تذكار القِدّيسة الشهيدة سَوسَنة (القرن الثالث ميلادي)

تُعَيِّد لها الكنيسة يوم ٢٣ أيّر

القِدّيسة سَوسَنة، هي إبنة غابينوس، شقيق البابا القدّيس غايوس. نشأت وسط عائلة مسيحيّة عريقة. تميّزت سوسنة بجمالها الساحر، وكذلك بما بلغته من درجة عالية في العلم والمعرفة. كما نذرت بتوليّتها للمسيح.

وحين وصلت أخبارها وما هي عليه من جمال وتفوّق إلى الملك ديوكلتيانوس، رغِبَ في تزويجها إبن زوجته ماكسيميانوس بعدما ماتت زوجته، فأرسل كلوديوس الذي كان يعمل في بلاطه، كي يطلب يدها من والدها. لكنّ سوسنة رفضت طلبه، وأخبرته بأنّها كرّست ذاتها بكليّتها للمسيح، الإله الحقّ.

وأخذت سوسنة تتحدّث إلى كلوديوس، مؤكّدةً له صحة الإيمان المسيحيّ، كما وصَفَت له عمق فرحها بتكريس بتوليّتها لعريسها السماويّ. فاخترق كلامها كيانه، وطلب منها أن تساعده في معرفة الدِيانة المسيحية. عندئذٍ، قالت له: "اذهب إلى عمّي الحبر الأعظم، وهو يرشدك إلى طريق خلاصك". فعَمِلَ بما أشارت به إليه، وهكذا تَوَجَّهَ إلى عمِّها البابا القدّيس الذي عَلَّمهُ جوهر الإيمان القَويم، وبعدها مَنَحَهُ سِرّ العماد مع أفراد عائلته.

ولمّا تأخَّرَ كلوديوس بالعودة إلى بلاط الملك، أرسل إليه الأمير مكسيموس ليفهم ما حصل معه، فوجده راكِعًا يُصَلّي. تأثَّر مكسيموس بهذا المشهد، وبعدها آمن هو أيضًا بالمسيح، واعتَمَدَ وباع كلّ ما يملكه، وأعطى ثمنه للمساكين.

ولمّا عرف الملك بأمرهما، أصدر أوامره بقتلهما حرقًا، وهكذا نالا إكليل النصر الأبديّ. أمّا سوسنة فعَرِفَت مُختلف أنواع العذاب، وأخيرًا قُطِعَ رأسها معانقة فرح اللقاء بعريسها السماويّ، وكان ذلك في أواخر القرن الثالث.

أيُّها الربّ يسوع، علّمنا ألا نهاب الدفاع عن إيماننا المسيحيّ، ونشهد له بكلّ جرأة على غِرار هذه القدّيسة الشهيدة، إلى الأبد.

المسيح قام... حقاً قام

Previous
Previous

فيديو - مؤتمر صحفي للإعلان عن مؤتمر

Next
Next

القِدّيس الشَهيد باسيليسكوس (القرن 4م)