كلمة الإعلاميّة ليا عادل معماري، مسؤولة الإعلام ومنسّقة العلاقات الكنسيّة والإعلاميّة ومديرة منبر الكلمة في مجلس كنائس الشرق الأوسط
خلال المؤتمر الصحفي الّذي عقده المجلس لإطلاق الفضائيّة والمحطّة الإذاعيّة الجديدتين والعائدتين له
حضرة الامين العام لمجلس كنائس الشرق الاوسط البروفسور ميشال عبس المحترم
الاخوة والزملاء في الوسائل الاعلامية والمواقع الاعلامية المسيحية المسكونية
الأخوة والأخوات في مكاتب المجلس ودوائره كافة
الأخوة الزملاء في قسم الاعلام في المجلس
المشاهدون الكرام
وجّه يسوع تلاميذه وأرسلهم الى العالم، سلّمهم الرسالة قائلاً: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعلّموهم أن يحفظوا كل ما أوصيتكم به". إنها رسالة تبشيرية تحمل أعمق معاني الاعلام وأكثرها دقة، فللإعلام دور اساسي في تبليغ الكلمة. يمكن القول إذاً إن المسيحية استخدمت الإعلام منذ أقدم العصور واتخذته وسيلة ممتازة للتبشير بالكلمة.
أدركت الكنيسة، مع القرن العشرين، أهمية الاعلام وضرورة التعامل معه وفيه لإيصال رسالتها السامية في تقديم المسيح للأمم إلهاً مخلصاً؛ فاتخذت الكنيسة الاعلام وسيلة رئيسة فشكلت دوائر اعلامية وفوّضتها صلاحيات واسعة في سبيل بناء المجتمعات في العالم كله.
وبحسب المصادر ، في الارشاد الرعوي بشأن وسائل الاعلام، 1971، الفقرة 34 أشارت الكنيسة الى أن الانسان "يحتاج في عصرنا الى إعلام نزيه، منطقي، وافٍ ودقيق…" لذلك دعت الكنيسة الاعلاميين الى التحلي بالفضائل الآتية:
أ- المحبة: المحبة رأس الحكمة وأعظم الفضائل على الاطلاق، فهي القيمة الأكثر التصاقاً بالانسان وبحياته كعضو في الجماعة. وتقضي روح المحبة أن يتجاوز الاعلامي أنانيته عندما ينظر الى القضايا العامة المطروحة.
ب- البشارة والرسالة : تريد الكنيسة من الاعلامي أن يبشّر بالمسيح وعمل الله الخلاصي، وأن ينادي على السطوح بالبشارة، وأن يشهد للحق.
ج- الحقيقة: تريد الكنيسة من الاعلامي أن يضع لنفسه هدفاً رسولياً في الحياة، فلا يقتصر دوره على العمل الروتيني، وتطالبه بأن يتميّز بالصدق والدقة والحيادية والموضوعية وعدم التحيّز، فيكون أميناً للخبر ويعمل على توخي الحقيقة. وغير ذلك من الفضائل
نعم، أن دور الإعلام المسيحي في خضم المخاطر والمفاجآت هو أن يعطي شعبه القوة. لأنه يستطيع ا أن ينير متخطيا العوائق والسدود وهو مسؤول عن هذا الإرث المتراكم وعن واقع كنيسة اليوم الحيّة بشبابها ومسؤوليته تتخطى نقل الحدث إلى المساهمة في صناعته والعمل على تحسينه وتحصينه كي يليق بصورة وبهائها، ناهيك عن تسليطه الضوء على القضايا الإنسانية والمجتمعية بروح مسكونية جامعة هدفها الأول والأخير الإنسان.
كل ذلك، نعمل عليه اليوم من خلال وحدة الاعلام والتواصل في مجلس كنائس الشرق الأوسط.
فأسسنا منبر الكلمة في المجلس وهو صوت الكنيسة الجامع بمختلف القضايا الروحية المسكونية الإنسانية الاجتماعية والحوارية. والذي نتابعه اليوم بخطوة لم ولن تكن مستحيلة إنما كانت ممكنة وذلك بفضل نعم الرب والوزنات التي منحنا اياها لنستثمرها في حقله، لكن كل ذلك لم ولن يكتمل لولا ثقة الأخوة في المجلس وعلى رأسهم الأمين العام البروفسور ميشال عبس، والدعم التقني والمعني من قدس الأخ نور ومحطة تيلي لوميار مشكورة والتي سبقتنا في أشواط في هذه الرسالة .
نعم نحن رسل، والرسالة لا تكتمل الا بمد جسور التعاون مع كل الزملاء في الوسائل الاعلامية والمواقع الاعلامية المسيحية المسكونية التي تعنى بنشر كلمة الإنجيل الى أقاصي الأرض. واليوم نطلق البث الفضائي والاذاعي عبر موجات خاصة نعلنها على صفحات المجلس ليصار الى متابعتها والتي ستكون مسكونية، وستتناول برامج روحية، حوارية، ثقافية، فكرية، اجتماعية، شبابية، تنشئة مسيحية وثائقيات، برامج تعنى بالعائلة بالأطفال وقضايا مجتمعية، اخبار الكنائس والمناسبات والأعياد الكنسية، على أن يجري تطويرها وفقا لإنتاج فريق وحدة التواصل والاعلام في المجلس، وتعاون وتضافر الجهود من قبل الأخوة الزملاء الاعلاميين ومسؤولي وسائل الإعلام المسيحية والمواقع الخاصة بها.
لذلك، نضيء اليوم السراج، ونعلي راية الشعلة الاعلامية معا يدا بيد من منطلق الشهادة المسيحية المشتركة لنكون صوت المسيح في هذا العالم. صوت المحبة والانسانية والعدالة.
المنبر هو للجميع وفضائية واذاعة المجلس هي لكل انسان آمن ويؤمن بهذه الرسالة ويضع لنفسه هدفا رسوليا في الحياة .
ختاما، نحن في بداية الطريق، وسنعمل معا على تحقيق الأهداف السامية والمرجوة.
شكرا من القلب لثقة الجميع ولكل من ساعد ونظم وعمل في سبيل إنجاح هذا الحدث الاعلامي التاريخي في تاريخ مجلس كنائس الشرق الأوسط مع تتويج عامه الخمسين.