مع مجلس كنائس الشرق الأوسط وهيئة الكنائس معًا

برنامج "صندوق ترميم وتأهيل المنشآت الكنسيّة والإجتماعيّة المتضرّرة جرّاء الأزمة في سوريّة"

يحصد ثمار مرحلته الأولى

جولة ميدانيّة في أرجاء المواقع المرمّمة

هذا التحقيق متوفّر أيضًا باللّغتين الإنكليزيّة والإسبانيّة.

عقب عام على إطلاق مجلس كنائس الشرق الأوسط لبرنامج "صندوق ترميم وتأهيل المنشآت الكنسيّة والإجتماعيّة المتضرّرة جرّاء الأزمة في سوريّة" بدعم من المنظّمة الدوليّة "هيئة الكنائس معًا" Kerk in Actie، إنتهت المرحلة الأولى من البرنامج وإرتدت الكنائس والمؤسّسات التّابعة لها حلّتها الجديدة بعد تنفيذ عمليّة الترميم والتأهيل.

لذا وكمتابعة ميدانيّة للأعمال المُنجزة، قام وفد من مجلس كنائس الشرق الأوسط، بين 21 و23 أيلول/ سبتمبر 2021، بسلسلة زيارات إلى المراكز الّتي تمّ العمل فيها، من ريف دمشق إلى حمص وحلب والمحردة المجاورة لحماة. رافق الوفد أعضاء اللّجنة المسكونيّة التوجيهيّة لبرنامج الترميم والفريق التقنيّ والفنّيّ.

جاءت الجولة هذه لتتوّج مرحلة قد تشكّل بداية لمشاريع جديدة ومستقبليّة تبثّ الأمل بين المواطنين الّذين عانوا من وطأة النّزاعات والصّراعات العنيفة خلال أعوام عدّة. كما هدفت إلى الكشف عن المواقع المرمّمة والتأكُّد من تحقيق الأهداف المرجوّة للبرنامج وكذلك مدى تأثيرها على المستفيدين بشكل مباشر وغير مباشر. إضافةً إلى البحث في ما إذا كانت المشاريع المُنجزة قيد الإستثمار وإن كانت تسهم في خدمة المجتمعات المحيطة بها. كما أتت الجولة بغية زيارة المشاريع الّتي قد وصلت أعمال الترميم فيها إلى نهاياتها والبحث في سُبل إطلاق العمل فيها لتصبح قيد الإستثمار.

إلى جانب الجولة، عقدت اللّجنة المسكونيّة التوجيهيّة إجتماعها الثّامن في مدينة حلب لمناقشة الدروس المُستفادة من المرحلة الأولى للبرنامج والمشاريع الجديدة المقترحة للسّنة المقبلة.

في هذا التحقيق جولة على الكنائس والمراكز الّتي ساهم مجلس كنائس الشرق الأوسط بالتّعاون مع "هيئة الكنائس معًا" في إعادة تأهيلها، وللتأكّد من إنتهاء أعمال الترميم فيها وجودتها.

إذًا ما هي المحطّات الّتي زارها وفد المجلس وما كانت الإنطباعات؟

 

كنيسة مار بولس في داريا التّابعة لكنيسة الروم الملكييّن الكاثوليك الأنطاكيّة

إستهلّ وفد مجلس كنائس الشرق الأوسط جولته في زيارة إلى كنيسة مار بولس في داريا حيث تمّ ترميمها بعد أن لحقت بها أضرار جسيمة جرّاء الصّراع الّذي وقع في المنطقة ولأعوام عدّة. هدف المشروع هذا إلى تحفيز أبناء البلدة على العودة إلى ديارهم الّتي أصبحت اليوم أكثر أمانًا. علمًا أنّ نحو 60 ألف شخصٍ من أهالي داريا كانوا قد عادوا  بعد سنوات من نزوحهم لمناطق أخرى للإستقرار فعليًّا في داريا.

رافق الوفد في زيارته ممثّل كنيسة مار بولس في اللّجنة التوجيهيّة المسكونيّة الأب جورج جبيل الّذي قدّم عرضًا حول حال الكنيسة قبل وعقب عمليّة الترميم. شارك أيضًا في الزّيارة عدد من سكّان المنطقة الّذين ينتمون إلى الكنيستين الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة. شكّلت الزّيارة هذه مناسبة أعرب فيها المعنيّون عن شكرهم وإمتنانهم للمبادرة التي أطلقها مجلس كنائس الشرق الأوسط ولفريق العمل الذي نفّذ أعمال الترميم، هذه المبادرة التي تنطلق من هدف حماية ممتلكات الكنيسة والمحافظة على الحضور المسيحيّ في المنطقة.

