غزّة الجريحة في قلق مستمرّ ومبادرات إنسانيّة لإنقاذ أبنائها

هذا التقرير متوفّر أيضًا باللّغتين الإنكليزيّة والإسبانيّة.

5P0A0706.JPG

تقرير دائرة خدمة اللّاجئين الفلسطينيّين في مجلس كنائس الشرق الأوسط – الأراضي المقدسّة

في آخر مستجدّات الأراضي المقدّسة – فلسطين المحتلّة، شهدت غزّة في الآونة الأخيرة تداعيات قاسية جرّاء تفشّي فيروس كورونا (كوفيد-19) في البلاد، ما أثّر سلبًا على الظّروف المعيشيّة وحتّى على مصدر الدخل لدى كُثر من المواطنين. في هذا الإطار، أظهرت دراسة أجرتها منظّمة الصّحّة العالميّة أخيرًا أنّ 55٪ فقط من العائلات في غزّة إستطاعت شراء المواد الغذائيّة الأساسيّة في الأيام السّبعة الفائتة، وقد عانى 40٪ من الشّباب من شدّة الجوع الشّهر الفائت. كما تمّ فرض قيود إضافيّة على سُبل الوصول إلى الخدمات الصّحّيّة؛ إذْ، لم يتمكّن 23٪ من المستجيبين من إستشارة أحد المتخصّصين في الرّعاية الصّحيّة بسبب تفشّي الوباء. أمّا على الصّعيد النّفسيّ الإجتماعيّ، فقد إرتفعت معدّلات الإكتئاب بنسبة 9.3٪، ويعاني كذلك 10٪ من المراهقين في غزّة من قلق يتفاوت بين متوسّط ​​وشديد. وأدّى تفشّي فيروس كورونا إلى إرتفاع في نسبة العنف الجسديّ والعاطفيّ تجاه الشّباب في البلاد.

_DSC0292.JPG

على الرّغم من إمكانات غزّة الضعيفة، بذلت السّلطات والعاملين في قطاع الرّعاية الصّحّيّة والإنسانيّة جهودًا من أجل الوقاية من فيروس كورونا حيث نجت البلاد ولأشهر عدّة من أسوأ موجات العدوى. لم تقتصر معاناة المواطنين من المخاطر الجسيمة والمباشرة النّاجمة عن التعرّض للوباء فقط بل من التداعيات الإقتصاديّة للفيروس أيضًا والّتي قد تؤثّر بشكل كبير على طريقة الوصول المحدود إلى الإمدادات والخدمات الحيويّة. 

من جهّة أخرى، واجه قطاع غزّة وبشكل شديد القصف الإسرائيليّ الّذي إستمرّ 11 يومًا وأسفر عن مقتل 256 فلسطينيًّا، من بينهم 66 طفلًا، وإصابة نحو 2000 شخص. هذا وإضافةً إلى الدمار الهائل في المنازل والمكاتب والمستشفيات.

مع إستمرار وقف إطلاق النّار، يحاول النّاجون من الصّراع إعادة بناء حياتهم مرّة جديدة. لكن لم تكن الأضرار جسديّة ومادّيّة فقط وإنّما طالت أيضًا صحّة الفلسطينيّين النفسيّة خلال الأيّام المظلمة الّتي مرّوا بها. ما زال الخوف من الهجوم الجويّ المقبل سيّد الموقف في المشهد الفلسطينيّ، فشبح الموت بدأ يلوح في الأفق مع القلق من خسارة الأحبّاء والمنازل. إذًا بات من الصّعب جدًّا تخيّل مدى ضخامة الصّدمة الّتي يعيشها سكّان غزّة الجريحة.

في الواقع، تتجسّد كلّ هذا الإضطرابات في أمراض عقليّة ونفسيّة حقيقيّة ما زال الفلسطينيّون يعانون منها. إذْ، إرتفعت معدّلات إضطراب ما بعد الصّدمة (PTSD) بشكل هائل حيث تمّ تسجيل عوارض مختلفة كالنّوم المتقطّع، الشّعور المستمرّ بالغضب والذّهول، إسترجاع الذّكريات الصّعبة، ظهور كوابيس مرتبطة بالصّدمة والتخدير العاطفيّ. كما أظهرت دراسة أجريت عام 2017 أنّ 37% من البالغين الّذين يعيشون في قطاع غزّة قد تعرّضوا لهذه الأمراض الصّعبة.  

كما هو الحال غالبًا، يشكّل الأطفال الفئة الأكثر ضعفًا وضررًا في مثل تلك الظّروف، حيث يعاني 53.5% أطفال غزّة من إضطراب ما بعد الصّدمة، بحسب دراسة أجريت عام 2020، قبيل النّزاع الأخير. وقد تعرّض أيضًا نحو 90% من الأطفال لصدمة شخصيّة.

 

لجنة مجلس كنائس الشرق الأدنى لخدمة اللّاجئين NECC تواجه جائحة كورونا وفق إستجابات عدّة:

• تقليل وقت الإنتظار إلى الحدّ الأدنى بين شخص وآخر في العيادات، ومحاولة تلبية المستفيدين بأسرع وقت ممكن، مع الحفاظ في الوقت عينه على الجودة والسّلامة.

