كنائس لبنان ومجلس كنائس الشرق الأوسط وجماعة تايزيه تطلق "اللقاء المسكوني العالمي للشبيبة" من بيروت

د. ثريا بشعلاني: سيدرك الشباب أن المكوِّن المسيحي يُسهم في بناء كرامة الإنسان وحرية المعتقد والانتماء الدينيّ والعرقيّ والثقافيّ
المونسنيور توفيق بو هدير: في هذا اللقاء ستعيش الشبيبة اختبار “الغنى في التنوع” وستكتشف ان ما يجمعها اكثر مما يفرقها
الأخ إميل: مؤسس جماعة Taizé زار لبنان لأول مرة عام 1975 ليزور عائلة غصيبة كيروز

تحتضن بيروت “اللقاء المسكوني العالمي للشبيبة” بدعوة من كنائس لبنان ومجلس كنائس الشرق الأوسط مع جماعة تايزيه Taizé  المسكونيّة الفرنسيّة، من 22 إلى 26 آذار  2019، تحت عنوان “الصدّيق كالأرز في لبنان ينمو”. أعلن عن هذا الحدث الأول من نوعه في لبنان والشرق الأوسط في مؤتمر صحفي عقد اليوم في 12 آذار 2019 في مركز واجهة بيروت البحرية SEASIDE ARENA – (البيال سابقًا).

المونسنيور توفيق بوهدير
وبحضور عدد كبير من ممثلي كنائس الشرق الأوسط ومشاركة إعلامية لافتة إفتتح المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني ثم كلمة ترحيب من عريفة الحفل الإعلامية أوغيت سلامة تلاها كلمة المونسنيور توفيق بو هدير منسّق اللجنة التنظيمية أكد فيها أن اللقاء المسكوني الأول في لبنان والشرق الأوسط سيتيح لنحو 1600 شاب وشابة بين 18 و 35 عامًا من لبنان و43 بلدًا من العالم أن يعيشوا إختبار الروح المسكونية وأضاف ” ليس هذا اللقاء لقاء تقليديًا لأن ما يميزه هو اللجنة المركزية المنبثقة عن كل كنائس الشرق الأوسط دون استثناء: تم انتداب أعضائها من قبل غبطة البطاركة ورؤساء الكنائس، بالاضافة الى 25 لجنة عمل مصغّرة اجتمعت  منذ انطلاق التحضيرات من حوالي العام وكان كل من فيها قلبًا واحدًا ويدًا واحدة، متضامنين حتى النهاية من اجل انجاح اللقاء، مؤمنين باهمية الحدث المسكوني. لقد عاشوا واختبروا معًا ان لا خوف في المحبة (يوحنا: 4، 18).”
وتابع بو هدير “أكثر من 200 شاب وشابة من الحركات الكنسية والكشفية تطوّعوا للخدمة، وستستضيف العائلات اللبنانية الشبيبة الوافدة من الخارج ليس للمنامة فقط ولكن ايضًا لتبادل الخبرات والثقافات.
وختم ” بهذا اللقاء ستعيش الشبيبة اختبار “الغنى في التنوع” وستكتشف ان ما يجمعها هو اكثر بكثير مما قد يفرقها ، لذا سينضم اليهم شبيبة من الطوائف المسلمة في 25 آذار في إحتفال مشترك لمناسبة العيد الوطني الموحّد لبشارة العذراء في وسط بيروت”.

ثم كان عرض لفاعليات اللقاء وروحيته وأبعاده مع ممثلين عن مختلف العائلات الكنسية فتكلمت الدكتورة ريما نصرالله عن برنامج اللقاء وبعده الروحي، تلاها الأب نعمة صليبا بكلمة حول الانفتاح والعمل المسكوني الذي هو في صلب الشهادة المسيحية بين الشباب المسيحي وفي علاقتهم أيضًا مع الشباب المسلم. أما البُعد العالمي وانفتاح الشباب على الحوار وقبول الآخر فكان محور مداخلة للارشمندريت هرانت طاهانيان.

