شخص من سكّان أرتساخ محاصرون

في ظلّ أزمة إنسانيّة منذ 8 أشهر حتّى الآن!

نداء لإنهاء الحصار!

في ظلّ المستجدّات العالميّة، قامت أذربيجان، وللمرّة الثانية، بعزل أرتساخ من خلال فرض حصار جديد عليها، بعد أن استمرّ الحصار الأوّل لمدّة ثلاثة أعوام (1989-1992).

الّا أنّ التطوّرات السياسيّة والدبلوماسيّة باتت غير قادرة على ممارسة الضغوط على أذربيجان من أجل دفعها على فتح ممرّ لاتشين بغية إيصال المساعدات الإنسانيّة من جمهوريّة أرمينيا إلى سكّان ستيباناكيرت (أرتساخ، المعروفة بإسم جمهوريّة ناغورنو كاراباخ) المحاصرين منذ 12 كانون الثاني/ ديسمبر 2022 حتّى اليوم، أي منذ أكثر من 8 أشهر! قصص الأطفال والنساء وكبار السنّ الّذين يعانون من الحصار ونقص الأدوية والمواد الغذائيّة والكهرباء والمحروقات وانقطاع شبكة الإنترنت، لم تصل إلى العالم بحيث لم تُكشف بعد نيّة أذربيجان في إقامة إبادة جديدة على أرمن أرتساخ، السكان الأصليّين المتروكين من دون أي جهود تسعى إلى صون حقوقهم.

جمهوريّة أرمينيا تقوم بدعم سكّان أرتساخ، عبر ممرّ لاتشين، وهو الطريق الوحيد الّذي يربط أرتساخ بأرمينيا والعالم الخارجي. الّا أنّ أذربيجان قد جدّدت الحصار من خلال إغلاق الطرق الإلتفافيّة حيث نصبت نقاط تفتيش عسكريّة.

كما أنّ الحكومة الأذربيجانيّة كانت قد كلّفت مواطنين يزعمون أنّهم "نشطاء بيئيّون" من أجل إغلاق ممرّ لاتشين، في حين أنّهم في الحقيقة عسكرييّن وأعضاء في منظّمات غير حكوميّة ومنظّمات شبابيّة تابعة للحكومة.

في الواقع، نشهد على إبادة جماعيّة تحقّقها أذربيجان لإنهاء وجود الأرمنيّين في أراضي أجدادهم، وذلك بصمت وسط معاناة الجوع، ونقص الأدوية، وقطع كلّ وسائل التواصل، وفي ظلّ تجاهل الدعوات الدبلوماسيّة من قبل قوّات حفظ السلام الروسيّة لمراعاة شروط وقف إطلاق النار لعام 2020 والعودة إلى أراضيهم الأصليّة. نداءات أُطلقت من محكمة العدل الدوليّة والمحكمة الأوروبيّة لحقوق الإنسان والكيانات الدوليّة الأخرى بغية استعادة حريّة التنقّل عبر ممرّ لاتشين.

من هنا، تبقى المنظّمات الإنسانية ومواقع التواصل الإجتماعي هي الوسائل الوحيدة لمساعدة المحاصرين وإيصال صوتهم إلى العالم!

في هذا الإطار، يجدّد مجلس كنائس الشرق الأوسط النداء من أجل فتح ممرّ لاتشين في سيبل استقبال المساعدات الإنسانيّة والسماح لسكّان أرتساخ بالتوصال مع أرمينيا، شريان الحياة الوحيد. كما يدعو مجلس كنائس الشرق الأوسط الكيانات الدوليّة إلى العمل جاهدةً في سبيل استعادة حريّة التنقّل عبر ممرّ لاتشين لوقف تلك الجريمة ضدّ الإنسانيّة.

بيروت في 8 آب/ أغسطس 2023

Previous
Previous

فلا تَخَفْ، يا بُنَيَّ، إِنِ ٱفتَقَرْنا

Next
Next

مجلس كنائس الشرق الأوسط يهنّئ غبطة البابا ثيودروس الثاني