الكرادلة يواصلون اجتماعاتهم اليوميّة في الفاتيكان
ودعوة لوقف إطلاق النار عشيّة انطلاق الكونكلاف
هل ناقشوا مواصفات البابا الجديد؟
الصور: موقع فاتيكان نيوز
إعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط
بقلوب مُفعمة بالرجاء، تشخص أنظار العالم نحو الفاتيكان منتظرين إعلان الخبر السارّ الّذي سيكشف عن اسم البابا الجديد. لكن هل سيتوافق الكرادلة على اسم هذه الشخصيّة؟ وهل الدخان الأبيض سيتصاعد من مدخنة كنيسة السيستين؟
الإجابة تبقى قيد الإنتظار فيما المدخنة أصبحت ثابتة وجاهزة، والفاتيكان يستعدّ لهذه المهام الدقيقة.
الكرادلة يقومون بالإجراءات الضروريّة واللّازمة بكلّ شفافيّة وموضوعيّة. إجتماعات يوميّة يضيء عليها موقع فاتيكان نيوز، يبحثون في خلالها في مسألة الحبر الأعظم الجديد الّذي سيتولّى إدارة الكنيسة الكاثوليكيّة وسط تحدّيات عالميّة جمّة. هذا إضافةً إلى تناول قضايا كنسيّة وليتورجيّة واجتماعيّة عديدة سيحملها الفاتيكان في المرحلة المقبلة.
وبحسب موقع الفاتيكان، كانت دار الصحافة قد نشرت سابقًا بيانًا يدعو فيه الكرادلة المشاركون في الاجتماعات الّتي تسبق الكونكلاف المؤمنين إلى "عيش هذه اللّحظة الكنسيّة كفعل نعمة وتمييز روحي في إصغاء لمشيئة الله". واشار البيان إلى انّ الكرادلة يدركون مدى أهميّة المسؤوليّة الّتي هم مدعوّون إليها، لكنّهم يتمنّون من المؤمنين أن يرفعوا الصلاة من أجلهم، مؤكّدين "ضرورة أن يكونوا أدوات وديعة لحكمة الآب السماوي وعنايته في طاعة للروح القدس".
البابا الجديد
وعلى الرغم من أنّ العالم يتخبّط بأزمات وصراعات من كلّ حدب وصوب، يتمسّك المؤمنون بإيمانهم ويرفعون صلواتهم على نيّة إنجاح عمليّة انتخاب البابا الجديد، فما هي مواصفات هذه الشخصيّة؟
سؤال يبقى الأهمّ اليوم وسط مستجدّات آنية يشهدها العالم!
المعلومات المتوفّرة حتّى الساعة تكمن في خلاصة اجتماع الكرادلة صباح يوم الاثنين 5 أيّار/ مايو 2025، الّذين رأوا أنّه على البابا أن يكون راعيًا قريبًا من الناس، ومرجعًا يحرص على تحقيق الشركة في دم المسيح بين المؤمنين.
قضايا وملفّات
على صعيد آخر، توقّف الكرادلة في اجتماعهم على قضايا مختلفة تمحورت حول القانون الكنسي ودور دولة الفاتيكان، طبيعة الكنيسة الإرساليّة، ودور منظّمة كاريتاس في الدفاع عن الفقراء، وكذلك الدستور العقائدي الصادر عن المجمع الفاتيكاني الثاني "كلمة الله" لا سيّما وأنّ الكلمة هي سرّ المسيح المُعطى للفقراء.
كما تمّت الإضاءة على حضور عدد كبير من الصحفيّين في روما وهذا ما اعتبر علامة على ترسيخ أهميّة الكتاب المقدّس في العالم اليوم خصوصًا كدعوة للتحلّي بالمسؤوليّة.
إلى ذلك، تطرّق الكرادلة إلى الصلاة في خلال جائحة كوفيد-19 كمصدر رجاء في زمن الخوف. هذا إضافة إلى مناقشة تحدّيات إيصال الإيمان للآخرين والإعتناء بالخليقة، وقضايا الحرب والعالم المنقسم، معربين في هذا السياق عن قلقهم إزاء الإنقسامات الّتي تشهدها الكنيسة داخليًّا. هذا وتحدّثوا عن دور المرأة في الكنيسة في إطار السينوداليّة، وكذلك مسألة الدعوات والعائلة وتعليم الأطفال.
الإجتماع الأخير قبل انطلاق الكونكلاف
عشيّة انطلاق الكونكلاف لانتخاب الحبر الأعظم الجديد، يوم الثلاثاء 6 أيّار/ مايو 2025، أصدر الكرسي الرسولي بيانًا حول انعقاد الجمعية العامة ما قبل الكونكلاف، عبّر فيه الكرادلة عن "بالغ قلقهم حيال الشعوب الّتي لا تزال ترزح تحت وطأة النزاعات. ومع تصاعد الهجمات، "لا سيّما تلك الّتي تطال السكان المدنيّين، وجّه المجتمعون نداءً مُلحًّا "إلى جميع الأطراف المعنيّة، كي يُصار، في أقرب وقت، إلى وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار".
ومع هؤلاء الكرادلة، نتّحد في الصلاة كي يلهمهم الله ويمدّهم بالصبر والحكمة والتأنّي في اتّخاذ قراراتهم خصوصًا وأنّ العالم يتعطّش إلى جرعة فرح وسط كلّ مآسي الحياة، فانتخاب البابا الجديد هو اليوم أكبر علامة رجاء!
لنهتف معًا الصلاة من أجل انتخاب بابا جديد، الّتي نشرتها بطريركيّة اللّاتينيّة في القدس:
"أَيُّهَا الآبُ القُدُّوسُ،
يَا مَنْ تَقُودُ كَنِيسَتَكَ بِعِنَايَتِكَ وَتَسْهَرُ عَلَيْهَا بِمَحَبَّتِكَ،
نَسْأَلُكَ أَنْ تُفِيضَ عَلَى الآبَاءِ الكَرَادِلَةِ المُجْتَمِعِينَ فِي رُومَا رُوحَ الحِكْمَةِ وَالتَّمْيِيزِ وَالسَّلَامِ.
أَنِرْ قُلُوبَهُمْ بِنُورِ الرُّوحِ القُدُسِ، لِيَفْهَمُوا إِرَادَتَكَ وَيَعْمَلُوا لِمَا فِيهِ خَيْرُ الكَنِيسَةِ الجَامِعَةِ.
وَحِّدْهُمْ فِي المَحَبَّةِ، لِيَخْتَارُوا البَابَا الَّذِي تُرِيدُهُ لِكَنِيسَتِكَ فِي هَذَا الزَّمَانِ،
فَيُوَاصِلَ رِسَالَةَ الرَّاعِي الصَّالِحِ، الَّتِي سَلَّمَهَا ابْنُكَ يَسُوعُ المَسِيحُ لِبُطْرُسَ، رَأْسِ الرُّسُلِ، حَافِظًا وَحْدَةَ الإِيمَانِ وَالشَّرِكَةِ الكَنَسِيَّةِ.
نَرْفَعُ إِلَيْكَ تَضَرُّعَنَا بِشَفَاعَةِ أُمِّنَا مَرْيَمَ العَذْرَاء، سُلْطَانَةِ الرُّسُلِ، وَجَمِيعِ القِدِّيسِينَ الَّذِينَ خَدَمُوا الكَنِيسَةَ بِأَمَانَةٍ وَقَدَاسَةٍ، فَكَانُوا نُورًا فِي دُرُوبِ المُؤْمِنِينَ.
امين".