نداء مشترك تجاوبًا مع المبادرة العالمية “للأخوّة الإنسانيّة”

نصلّي معًا في 14 أيّار/ مايو 2020

قام فريق عمل مستوصف السيّدة العذراء في منطقة السبتيّة - لبنان، والتّابع لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بمساعدة 400 عائلة من العائلات المعوّزَة من الجنسيّات اللّبنانيّة والسوريّة والعراقيّة لمواجهة خطر العدوى من فيروس كورونا.

إضغط على العنوان لمشاهدة الفيديو

تتواصل أنشطة دائرتي الدياكونيا وخدمة اللاجئين الفلسطينيين في خدمة الانسان الأضعف والأفقر، لا سيما في خلال هذه المرحلة الاستثنائية مع خطر جائحة فيروس كورونا وانتشار عدوى كوفيد 19 وتداعياتها الإقتصادية والإجتماعية في منطقة الشرق الأوسط.

عمل فريق مجلس كنائس الشرق الأوسط على ترميم دورات مياه لثلاث مدارس في ريف دمشق ومدرسة في محافظة حلب، بهدف توفير بيئة مدرسيّة صحيّة للطلاب، واستفاد من أعمال الترميم 2462 من طلاب وإداريين.

على الرغم من تفشّيه بشكل خطير حول العالم، لم يقف فيروس كورونا المستجّد (كوفيد 19) حاجزًا أمام دائرة الشؤون اللّاهوتيّة والعلاقات المسكونيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط وتابعت أعمال مسار "الحضور المسيحي في الشرق الأوسط نحو ميثاق كنسي عالمي" إلكترونيًّا. فبعد أن كان مقرّرًا تنفيذ الحلقة الإستشاريّة الخامسة من هذا المسار بين 12 و14 آذار/ مارس الفائت في مصر، قرّرت اللّجنة المنظّمة تغيير شكل الإجتماع بدل إلغائه.

عقد رؤساء مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلات الكنسيّة الأربع اجتماعًا افتراضيًّا لهم، بسبب ظروف الحجر الصحّي في مواجهة جائحة كورونا، بدعوة من الأمينة العامة للمجلس د. ثريا بشعلاني.

ما من شكّ أن معدّل العدوى بفيروس كورونا انخفض خلال الأيّام الماضية ما انعكس بصيص أملٍ لعالم ينتظر بفارغ الصبر رؤية النور في نهاية النفق. فبعد أن فرضت دول بأكملها حظر تجوّل شامل وأغلقت معظم الدول حدودها البريّة والبحريّة وأقفلت مطاراتها محاولةً الحدّ من انتشار الوباء، لا يمكن إلّا أنّ نقرّ أنّها نجحت في مهمّتها حتى الآن. ولكن على الرّغم من هذه "البشرى السارّة" والجهود الجماعيّة التي تبذل لمحاربة هذا الفيروس الفتّاك، حذّر برنامج الأغذيّة العالميّ من أنّ وباء كورونا، يهدّد بكارثة إنسانيّة عالميّة ومجاعة تطال الملايين ما لم تُتّخذ إجراءات عاجلة وفعّالة للتصدّي للوضع الخطر.

نداءُ محبة وتلاقي مع مجتمعات اللاَّجئين والنَّازحين

في وقفة أخلاقيّة وإيمانيّة، تداعى مجلس كنائس الشرق الأوسط، مؤسّسة أديان، معهد عصام فارس للسياسات العامّة والشؤون الدوليّة في الجامعة الأميركية في بيروت والمفوضيّة العليا لشؤون اللّاجئين في لبنان، وتداولوا في ما فرضته أزمة جائحة كورونا (كوفيد 19) على مجتمعات اللّاجئين والمجتمعات المضيفة، مع الحاجة لترسيخ التّعاضد قاعدة أساسيّة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة، وقد صدر عنهم مجتمعين نداءًا مشتركًا

في ظلّ تفشّي جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، قام فريق عمل مستوصف السيّدة العذراء في منطقة السبتيّة - لبنان، والتّابع لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بمساعدة 400 عائلة من العائلات المعوّزَة من الجنسيّات اللّبنانيّة والسوريّة والعراقيّة لمواجهة خطر العدوى من الفيروس، وذلك من خلال توزيع مجموعة من اللّوازم الصحيّة والوقائيّة على هذه العائلات، بالإضافة إلى مجموعة من الإرشادات المصوّرة للتوعية على كيفية الحد من انتشار الفيروس.

من ضمن إجراءات الوقاية والحماية من فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد 19)، ومن خلال رسالة مجلس كنائس الشرق الأوسط بالعمل في خدمة المجتمع وصحة أبنائه، قامت دائرة الخدمة الدياكونية في المجلس (مكتب سوريا) بتصنيع 5000 كمّامة وفق المواصفات المطلوبة للوقاية.

