كلمة امين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس

في لقاء استقبال وتمنيات مع فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية

العماد جوزاف عون المحترم

القصر الجمهوري – بعبدا

28.07.2025

English

فخامة الرئيس،

بفرح وامل نزوركم اليوم، نحن وفد مجلس كنائس الشرق الأوسط، المؤلف من الأمناء العامين، ومسؤولي الوحدات المركزية في المجلس.

كان بودنا ان يتقدمنا رؤساء المجلس الأربعة، نيافة الانبا انطونيوس، وغبطة البطريرك يوحنا العاشر، وسيادة القس الدكتور بول هايدوستيان، وغبطة البطريرك رفاييل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان، وبعض أعضاء اللجنة التنفيذية، ولكن سفر البعض، وقصر الحيز الزمني بين يوم التبليغ ويوم الزيارة حالا دون ذلك. لا بد ان نستعيض عن ذلك بزيارتكم جميعاً خلال اجتماع اللجنة التنفيذية القادم، الذي سوف يعقد في لبنان في بداية شهر كانون الأول. الجدير ذكره ان زيارة رئيس البلاد هو تقليد معتمد في المجلس عند عقد اجتماع لجنته التنفيذية في احدى دول تواجد الكنائس الأعضاء.

يبدأ مجلس كنائس الشرق الأوسط الخمسين الثانية من عمره الذي نريده مديدا، وهو مؤسسة إقليمية مرخصة في بيروت ويضم 21 كنيسة منتشرة في كافة دول الشرق الأوسط، وموزعة على عائلات كنسية أربعة حسب لاهوتها.

للمجلس مكتب رئيسي في لبنان، ومكاتب في الشام، في دمشق ودرعا وحلب، ومكتب في الأردن، في عمان، ومكاتب في القدس والناصرة وغزة، ومكتب قيد إعادة الافتتاح في مصر، في القاهرة، ومكاتب قيد التخطيط لإعادة الفتح في العراق وقبرص.

منذ نصف قرن والمجلس يعمل في شتى المجالات التي تخدم المجتمع وتقرب الناس من بعضها البعض، واولها الكنائس، وكان السبّاق في إطلاق الحوار بين الأديان والاثنيات، كما يعمل في مجالات التنمية، بجميع ابعادها، والتربية، والبيئة، والشبيبة، والاعلام، وكان السباق في طرح قضايانا في المحافل الدولية، ومازال يخدم اللاجئين الفلسطينيين، وكل مشردي الشرق الأوسط. كذلك عمل المجلس في مجال البحوث الاجتماعية والتطوير الفكري، وهو في حرب مستمرة على التعصب والتمييز العنصري، وخطاب الكراهية، وابلسة الجماعات لبعضها البعض، وهذا البعد الأخير هو موضوع حوار مع معالي وزير الاعلام لتنسيق حملات التوعية مع الدولة اللبنانية. ان مسكونيتنا كمجلس كاملة، وتشمل كافة مكونات المجتمع، لان المسيحيين يحيون بالإخاء ليس فقط مع بعضهم البعض، بل مع مواطنيهم من مختلف الأديان والاتجاهات المذهبية، لأنهم يؤمنون بوحدة المجتمع والاخوة الانسانية.

بفضل شبكات تواصله المسكونية وغير المسكونية، المترامية الأطراف، يستطيع المجلس إيصال صوت بلداننا الى كل اصقاع المعمورة، عبر نشراته وعلاقاته الوثيقة. كما يتمتع المجلس بمصداقية عالية على ضوء الحرفية والشفافية التي يعمل بموجبهما والتين تطبعان عمله وسمعته.

نحن مؤسسة بعيدة عن السياسة، ولكننا معنيين بمصائر اوطاننا، لذلك كنا مهتمين ان يصير للبنان رئيس جمهورية من ذوي التاريخ المؤسساتي الصلب، لان هذا جل ما يحتاجه لبنان، وهذا ما حصل عند انتخابكم، على ضوء تجربتكم اللامعة في قيادة مؤسسة الجيش في أحلك الظروف. يومها قلت للزملاء، وكنا نتابع معا الانتخابات من المكتب عبر الاعلام، قلت لهم "لقد انقذت الجمهورية".

سدد الله خطاكم في إعادة المؤسسات الى ديناميتها الضرورية، ومأسسة الأنشطة التي تحتاج الى ذلك، وهذا يعني لنا الكثير لأننا مجلس يؤمن ويعمل انطلاقا من الذهنية المؤسساتية.

اما كونكم رئيس للجمهورية ينتمي الى الدين المسيحي في العالم العربي، فهذا امر يعني لنا الكثير أيضا، نحن المؤسسة المسيحية المسكونية المنفتحة، بمعنى ان يرى العالم اننا في لبنان واحد امام الخالق، وان مسيحيتنا هي مع الغير ومن اجل الغير، وليست موجهة ضد الغير، وهذا الامر واضح أيضا في قيادتكم لمؤسسة الجيش اللبناني المباركة.

فخامة الرئيس،

ان مجلس كنائس الشرق الأوسط يضع ما اوتي من طاقة وموارد في خدمة مجتمعاتنا في المنطقة من اجل نموها وتماسكها الاجتماعي، وهو مستعد للتعاون مع المؤسسات الحكومية لما فيه خير ومصلحة البلاد والعباد. ان الخبرات التي يكتنزها الفريق العامل كبيرة، ولن يتردد لحظة في وضعها في خدمة الكنيسة والمجتمع عبر الدولة، التي تشكل ضمانة للجميع.

نتطلع معكم الى لبنان معافى، متماسك، خال من الفساد، يشكل نموذجا يقتدى، لان لبنان الرسالة، لبنان نطاق ضمان الفكر الحر، لبنان الحريات والابداع، يبقى الملهم في محيط يحبه ويحترمه هو بذلك يكون قد أدى، بقيادتكم، رسالته التي من اجلها أنشئ والتي هي سبب وجوده.

لبنان الدور، لبنان النموذج، لبنان القدوة، هذا ما نتوقعه خلال عهدكم.

والله ولي التوفيق ويده مع الجماعة.

Previous
Previous

فيديو - إبادة المكان

Next
Next

وفد مجلس كنائس الشرق الأوسط في زيارة إلى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزف عون