في هذا السياق، عبّر أبناء داريا عن حاجتهم الماسّة إلى تأهيل منازلهم المتضرّرة كي يتمكّنوا من العودة إلى المنطقة لا سيّما أنّهم باتوا عاجزين عن تسديد الإيجارات الشّهريّة الباهظة في البلدات المجاورة. هذا إضافةً إلى طلب بعض العائلات المساعدة في تأهيل أماكن عملهم وذلك ليتمكّنوا من إعادة فتح متاجرهم الصّغيرة أو مصانعهم.

بعدها زار الوفد المدرسة الأرثوذكسيّة التابعة لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس المتضرّرة والمجاورة للكنيسة، والّتي كانت تستقبل طلّاب داريا كافة، لكنّها تحتاج اليوم إلى أعمال ترميم عدّة ممّا يحفّز أبناء البلدة للعودة إلى منازلهم.

 

المدرسة الإبتدائيّة التّابعة لكنيسة الأرمن الأرثوذكس (مقعد إتشميادزين) في حمص

أمّا المحطّة الثّانية من الجولة فكانت في حمص، في المدرسة الإبتدائيّة المرمّمة والتابعة لمطرانية  الأرمن الأرثوذكس والمتضرّرة بشكل هائل جرّاء الصّراع العسكريّ في المنطقة. تضمّن المشروع إعادة تأهيل المدرسة وكنيستها، لتصبح مؤهّلة لإستقبال الطلّاب. كما تعمل اللّجنة المسؤولة عن الكنيسة على تأمين المفروشات والمعدّات والأدوات الضروريّة لوضعها في الأستثمار بأسرع وقت ممكن.

تجدر الإشارة إلى أنّ المدرسة لم تتمكّن من فتح أبوابها للسنة الدراسيّة الحاليّة وإنّما تعمل على تسجيل الطلّاب للسّنة الدراسيّة 2021-2022. من هنا إقترح مجلس كنائس الشرق الأوسط مساعدة المدرسة في تنفيذ دروس تقوية إضافيّة للطلّاب في الصفّين التّاسع والثّاني عشر. كما سيقوم المجلس بمساندة الكنيسة من خلال برنامجه التعليميّ عبر تسجيل التلاميذ وتأمين فرص عمل لأساتذة محلّيين مؤهّلين.  

إستقبل وفد مجلس كنائس الشرق الأوسط في المدرسة سيادة مطران الرّوم الأرثوذكس جورج أبو زاخم نيابةً عن سيادة أسقف الأرمن الأرثوذكس أرماش نالبديان. علمًا أنّ لدى المطران أبو زاخم مدرستين تابعتين لأبرشيّته في حمص، لذا أبدى إستعداده للتعاون مع اللّجنة الأرمنيّة المنسّقة على صعيد قطاع التعليم.

عقب الجولة في أرجاء المدرسة، زار الوفد مطرانيّة الرّوم الأرثوذكس حيث عرض سيادة المطران جورج أبو زاخم التحدّيات الّتي تواجهها العائلات المسيحيّة في حمص.

مدرسة الثّانوية السّوريّة الخاصّة التّابعة لمطرانيّة الأرمن الأرثوذكس (بيت كيليكيا) في حلب

تابع الوفد جولته بزيارة مدرسة الثّانويّة السوريّة في حلب الّتي شهدت أعمال ترميم عدّة. إستقبله سيادة المطران ماسيس زوبويان، مطران الأرمن الأرثوذكس لأبرشيّة حلب وتوابعها، وإفتتح الوفد والحضور المشروع برفع الستارة عن اللّوحة التذكاريّة. علمًا أنّ المدرسة تعاود إستقبال الطلّاب في الأشهر المقبلة فور الإنتهاء من تركيب مقاعد التلاميذ.

على الرّغم من مغادرة العديد من العائلات الأرمنيّة حلب، إلّا أنّ 350 أسرة بقيت في المنطقة. من هنا تشكّل مدرسة الثّانوية السّوريّة الخاصّة علامة للحفاظ على الوجود الأرمنيّ في حلب.

 

المركز الإجتماعيّ التّابع للسّينودس الإنجيليّ الوطنيّ في سورية ولبنان

في اليوم التّالي، زار وفد مجلس كنائس الشرق الأوسط مبنى المركز في مدينة حلب القديمة. وهو مبنى ضخم لكن أعمال الترميم في طابقه السفليّ ما زالت غير منتهية والمجلس يواصل دعمه حتى إنتهاء عمليّة البناء. علمًا أنّ الكنيسة كانت بصدد صبّ أعمدة الخرسانة المسلّحة الرّئيسة الّتي ستسهم في تثبيت سقف الطابق الأوّل.

