كلمة الأمين العام البروفسور ميشال عبس في المؤتمر الصحفي للإعلان عن المؤتمر العلمي المشترك بين

مجلس كنائس الشرق الأوسط والجمعية الثقافية الرومية

اليوبيل 1700 لمجمع نيقيه المسكوني الأول

English

كلمة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس

الحضور الكريم، من مهتمين ومتابعين لشؤون مجمع نيقية، واعلاميين

اهلا وسهلا بكم في الأمانة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، في السنة الأولى بعد الخمسين لتأسيسه وعمله بشكل دؤوب على الوحدة بين الكنائس، كما على الوحدة الاجتماعية ونشر قيم العدالة والسلام والدفاع عنها،

انه المشروع الأول المشترك بين مجلس كنائس الشرق الأوسط والجمعية الثقافية الرومية، وهو باكورة النشاطات المشتركة الواعدة على صعيد التفاعل الفكري والانفتاح والحوار بين مكونات المسيحية في منطقتنا والعالم.

انه أيضا المؤتمر العلمي الخامس لهذه الجمعية الناشطة في مجال الثقافة الرومية، حاضرا ومستقبلا، التي تضم الى عضويتها نخبة من رجال العلم والفكر في بلادنا، وبعض من العاملين في المجلس أعضاء فيها.

من بديهيات العمل الايماني الثقافي ان يلتقي المعنيون بالطروحات الوحدوية على مشروع فكري بحثي، ذو أهمية تاريخية مثل هذا، اذ يعتبر ذلك ترسيخا للوحدة الإيمانية المسيحية، وتقريبا للمؤمنين على أساس التطلعات الايمانية الواحدة.

في الواحد والثلاثين من أيار من العام 2025، أي بعد الفين وعقدين ونيف على ولادة المسيحية في مشرقنا المبارك والمعذب، وبعد سبعة عشر قرنا على انعقاد مجمع نيقية، ها هم المسيحيون يجتمعون حول هذا الحدث العظيم في تاريخ الرسالة المسيحية، يقفون على تفاصيله وديناميته والاحداث التي أحاطت به، يلقون على كل ذلك أضواء جديدة تزيد معرفة المؤمنين والدارسين لهذا الفصل من حياة الكنيسة.

هذا المجمع، الذي عُقد بناء على تعليمات من الإمبراطور قسطنطين الأول، والذي حضره مئات الأساقفة حول العالم، انكب على دراسة الخلافات الكنيسة حول طبيعة يسوع هل هي نفس طبيعة الرب أم طبيعة البشر، قد حسم الجدال مع ذوي البدع والهرطقات. لقد كان مجمع الحسم الايماني، اذ حسم الشك باليقين وأنتج قانون الايمان الذي ما برحت الكنيسة تسير على هداه حتى اليوم. لذلك يستحق التوقف عنده مليا، في منطقتنا كما في كل العالم، والجميع يشهد الكم الكبير من الندوات والمؤتمرات التي تعقد حوله.

لقد اعتمد المنظمون للمؤتمر مقاربة علمية تستند على منطق التدرج التاريخي والموضوعي معا، فقسموا اعماله الى أربعة محاور تبدأ بالوضع التّاريخي الذي سبق المجمع، أي السياق التاريخي الاجتماعي الثقافي، وذلك من أي وضع المجمع في الاطار الذي يفسر حصوله، ثم يجري شرح الإشكال الكنسي الذي سبق المجمع، وذلك من اجل شرح كيف ان المجمع قد اتى ردا على إشكاليات في قلب كنيسة المسيح استدعت انعقاده، ثم يقدم المحاضرون عرضاً وتحليلاً حول انعقاد المجمع وجدول أعماله، لكي يطرح المتداخلون في النهاية نتائج المجمع على المديَين القريب والبعيد. المقاربة تسهل على الحاضرين، وعلى قارئي نصوص المؤتمر لاحقا، استيعاب مسار وتفاصيل هكذا ظاهرة غنية وخطيرة في مسار الرسالة المسيحية. للجنة المنظمة للمؤتمر كل التقدير على عملها واداءها الجيدين.

اما بالنسبة الى المحاضرين، فان أسماءهم تغني عن التعريف بهم على ضوء سويتهم وانجازاتهم العلميتين، فهم سوف يضيئون بالشكل الأفضل، وكل حسب اختصاصه، على مختلف ابعاد مجمع نيقية.

وكما العادة في الجمعية الثقافية الرومية، وأصبح تقليدا سنويا وجزءا من ثقافتها المؤسسية، يتخلل المؤتمر تكريما لإحدى الشخصيات الرومية المبدعة والتي طبعت المجتمع المشرقي والعالمي بإنجازاتها. لذلك سوف يجري تكريم المبدع الراقد الدكتور أسد رستم، مؤرخ الكرسي الأنطاكي، واضافة اسمه الى "السجل الذهبي للمبدعين الروم الراقدين".

اننا نراهن على إنجازات هذا المؤتمر الذي، ليس فقط سوف يضيء على نواح قد تكون ما زالت مجهولة في مجمع نيقية، ومسار الوحدة الايمانية المسيحية، بل سوف يفتح آفاقا جديدة في العمل البحثي في الوحدة المسيحية، كما في وحدة المجتمع. كذلك سوف يشكل دعما للعمل المسكوني.

هذا المؤتمر يتوجه الى جميع المعنيين بالأمر، فأهلا بكم قيادات دينية، ومثقفين، وباحثين، وأساتذة وطلاب لاهوت، تشاركون بهذه الشراكة الفكرية الضرورية جدا لمعرفة أكثر لتاريخنا الايماني والاجتماعي، لعل في ذلك عبراً.

Previous
Previous

القِدّيس الرسول كاربس أحد السبعين

Next
Next

الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس يستقبل رئيس الجمعيّة الثقافيّة الروميّة البروفسور نجيب جهشان على رأس وفد من الجمعيّة