قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في فترة راحة صيفيّة مع نشاط مستمرّ
كاستل غاندولفو والفيلّات البابويّة: إرث كنسي تاريخي وواحة راحة وهدوء
إعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط
من حاضرة الفاتيكان إلى كاستل غاندولفو، ومن زحمة الاجتماعات والملفّات والقضايا الكنسيّة والاجتماعيّة الطارئة إلى فسحة راحة وتأمّل وهدوء، انتقل قداسة البابا لاوُن الرابع عشر من مقرّ إقامته في الكرسي الرسولي إلى الفيلّات البابويّة في كاستل غاندولفو.
هناك حيث يقضي فترة راحة صيفيّة من الأحد 6 تمّوز/ يوليو، بحسب البيان الصادر عن محافظة البيت البابوي، حتّى 20 تمّوز/ يوليو، وسيعود إلى هذا المكان البابوي الصيفي لفترة قصيرة في منتصف شهر آب/ أغسطس المقبل.
ومنذ هذا الإعلان واسم كاستل غاندولفو أصبح متداولًا على مواقع التواصل الإجتماعي الّتي تتابع لحظة بلحظة نشاط الحبر الأعظم وصلواته في المقرّ الصيفي الإيطالي.
واللّافت أنّ من خلال ذهابه إلى هذه البلدة، يعيد البابا لاوُن الرابع عشر إحياء تقليد الباباوات الّذين يغادرون الفاتيكان من أجل قضاء عطلة صيفيّة. علمًا أنّ قداسة البابا فرنسيس الراحل قد أوقف هذا التقليد مفضّلًا قضاء العطلة في مقرّ إقامته في "كازا سانتا مارتا".
والجدير ذكره أنّ البابا فرنسيس كان قد حوّل الفيلّات البابويّة في العام 2016 إلى متحف فُتحت أبوابه أمام الزوّار الّذين يستطيعون تذوّق المنتجات الزراعيّة المحليّة من أراضي الفيلّات. أمّا في العام 2013، فأنشاء البابا فرنسيس في كاستل غاندولفو "قرية لاوداتو سي"، كمبادرة فعليّة لتعزيز التربية البيئيّة، حيث زارها البابا لاوُن الرابع عشر في نهاية شهر أيّار/ مايو.
لكن ماذا عن كاستل غاندولفو؟ وما هي ميّزات الفيلّات البابويّة؟
في الواقع، تبعد هذه البلدة نحو 15 ميلًا أو 24 كيلومترًا جنوب شرق العاصمة الإيطاليّة روما، وترتفع حوالي 1400 قدم عن سطح البحر، ما يجعلها مكانًا مناسبًا بعيدًا عن حرارة الصيف. كما تطلّ البلدة على مناظر خلّابة للبحيرة الزرقاء العميقة، ويُطلق بعض الزوّار عليها اسم "غرفة انتظار الجنة" أو anticamera del paradiso بالإيطاليّة.
وبحسب المصادر، "بُنيت الفيلات البابويّة في كاستل غاندولفو على أنقاض فيلا الإمبراطور الروماني دوميتيانوس القديم (81-96م)، والمعروفة باسم "ألبانوم دوميتياني". وفي العصور الوسطى، شيّدت عائلة غاندولفي قلعة على الأنقاض، ثمّ انتقلت ملكيّتها لاحقًا إلى عائلة سافيلي حتّى عام 1596. وفي نهاية المطاف، صادرت المحكمة الرسوليّة الملكية من عائلة سافيلي بسبب ضائقة ماليّة. وفي عام 1604، أُدمجت كاستل غاندولفو ضمن ممتلكات الكرسي الرسولي".
بعد محطّات تاريخيّة عدّة، شهدت كاستل غاندولفو والفيلّات البابويّة إجراءات وتغيّرات وتحديثات قانونيّة وتقنيّة وفنيّة مختلفة. ومع مرور السنين، أصبحت هذه الفيلّات تمتدّ على مساحة 55 هكتارًا، وتضمّ في أجزائها القصر الرسولي، فيلا باربيريني، وفيلا سيبو، وكذلك حدائق إيطاليّة متنوّعة، وقاعات تاريخيّة عدّة.
هذا إضافةً إلى الشرفة المطلّة على الساحة والّتي أصبحت، بحسب المصادر، "رمزًا في الذاكرة الجماعيّة لكونها شهدت الظهور العلني الأخير للبابا بندكتس السادس عشر بعد تخلّيه عن الخدمة البطرسيّة، حيث أمضى شهرًا تقريبًا هناك قبل أن يعود إلى دير "أم الكنيسة" في الفاتيكان".
ومع مواصلة نشاط البابا لاوُن الرابع عشر في كاستل غاندولفو، تبقى أبواب المتحف مشرّعة أمام الزوّار مع بعض التغييرات في مواعيد الزيارات وفقًا لبرنامج قداسته خصوصًا أيّام الآحاد خلال صلاة التبشير الملائكي، إضافةً إلى حديقة ديل مورو والحديقة السريّة. كما يمكن للزوّار استكشاف بعض الأماكن المغلقة عادة حيث تعكس الحياة الخاصّة للبابوات مثل كنيسة أوربان الثامن الصغيرة وقاعة البلياردو وقاعة الموسيقى.