اللّاجئون ما زالوا يبحثون عن كرامتهم رغم بعض المساعي الدوليّة

مجلس كنائس الشرق الأوسط يحمل قضيّتهم منذ تأسيسه، فما هي برامجه؟

English

خاصّ: إعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط

لا يعرفون مكان ولا زمان وإنّما عدالة السماء تبقى رجائهم الوحيد في ظلّ كلّ مآسي الحياة. اللّاجئون لطالما يواجهون تحدّيات جمّة تثقل كاهلهم وتضعهم أمام مستقبل مجهول، فالضغوط اليوميّة ما زالت حتّى اليوم تحيط بهم وتكبّل نشاطهم المعتاد. والحلّ؟ ما هو الحلّ؟ هل من حلّ وسط مجتمعات منغمسة بالظلم واللّاعدالة؟

جرس الإنذار ما زال يُقرع مع ارتفاع أعداد اللّاجئين حول العالم. يهربون من الحروب والصراعات والأزمات حفاظًا على حريّاتهم أو إنقاذًا لأرواحهم، بحثًا عن فسحة أمان تضمّد جراحهم وتزرع في قلوبهم بصيص أمل يتوقون إلى التماسه.

الأمم المتّحدة حدّدت في رزنامتها يومًا عالميًّا للّاجئين والّذي يصادف في 20 حزيران/ يونيو من كلّ سنة. يوم مخصّص لتكريم شجاعة اللّاجئين وصمودهم وقدرتهم على مواجهة مرارة الحياة من أجل بناء حياة جديدة قوامها حقوق سُلبت منهم وشعارها كرامة يحلمون بها.

 

التضامن مع الّلاجئين

اختارت الأمم المتّحدة هذه السنة موضوع "التضامن مع اللّاجئين" لليوم العالمي المخصّص لهم. وأرادت تجديد النداء من أجل العمل وبذل الجهود في زمن تتزايد فيه وبشكل قياسي نسبة الأشخاص الّذين يرغمون على الفرار من ديارهم، وفي وقت بات الوصول إلى المساعدات الإنسانيّة صعبًا أو شبه معدومًا.

من هنا، يحثّ اليوم العالمي للّاجئين كلّ الدول والجهات المعنيّة والمنظّمات العالميّة على التحرّك العاجل والمضي قدمًا لتنفيذ تدابير مناسبة وملموسة. وذلك بغية دعم جميع من اضطرّوا إلى الهرب ومساندتهم من أجل استعادة كرامتهم وتخطّي كلّ المصاعب التّي تحيط بهم خصوصًا وأنّ اللّاجئين لا يطلبون إحسانًا وإنّما فرصة للإسهام في مجتمعاتهم.

لكن كيف يمكننا التضامن مع اللّاجئين؟ وما هي الخطوات العمليّة لتحقيق هذا الهدف؟

تشرح الأمم المتّحدة، بحسب ما جاء في موقعها، أنّ هذا التضامن يحمل معان عدّة أوّلها "إعلاء صوت اللّاجئين من خلال الإصغاء إلى قصصهم ونقلها إلى الآخرين لا سيّما الإضاءة على ما يملكونهم من قوّة وشجاعة ومواهب تتجاوز حدود النزوح".

في هذا السياق، تشدّد الأمم المتّحدة على "ضرورة بناء مجتمعات جامعة عبر تهيئة بيئات مرحِّبة تقدّم للّاجئين مساحة آمنة يجدون فيها من يصغي إليهم ويتفاعل معهم". وهذا ما يتيح لهم الفرص للتعبير عن أنفسهم والمساهمة الفعّالة والأيجابيّة في المجتمعات المضيفة.

كما تدعو الأمم المتّحدة، وفق ما حدّدت في موقعها، إلى "العمل المشترك من أجل السلام والدفاع عن حقّ الناس في التماس الأمان، وكذلك تسوية النزاعات، ودعم مستقبل مستدام طويل الأمد" .هذا إضافة إلى "مؤازرة العاملين في مجال الإغاثة الّذين يستمرّون بجهودهم وأداء واجبهم الإنساني في أقسى الظروف، حرصًا على أن تصل المساعدات إلى من هم بحاجة إليها".

 

رسالة إنسانيّة

المنظّمات الإنسانيّة تعمل بقدر المستطاع على مرافقة اللّاجئين وتأمين حاجيّاتهم بأسرع وقت ممكن رغم كلّ الظروف العصيبة الّتي تمرّ بها المنطقة والعالم، ناهيك عن القيود الّتي قد تعيق الوصول إلى هذه المساعدات.

بدوره، يسعى مجلس كنائس الشرق الأوسط منذ تأسيسه إلى تمكين الفئات الأكثر حاجة من دون أي تمييز أو خلفيّة دينيّة أو إجتماعيّة أو عرقيّة، وذلك من خلال برامج الخدمات الاجتماعيّة والإنسانيّة والتنمويّة الّتي ينفّذها على مدار السنة. وينطلق تبنّي المجلس لمختلف برامج الدياكونيا من الإيمان الراسخ بأنّ السيّد المسيح هو نفسه من أسسّ هذه الخدمة من خلال شفائه للأمراض الجسديّة والنفسيّة، وتساويه بالجائع والمريض والسجين والعريان.

في لبنان، تعمل دائرة الدياكونيا والخدمة الإجتماعيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط، كجهة فاعلة إنسانيّة لحماية المجتمع بطريقة شاملة للجميع من بينهم اللّاجئين. لذا تنفّذ برامج عديدة تهدف إلى وقاية المجتمع وتوعيته والاستجابة لأزماته والحالات الموجودة فيه.

تتضمّن هذه البرامج جلسات التوعية حول الصحة النفسيّة والجسديّة والعنف القائم على النوع الإجتماعي والّتي تُقام في مستوصف السيّدة العذراء التابع لمجلس كنائس الشرق الأوسط وفي المدارس ومراكز الإيواء. من دون أن ننسى جلسات التوعية المجتمعيّة أي التدريب الّذي يقوم به فريق مجلس كنائس الشرق الأوسط بغية تمكين فرق عاملة لنشر التوعية في مختلف المجتمعات.

هذا إضافةً إلى مرافقة الحالات الإجتماعيّة صحيًّا ونفسيًّا وقانونيًّا وتقديم الأدوية والاستشارات الطبيّة، وكذلك تقديم الحصص الصحيّة والغذايّة والمساعدات النقديّة المتعدّدة الإستعمالات.

 

أمام كلّ المساعي الجارية من أجل دعم اللّاجئين وفي ظلّ كلّ ضغوط الحياة ومآسيها، نسأل: هل المجتمعات المضيفة ما زالت قادرة على احتضان ضيوفها أو أبنائها رغم إمكاناتها الّتي قد تكون محدودة؟

سؤال تبقى إجابته في المجهول!  

Previous
Previous

الحرب أيضاً وايضاً

Next
Next

فيديو - مجلس كنائس الشرق الأوسط ينظّم دورة توعية صحيّة ودعم نفسي للسيّدات من الصم في دمشق