس مار أفرام السرياني، في باريس، فرنسا، وخلاله قام غبطته برسامة شمامسة جدد مرنّمين وقرّاء لخدمة الرعية.
عاون غبطته سيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا، والخوراسقف أورهان شانلي، والمونسنيور حبيب مراد، والمونسنيور بيار النادر، والأب كريم كلش. وشارك في القداس جمع غفير من المؤمنين من أبناء رعية مار أفرام في باريس، وأعضاء الوفد القادم من النيابة البطريركية في تركيا.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدّس، أعرب غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان عن "الفرحة الكبرى أن نلتقي معاً للمرّة الثانية في هذه الكنيسة، بعد احتفالنا البارحة بالقداس الإلهي لمناسبة يوبيل مئوية تأسيس هذه الرعية العزيزة، فنحتفل اليوم بقداس الأحد المخصَّص للبيان أو الوحي ليوسف، الحلم الذي أوحى به ربنا ليوسف، كي يقبل حقيقة سرّ التجسُّد الإلهي، والتي تبقى حقيقة إيمانية نؤمن بها، لأنّ الرب قادر على كلّ شيء".
ولفت غبطته بأنّ "العذراء حبلت بقوّة الروح القدس، وهذه السنة نحيي ذكرى مرور 1700 سنة على انعقاد مجمع نيقية، ونيقية اليوم مدينة في تركيا تُسمَّى إزنيق. منذ 1770 سنة، عام 325، اجتمع آباء الكنيسة في نيقية، وكانوا بشكل عام من الشرق، ولم يكن هناك إلا إثنان من الغرب، فأعلنوا الإيمان بأنّ ابن الله تجسَّد من العذراء مريم، وهو مساوٍ للآب في الجوهر مع الروح القدس. من المهمّ جدّاً أن نجدِّد إيماننا بهذا السرّ العظيم، والسرّ هنا هو mystère وليس secret، فهو لا يعني أمراً يعرفه شخص ما، فيما لا يعرفه شخص آخر. السرّ هنا هو حقيقة إيمانية أعطانا إيّاها الله في الكتاب المقدس، كي نؤمن بها، أن كي نقبلها، لأنّها تأتي من كلام الله".
ونوّه غبطته بأنّنا "نبتهج ونفرح اليوم كثيراً لأنّ أحبّاءنا الشباب، هنري وفانسان وألكسندر، يتقدّمون بكلّ شجاعة وفخر كي يخدموا القداس، ويخدموا المذبح بدرجتَي ܡܙܰܡܪ̈ܳܢܶܐ المرنّمين، وܩܳܪ̈ܽܘܝܶܐ القرّاء: المرنّم أي الذي يرنّم الأناشيد الروحية، وبالأخصّ المزامير، لأنّ المزمور يعني الترنيمة بالسريانية وبالعبرية. والقارئ أي الذي يقرأ الكتاب المقدس، لا سيّما العهد القديم وبعض الرسائل من مار بولس. نفتخر بهم لأنّهم تقدّموا كي يشاركوا الكنيسة، كاهن الرعية المونسنيور بيار، الشمامسة، مجلس الرعية والمؤمنين، يشاركوا في مديح الرب وفي إعلان محبّتهم له، هو إلهنا وفادينا. إنّهم فخورون بإيمانهم المسيحي وبعلاقتهم بالرب يسوع مخلّصنا، ويودّون أن يكونوا دائماً مخلصين ليسوع ولكنيسته، رغم كلّ ما يحصل في العالم، ولا سيّما الصعوبات والتحدّيات التي يواجهونها في مسيرة حياتهم".
