عيد إنتِصاف الخَمسين

الأربعاء الواقع في ١٤ أيّار

ليس هُناك من سنكسار بالمعنى المُتَعارَف عليه لعيد "إنتصاف الخمسين"، لأنه يستند إلى فكرة لاهوتية نستخلصها من إنجيل يوحنا (اللاهوتي). إذ نرى أنّه بعد أن "أقام" (شفى) الرّب يسوع المُخَلَّع عِندَ بِرْكة "بيت الرَحمة"، حنق عليه الكتبة والفرِّيسيون بحِجَّة أنّه خَرَقَ وصِيَّة "حِفظ يوم السبت"، وصَمَّموا على التَخَلُّص منه. فتوارى عن الأنظار، وذهب إلى الجليل، حيث تابع كرازته للجموع (أحياها بالكلام الخارج من فم الله) وأطعمها مُكَثِّراً الخبز والسمك (أحياها بالطعام الأرضي). لكنَّه عاد إلى أورشليم عند إنتصاف "عيد المَظال"، وصعد إلى الهيكل وأخذ يُعَلِّم. وتعجَّب اليهود من كلامه، مُتسائِلين مِن أينَ له هذا العِلم كلّه، وهو لم يتعلَّم أصلاً. لكنه بَكَّتَهُم على عدم إيمانهم، وعلى نِيَّتهم بقتله، تحت حِجَّة إبرائه للمُخَلَّع في يوم السبت... ونقرأ في هذا اليوم الإنجيل بحسب يوحنا (7: 14-30).

فهذا العيد هو ببساطة يوم الأربعاء الذي يقع بعد 25 يوم من الفِصح وقبل 25 يوم من العَنصَرَة.

ولِفِهم هذا العيد يُساعدنا المقطع الإنجيلي الذي يُقرأ في هذا اليوم (يو14:7-30). وهو يتحدث عن انتصاف عيد المَظال اليهودي الذي يَقِفُ فيه السَيِّد ويُعَلِّم، وتعليمه هذا خَلَقَ استغراباً بين سامِعيه أهذا هو المسِيَّا أم لا؟ هل تعليمه مِن الله أم لا؟ موضوع جديد بالنسبة لَهُم. فالمسيح هو المُعلِّم الذي لم يتعلَّم عند أحد وهو مُمتَليء حِكمةً وهي حِكمة الله الظاهِرة في العالم.

من هذا الحديث الحواري بين السيد من جهة واليهود من جهة ثانية والذي تَمَّ في المجمع وحديثه للمرأة السامرية ( يوحنا ٤ ) استلهم الكُتّاب الكَنَسيّون تسابيح هذا العيد، وفي اليوم الأخير العظيم مِن العيد وقَفَ يسوع ونادى قائلًا: "إن عَطِشَ أحد فليقبل إليّ ويشرب. من آمَنَ بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حي". قال هذا عن الرّوح الذي كان المؤمِنون به مُزمَعين أن يقبلوه، لأن الرّوح القدس لم يكن قد أُعطي بعد، مؤكِداً بأنَّ هذا الذي يُعَلِّم في المَعبَد وسط مُعَلِّمي الشعب اليهودي، في انتصاف العيد، هو المَسيّا المُخَلِّص وهو المسيح كَلِمَة الله ذو الحِكمة الإلهية.

طروبارية عيد انتصاف الخمسين.

في انتصافِ العيدِ اسقِ نفسي العَطشى، من مياهِ العِبادَةِ الحسَنةِ أيُّها المُخلّص. لأنَّكَ هَتَفتَ نحو الكلِّ قائلاً: منْ كان عطشاناً فليأت إليَّ ويشرَب فيا يَنْبوعَ الحَياة أيُّها المسيحُ الإلهُ المجدُ لك.

المسيح قام... حقاً قام

Previous
Previous

فيديو - التعصّب

Next
Next

بين حلم السلام في العالم وصون كرامة الإنسان