الأخ إميل من جماعة تايزيه Taizé
وبعد عرض الفيلم الترويجي للقاء كانت كلمة للأخ إميل عن رسالة الصلاة المسكونية لجماعة تايزيه الرهبانية المسكونية Taizé  وعلاقة الجماعة بلبنان والهدف من هذا اللقاء، عارضًا لتاريخ هذه العلاقة منذ بدايات الحرب اللبنانية مع مؤسس الجماعة الأخ روجيه  قال “في عام 1982، زار الأخ روجيه، مؤسس جماعة تايزيه Taizé، لبنان. كان قد وعد الشباب اللبنانيين الذين ذهبوا إلى تايزيه في فرنسا قبل بضع سنوات أنّه سيزورهم. وقد أُتيحت لي الفرصة لمرافقته في هذه الزيارة التي تركت في نفسي أثرًا عميقًا.
لقد دفع سبب آخر، يتجاوز حدود الصداقة، الآخ روجيه إلى زيارة لبنان. إذ أراد أن يلتقي بعائلة شاب لبناني، قُتل في 25 كانون الأول/ديسمبر 1975. كان قد ترك هذا الشاب غصيبة كيروز رسالة إلى عائلته قبل الانطلاق من قريته الأصلية نبحا في البقاع. كان لدى غصبية شعور بأنّه قد يتعرّض للقتل، ولذلك كتب إلى عائلته: “أطلب  منكم أمرًا واحد: أن تغفروا لمن قتلوني”. وقد أُرفق هذا الطلب بطلبٍ آخر، ورد في كلمة يكرّرها ثلاث مرات متتالية، كشرطٍ أساسي بالنسبة له ليكون هذا الغفران ممكنًا: “صلوا، صلوا، صلوا”. وبعد التكرار الثلاثي لهذه الكلمة، “أحبّوا أعداءكم”.
رأى الأخ روجيه في طلب غصيبة كيروز هذا وفي الإيمان الذي جعل ذلك ممكنًا، الأمل الذي يمكن أن يمنح لبنان مستقبلاً. ولكن الأخ روجيه رأى أيضاً في هذا المثال اللبناني ضوءاً قادراً على إلقاء الضوء على أوضاع إنسانية أخرى في أجزاء أخرى من العالم.


د. ثريا بشعلاني
وإختتم المؤتمر بكلمة للأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ثريا بشعلاني حول دور المجلس في تفعيل الروح والعمل المسكوني بين الشبابقالت ” إن هذا اللقاء هو أكثر من لقاءٍ عابرٍ. إنه حدث روحيّ شبابيّ يصبو إلى ترسيخ الإيمان والرجاء والوحدة بين الشباب المسيحي، عبر غِنى تنوّع انتمائهم الكنسي والوطني. كما يصبو إلى تثبيت حضورهم ورسالتهم المسيحية في الشرق الأوسط، إذ إنهم سيدركون أكثر فأكثر أن هذا الحضور المسيحي هو جزء لا يتجزأ من تاريخ الشرق الأوسط وحاضره ومستقبله، وأن المكوِّن المسيحي يُسهم في بناء كرامة الإنسان وصون حرية المعتقد والضمير وحرية الانتماء الدينيّ والعرقيّ والثقافي”ّ.
وتابعت “لأن مجلس كنائس الشرق الأوسط يعمل منذ تأسيسه في العام 1974 على تحفيز وحدة التنوع ودور الشباب ورسالتهم الأساسية في بناء الكنيسة والمجتمعات والأوطان، يقوم اليوم، مع الكنائس في لبنان وجماعة تايزيه، بتنظيم هذا اللقاء المسكوني العالمي. إننا نؤمن بأن للشباب الحاضر والمستقبل وبأن لهم الحق بالعيش بحرية وكرامة. ونؤمن أيضاً بأن لقاءهم هذا هو تعبير عن هذا الحق”.
يمتد اللقاء من ٢٣ إلى ٢٥ آذار 2019،  على أن يكون بعد ظهر الجمعة ٢٢ آذار موعد وصول الوفود الى بيروت، ومساء الثلاثاء ٢٦ آذار موعد مغادرتها.

تتمّ استضافة المشاركين من خارج لبنان في منازل العائلات المضيفة والمتتطوّعة للاستقبال من مختلف الكنائس، في منطقة بيروت الكُبرى وجوارها. ويتوّزع نشاط ما قبل الظهر على 25 مركزًا في رعايا المنطقة نفسها، أي في قُطر يبعُد حوالي 45 دقيقة من وسط بيروت، وتُقام في هذه المراكز صلوات الصباح والمواضيع الروحية وتبادل الخُبرات.

أمّا بالنسبة للنشاطات المركزيّة، فستجري في وسط بيروت بعد ظهر كلّ يوم من أيام اللقاء، حيث تتوزّع المشاغل وورش العمل على مختلف الكنائس في المنطقة وتُرفَع الصلوات الإحتفالية المسكونية الكُبرى مساء في مركز واجهة بيروت البحرية SEASIDE ARENA – (البيال سابقًا).

 للإطلاع على مزيد من التفاصيل، يُرجى زيارة الموقع الرسمي وصفحة فيسبوك الخاصة: https://www.facebook.com/TaizeLebanon2019

Previous
Previous

بعثة من الكنيسة الدانماركيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط

Next
Next

"اللقاء المسكوني العالمي للشبيبة"