 

مركز مار الياس للمسنّين التّابع للكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة

المحطّة التّالية كانت في مركز مار الياس للمسنّين المرمّم حديثًا حيث يقع في قلب مدينة حلب القديمة الّتي تضرّرت بشكل هائل جرّاء النّزاعات في المنطقة. لذا تعرّضت العديد من المباني القديمة المجاورة لأضرار بالغة وتحتاج بالتّالي إلى سنوات عدّة لإعادة تأهيلها بشكل كامل.  

أمّا مركز مار الياس فسيتمّ إستخدامه كمأوى لكلّ من ليس لديه مكان للسكن أو للمسّنّين الذي يتمتعون بصحّة جيّدة ولا يحتاجون لخدمات صحّيّة خاصّة. علمًا أنّ الكنيسة تسعى إلى بناء الطابق الثّاني وإعادة تصميم الغرف لتصبح مؤهّلة لإستقبال المسنّين ذوي الإحتياجات الخاصّة لأنّ المبنى الّذي تمّ ترميمه غير صالح لخدمة الأشخاص الّذي يستخدمون الكراسي المتحركة أو أدوات أخرى للتنقّل.   

خلال الزّيارة، أكّد سيادة المطران أنطوان شهدا، متروبوليت حلب للسّريان الكاثوليك، أنّه سيتمّ قريبًا نقل عدد من الأشخاص إلى المبنى للإستقرار فيه.  

 

المركز الإجتماعيّ التّابع لكنيسة البشارة اللّاتينيّة في حيّ الميدان، حلب

من مركز مار الياس إنتقل وفد مجلس كنائس الشرق الأوسط إلى المركز الإجتماعيّ التّابع لكنيسة البشارة اللاتينية في حيّ الميدان - حلب، الّذي تمّ تجديده حديثًا. علمًا أنّه يقع في منطقة تُعتبر أحد الخطوط الأماميّة في المعارك الّتي دارت في حلب والتي شهدت إشتباكات عنيفة.

وتجدر الإشارة أنّه سيتمّ تنفيذ أنشطة للشّباب والأطفال من قبل لجنة "الكلمة المتجسّدة" في المركز. كما سيعمل أكثر من 50 شابًا من مختلف العائلات الكنسيّة على تحقيق أنشطة أخرى متنوّعة. هذا إضافةً إلى أنّ المركز يقدّم أيضًا أنشطة خاصّة للسيّدات ويشكّل بالتّالي مركزًا حيويًّا في المنطقة.

دار الرّحمة للمسنّين التّابع لكنيسة السّريان الأرثوذكس في حلب

أمّا الزّيارة التّالية فكانت إلى دار الرحمة حيث أنشأت الكنيسة مستشفى وخصّصت فيه الطابقين العلويّين لإستقبال المسنّين. علمًا أنّ برنامج مجلس كنائس الشرق الأوسط ساهم في ترميم قسمٍ منه.  

بعد إنتهاء عمليّة الترميم المخطط أن تكون مع شهر آذار/ مارس 2022، سيتمكّن المركز من إستضافة المسنّين الّذين يحتاجون إلى سقف يأويهم ويحميهم، خصوصًا أن هنالك عدد كبير من العائلات التي تعيش بمفردها بعد هجرة أولادها الى خارج الوطن.

خلال الزّيارة، أكّد النائب البطريركيّ في حلب ورئيس اللّجنة المسكونيّة التوجيهيّة سيادة المطران بطرس قسّيس أنّ المركز يشكّل واحة لخدمة جميع المحتاجين لكن ما زال مبنى المستشفى بحاجة إلى تكاليف ماليّة إضافيّة لتجديده بشكل كامل.   

 

دير القدّيس جاورجيوس في محردة التّابع لكنيسة الرّوم الأرثوذكس

إختتم وفد مجلس كنائس الشرق الأوسط جولته الميدانيّة في اليوم الأخير بزيارة القسم المرمّم في دير القدّيس جاورجيوس في محردة والّذي سيشكّل مركزًا لأنشطة إجتماعيّة مختلفة يشارك فيها أبناء أبرشيّة الرّوم الأرثوذكس في حماة وأيضًا سائر الأبرشيّات.

وتجدر الإشارة إلى أنّ عمليّة الترميم بمرحلتها الأولى قد إنتهت بنسبة 95% وذلك تحت إشراف عدد من المهندسين الّذين يتابعون سير الأعمال ويُشرفون عليها.

Previous
Previous

دورات دعم نفسيّ وإجتماعيّ لعلاج قلق السيّدات

Next
Next

معًا نتكاتف ونصلّي