ضِمن إطار التصدّي لانتشار جائحة فيروس كوفيد 19 في مناطق عدّة من العالم منها منطقة الشرق الأوسط، ومع ازدياد حالات الإصابة في المناطق التي تعاني أصلا من تداعيات اقتصاديّة واجتماعيّة وأمنيّة وصحيّة خطيرة مثل سوريا ولبنان، وبهدف التخفيف من معاناة المتضرّرين من هذه الجائحة العالميّة، يُطلق مجلس كنائس الشرق الأوسط نداء مساندة إنسانيّة لمساعدة الأكثر ضعفًا من خلال تأمين المواد الملّحة التي تحتاجها العائلات المستهدفة بما في ذلك الحاجات الصحيّة الضروريّة.

عمل فريق مجلس كنائس الشرق الأوسط في سوريا على مساندة مربي الأبقار ومصنعي وبائعي منتجات الحليب، في تسع مناطق مختلفة من محافظة درعا، وذلك في اطار مشروع الثروة الحيوانيّة، الذي استفادت منه 460 عائلة، وشمل توزيع 2 طن من العلف المدعّم بالأملاح المعدنية وأوعية حليب مصنوعة من الستانلس ستيل سعة 20 ليتر، على 400 من رعاة المواشي الذين يملكون 900 رأس من الأبقار.

بعد أن وجّه الأمين العام للأمم المتّحدة السيد أنطونيو غوتيريس في 11 نيسان/ أبريل 2020، رسالة الى الرؤساء الروحيّين والمرجعيات الدينية حول العالم، يحثّهم فيها في زمن الفصح المجيد ومع حلول شهر رمضان الكريم، على توحيد الجهود من أجل السلام والتضامن في المعركة المشتركة لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجّد (كوفيد 19)، ردّت الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ثريا بشعلاني على غوتيريس برسالة، ثمنّت فيها هذه المبادرة التي كان لها الوقع الطيّب على مجلس كنائس الشرق الأوسط وعلى كُلِّ الشركاء في المسؤوليَّة من كُلِّ المنظَّمات الدّينيَّة كما كُلِّ المرجعيَّات الدّينيَّة من كُلِّ الأديان.

وزّع فريق مجلس كنائس الشرق الأوسط بذار الشعير على الفلاحين في محافظة درعا، بهدف دعم القطاع الزراعي في المحافظة، وتكفي البذار الموزّعة لزراعة 1.5 هكتار من الأرض لكل مستفيد. كما عمل فريق المجلس على تغطية تكلفة حراثة الأرض وزراعة البذار للمستفيدين الذين بلغ عددهم 600 عائلة.

مجلس كنائس الشرق الأوسط وفي إطار مسؤوليته الاجتماعيّة يشارك في نشر الوعي الطبي والوقاية من انتقال العدوى باعتماد تقارير ومنشورات منظمة الصحّة العالمية وغيرها من المراجع الرسمية العالمية الموثوقة.

الأمينة العامّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ثريّا بشعلاني ضيفةً الأب نقولا رياشي في برنامج "ساعة من وقتك" على شاشة تيلي لوميار ونورسات، حيث أضاءت على موقف مجلس كنائس الشرق الأوسط خلال هذه الظروف العسيرة والطّارئة النّاتجة عن تفشّي فيروس كورونا، وأشارت إلى البيان المشترك العالميّ الصادر عن مجلس الكنائس العالمي والأمناء العامين للمنظّمات المسكونيّة العالميّة.

زمن المسيحيّة الرعويّة النبويّة والعمليّة

نحن ممثلي المنظّمات المسكونيّة الإقليميّة ومجلس الكنائس العالميّ، نواجه التحدّيات عينها التي تواجهها مجتمعاتنا حول العالم بسبب جائحة فيروس كورونا المستجدّ (COVID-19). لذلك ندعو العالم أجمع إلى إعطاء الأولويّة القصوى لمعالجة هذا الوضع المستجّد، والمساعدة بكل الطرق الممكنة، وتوحيد الجهود لحماية البشريّة والحفاظ عليها.

لأننا نؤمن أن الأزمنة الصعبة لا بد أنّ تعزّز الروح المسكونيّة ونشر الأمل والإيمان، يتوحّد مجلس كنائس الشرق الأوسط مع العالم ويتأقلم مع الظروف الاستثنائيّة التي فرضها انتشار وباء كورونا المستجّد، وذلك عبر إعادة تحديد الأولويات والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، مع مهلٍ زمنيّةٍ واضحةٍ وعن كثب لتثبيت تطوّر العمل وتقييمه.

دفعت حال الطوارئ الناتجة عن تفشيّ فيروس كورونا، المنظمّات المسكونيّة الإقليميّة إلى مضاعفة جهودها من أجل مساعدة وإنقاذ جميع المجتمعات في كافّة أنحاء العالم، مع العمل معًا لبناء الجسور بين الكنائس.

ببركة رؤساء مجلس كنائس الشرق الأوسط، وفي زمن الصوم وتفشّي وباء كورونا المستجّد الذي يهدّد البشرية جمعاء، يتوجه مجلس كنائس الشرق الأوسط بهذا النداء الى الكنائس الأعضاء وذوي الإرادة الصالحة كافة.