وشدّد غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان على أنّه "لا يجب أن نكون خائفين أبداً، فالله قال ليوسف: لا تخف يا يوسف، فما تراه هو سرّ، وستؤمن به. وبما أنّنا نعيش هذه الأيّام في الزمن الطقسي السابق للميلاد، نتحضّر لهذا العيد المجيد، عيد ميلاد الرب يسوع بالجسد، سرّ تجسُّد الكلمة الإلهي في أحشاء مريم العذراء، أمّنا السماوية. وقد احتفلنا منذ بضعة أيّام أيضاً، في 10 كانون الأول، بعيد مار بهنام وأخته سارة الشهيدين، من القرن الرابع الميلادي، وها هو الدير التاريخي العريق المُشاد على اسمهما في العراق قرب الموصل. لقد كان بهنام أميراً وأخته سارة أميرة، واهتديا إلى الإيمان المسيحي من خلال متّى الناسك، فكرّسا ذاتهما للرب يسوع بكلّيتهما، وبذلا دماءهما مع رفاقهما الأربعين شهيداً حبّاً بمعلّمهم السماوي. ونحن السريان نستمرّ في التشفُّع لمار بهنام وأخته سارة، ولدينا رعايا وإرساليات عدّة على اسمهما، سواء في الشرق أو في بلاد الإنتشار".
وأشار غبطته إلى أنّنا "التقينا صباح الأمس سيادة المطران لوران أولريك رئيس أساقفة أبرشية باريس اللاتينية، والذي اعتذر لعدم تمكُّنه من المشاركة بالحضور الشخصي في احتفال يوبيل مئوية رعيتنا، لأنّه سيترأّس احتفال تطويب 50 شهيداً فرنسياً استشهدوا على أيدي النظام النازي عام 1945. فذكرنا له أنّنا في كنيستنا السريانية نشاركهم فرحة استذكار شهدائهم، إذ لدينا نحن أيضاً شهداء كثيرين، ولا سيّما في السنوات الأخيرة، شهداء مذبحة كاتدرائية سيّدة النجاة في بغداد – العراق، في 31 تشرين الأول عام 2010، 48 شهيداً مع أكثر من 80 جريحاً استُقبِلوا وتمّت معالجتهم في مستشفى Creteil هنا في باريس".
وتوجّه غبطته إلى الشبّان المرتسمين الجدد، مؤكِّداً على أنّنا "نحن أحبّاء الرب يسوع وشهوده وخلفاء الرسل وتلاميذ الرب الذين لم يخافوا أبداً أن يعلنوا أنّهم مسيحيون وأصدقاء ليسوع، لأنّه إن كان هناك أيّ أمر يمكننا أن نفتخر به على الدوام، فهو أنّ يسوع هو الإله - الإنسان الكامل الذي خلّصنا وأعطانا رسالته، رسالة المحبّة، من أجل نشر السلام والأخوّة الحقّة".
وختم غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان موعظته بالقول: "نحيّيكم ونهنّئكم بهذه الرسامة بالدرجات الصغرى لشبابنا الثلاثة الأعزّاء، كما نجدِّد التهنئة الأبوية بيوبيل مئوية تأسيس هذه الرعية المبارَكة، رعية مار أفرام السرياني في باريس. ونعدكم أن نبقى دائماً متّحدين معكم بالرجاء، كي تستطيع هذه الرعية الغالية، أن تُزهِر حقّاً بالإيمان والرجاء والمحبّة".
وقبل المناولة، قام غبطة أبينا البطريرك برسامة ثلاثة شبّان بدرجة المرنّم ثمّ القارئ، بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، في جوّ روحي عابق بالفرح والبهجة، وسط تصفيق الحضور وزغاريد النساء.
وقبل نهاية القداس، ألقى السيّد إيلي شابا كلمة باسم أعضاء المجلس الراعوي لرعية مار أفرام في باريس، عبّر خلالها عن الفرح الكبير الذي يعمّ الرعية لمناسبة الإحتفال بمئوية تأسيسها، موجّهاً شكراً خالصاً مفعَماً بمشاعر المحبّة البنوية إلى غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان لترؤُّسه احتفالات المئوية بمحبّته الأبوية المعهودة، متمنّياً له دوام الصحّة والعافية والرعاية الصالحة للكنيسة السريانية الكاثوليكية…
هذا الخبر قد نُشر على صفحة بطريركيّة السريان الكاثوليك الأنطاكيّة على موقع فيسبوك، لقراءة النصّ كاملًا إضغط هنا.