التسرّب الدراسي والكرامة الإنسانيّة

الندوة الشّهريّة الجديدة عن بُعد من تنظيم مجلس كنائس الشرق الأوسط

الأمين العام د. ميشال عبس: ان يكون هناك تسرب مدرسي فهذا يعني قبل كل شيء ان المجتمع قد فقد طموحه وضحى بتطلعاته على مذبح الفاقة والبؤس

تجدون مجموعة صور في أسفل النصّ.

في إطار سلسلة ندواته الشّهريّة، عقد مجلس كنائس الشرق الأوسط ندوة جديدة عن بُعد بعنوان " التسرّب الدراسي والكرامة الإنسانيّة"، يوم الخميس 28 أيلول/ سبتمبر 2023، بمشاركة مجموعة من المتخصّصين والأكاديميّين وطلّاب الجامعات والمهتمّين بالموضوع المطروح. علمًا أنّ هذه الندوة تأتي ضمن "مشروع الكرامة الإنسانيّة" - "الحوار والتماسك الإجتماعيّ - إعادة تأهيل رأس المال الإجتماعيّ"، الّذي يعمل مجلس كنائس الشرق الأوسط على تنفيذه تباعًا.

تخلّلت الندوة الّتي بُثّت مباشرةً على صفحة مجلس كنائس الشرق الأوسط على موقع فيسبوك أربع مداخلات، بإدارة د. لور أبي خليل الّتي قدّمت في كلمتها الإفتتاحيّة تعريفًا عن ظاهرة التسرّب الدراسي، إضافةً إلى أسبابها والتداعيات الناجمة عنها وكذلك المشاكل الّتي يتعرّض لها المتسرّب.

استُهلّت الندوة بكلمة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس الّذي تحدّث فيها عن المشاكل الّتي تؤدّي إلى التسرّب الدراسي وتبعات هذه الظاهرة، وقال "ان يكون هناك تسرب مدرسي، وبأعداد ضخمة، ان دل على شيء فانه يدل على ان المجتمع برمته مريض وعلى حافة الهاوية ويتجه الى السقوط بسرعة الجاذبية. ان يكون هناك تسرب مدرسي فهذا يعني قبل كل شيء ان المجتمع قد فقد طموحه وضحى بتطلعاته على مذبح الفاقة والبؤس...  قد تكون المدرسة بعيدة عن مواكبة ركب التقدم التربوي ولا تعرف كيف تخاطب الجسم الطالبي او تتعامل معه".

وأضاف د. ميشال عبس أنّ التسرّب الدراسي "هو مشروع هدر بامتياز، هدّر للوقت والطاقة والمال والإنتاجية. هو وسيلة تدمير المجتمع على المدى الطويل اذ تنتج عنه مشاكل اجتماعية واقتصادية وغيرها، لا عد لها ولا حصر، اقلها الانحرافات التي تستشري لدى الاحداث وإنتاج جيل غير كفي وعاطل عن العمل، غارق في الهامشية الاقتصادية والاجتماعية".  

بعدها، بدأت المداخلة الأولى بعنوان "تحدّيات البيئة الداخليّة وانعكاساتها على التعليم في العراق بعد العام ٢٠٠٣"، مع د. محمد ياس خضير، رئيس قسم العلوم السياسيّة في معهد العلمين للدراسات العليا، حيث وصف ظاهرة التسرّب الدراسي بمشكلة اجتماعيّة كارثيّة نحصد نتائجها السلبيّة بعد أعوام عدّة. كما أضاء على البيئة الداخليّة في العراق اجتماعيًّا واقتصاديًّا متحدّثًا عن مشكلة التسرّب الدراسي وسط هذا الواقع.

من ثمّ، كانت المداخلة الثّانية بعنوان "إشكاليّات التسرّب المدرسي في فلسطين"، مع د. رفعت صباح، مدير عام مركز إبداع المعلّم، ورئيس الحملة العالميّة للتعليم، حيث تطرّق فيها وبشكل مفصّل إلى الإشكاليّات الّتي تحيط ظاهرة التسرّب الدراسي في فلسطين إضافةً إلى التحدّيات الّتي تواجهها هذه القضيّة. هذا وقدّم قراءة عبر الأرقام لواقع هذه الأزمة في فلسطين.

أمّا المداخلة الثّالثة فحملت موضوع "التعليم والكرامة الإنسانيّة: مقاربة سوسيولوجيّة لظاهرة التسرّب المدرسي"، مع د. هويدا صليبي، أستاذة باحثة في معهد العلوم الإجتماعيّة في الجامعة اللّبنانيّة، حيث أشارت إلى أنّ مسألة الكرامة الإنسانيّة والتعليم هي محور حاسم لبناء مستقبل أفضل للبشريّة. كما عرضت سياق الأزمات الأخيرة في لبنان وآثارها على المجتمع اللّبنانيّ. إلى ذلك، سلّطت الضوء على واقع التعليم في لبنان متحدّثةً عن كيف يمكن أن يوثّر التسرّب الدراسي على الكرامة الإنسانيّة.

المداخلة الرّابعة كانت بعنوان "التسرّب الدراسي في سوريا في ظلّ الحروب والكوارث"، مع د. راغدة محمود، باحثة في التربية والتعليم، الّتي اعتذرت عن الحضور لأسباب تقنيّة حيث قرأ مداخلتها د. شوقي عطية. وفي كلمتها، أضاءت د. راغدة على مشاركة الجمهوريّة العربيّة السوريّة في قمّة تحويل التعليم الّتي انعقدت في نيويورك إضافةً إلى تقديم نماذج عن المدارس السوريّة والتحدّيات الّتي واجهتها جرّاء الحرب السوريّة ومختلف الأزمات الّتي أرخت بظلالها على البلاد، عارضةً تجربتها الشخصيّة كمدرّسة.

إنتهت الندوة بجلسة أسئلة ونقاش بين المشاركين حيث تبادلوا الآراء والخبرات كلّ بحسب اختصاصه ومجال عمله. كما كانت كلمة أخيرة للأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس حيث قدّم خلاصات عن الموضوع المطروح مشيرًا إلى نظرته السوسيولوجيّة حول ظاهرة التسرّب الدراسي.

Previous
Previous

مجلس كنائس الشرق الأوسط يصدر تقريره السّنويّ لعام 2022

Next
Next

مجلس كنائس الشرق الأوسط يصدر الرزنامة المسكونيّة لشهر تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023