• تغيير طريقة إستقبال المرضى في العيادات للتخفيف من إحتمال نقل العدوى؛ فعلى المستفيدين الّذين لا يعانون من حالات طبيّة مثلًا أن يتّبعوا مسارًا مختلفًا عن سائر المرضى.

• إتّباع نظام الحجز حيث يتوجّب على كلّ مريض بحاجة إلى إستشارة طبيّة أن يقوم بحجز موعد مسبق قبل التوجّه إلى العيادة.  

• إتّباع نظام الفرز لفصل المرضى والحفاظ على التباعد الإجتماعيّ في ما بينهم.

• تقديم الإستشارات الصّحيّة والنّفسيّة الإجتماعيّة إلكترونيًّا من خلال خدمات الخطوط السّاخنة المجّانيّة.

• إعادة جدولة أنشطة العيادات بطريقة تفصل مسار المستفيدين الّذين لا يعانون من حالات طبيّة عن مسار سائر المرضى.

• مواصلة العمل الصّحّيّ حيث إستمرّ الطاقم الصّحّيّ في الـNECC مهامه في تقديم الخدمات الصّحّيّة والعلاج للمرضى من خلال الإلتزام بالإجراءات الوقائيّة الشّديدة وبأساليب العمل الآمنة كوضع الكمامات الطبيّة والقفّازات والأقنعة الوقائيّة والبذّات العازلة الّتي تُستخدم مرّة واحدة. إضافةً إلى إتّباع إرشادات مكافحة العدوى والنّظافة لحماية أنفسهم وسائر الأشخاص.

• بالنّسبة لبرنامج التعليم والتدريب التقنيّ والمهنيّ TVET ، عاودت لجنة مجلس كنائس الشرق الأدنى لخدمة اللّاجئين NECC عملها في كلّ  أقسام البرنامج كالمعتاد مع الإلتزام الكامل بالإجراءات والتدابير الوقائيّة كالحفاظ على التباعد بين الطلّاب (1.5 متر على الأقل)، إرتداء الكمّامات وإستخدام مواد التعقيم والنّظافة.

 

إستجابة لجنة مجلس كنائس الشرق الأدنى لخدمة اللّاجئين NECC في إطار التصعيد الأخير على غزّة في أيّار/ مايو 2021:

• إستقبلت عيادات الـNECC عددًا كبيرًا من المستفيدين الّذين يسعون للحصول على الخدمات الطبيّة وقدّمت لهم الخدمات الصّحّيّة الضروريّة.

• أجرى فريق الـNECC تقييمًا سريعًا لحاجات المتضرّرين جرّاء التصعيد الأخير في غزّة خصوصًا على صعيد الأضرار في المنازل.

• أجرى فريق الـNECC أيضًا تقييمًا سريعًا لتحديد حاجات العائلات وأولويّاتها بحيث تشمل المواد الغذائيّة وغير الغذائيّة، بغية تقديم قسائم شرائيّة للأسر المتضرّرة. علمًا أنّ المشروع هذا قد بدأ بدعم من CCP-Japan في شهر آب/ أغسطس، بهدف مساندة 500 عائلة من مناطق مستجمعات المياه التابعة لـNECC، بحيث تحصل كلّ أسرة على قسيمة بقيمة 140 دولارًا أميركيًّا لشراء المواد الغذائيّة وغير الغذائيّة الضروريّة.  

• عمد المرشد النّفسيّ الإجتماعيّ في الـNECC إلى الإتصال بالمستفيدين وتقديم الإستشارات والدعم النفسيّ الإجتماعيّ إلكترونيًّا، إضافةً إلى تحديد مواعيد للمستفيدين.

• بدعم من منظّمة Act for Peace، بدأ الـNCC بتنفيذ مشروع طارئ جديد يستهدف الأطفال والسّيّدات والمراهقين المستفيدين من عيادات الـNCC وطلّاب الـTVET. يهدف المشروع إلى تعزيز الحال النفسيّ الإجتماعيّ لمختلف المستفيدين المعرّضين للخطر والمصابين بصدمات نفسيّة عقب التصعيد الأخير في غزّة.

• تمّ البدء بمشروع جديد للدعم النفسيّ الإجتماعيّ لطلّاب برنامج التعليم والتدريب التقنيّ والمهنيّ TVET بدعم من منظّمة MCC، وذلك خلال مدّة 6 أشهر.  

• تمّ تقديم إعانات نقديّة بقيمة 100 دولار أميركيّ الواحدة لعائلات طلّاب التعليم والتدريب التقني والمهنيّ TVET الأكثر ضعفًا، حيث إستفادت منها 100 عائلة بدعم من منظّمة Amos، إضافةً إلى 80 عائلة بدعم من MCC.

Previous
Previous

ما هي لجنة العدالة البيئيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط؟

Next
Next

توعية صحية ضد فيروس كورونا للعائلات في درعا