كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني في القدّاس الإلهي عقب تقديس الميرون والغاليلاون بوادي النطرون

159477334_3896184347086341_8165540799166755581_o.jpg

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وإلى الأبد آمين.


نشكر إلهنا الصالح الذي أتى بنا إلى هذه الساعة المقدسة، وأود ونحن في ختام هذا الأسبوع الحافل بالمناسبات الكنسية أن أقدم شكرًا بالغًا لكل الآباء المطارنة والأساقفة الذين حضروا من أماكن متعددة من داخل وخارج مصر ليشتركوا في أفراح هذا الأسبوع. هذا الأسبوع أسبل الله علينا نعم كثيرة وأعطانا من فيض محبته، بدأنا المجمع المقدس يوم الخميس الماضي وقبلها اللجان المجمعية، ولم نتقابل قبلها لسبب ظروف الجائحة منذ شهر يونيو ٢٠١٩ كانت آخر جلسة للمجمع المقدس.


ويوم السبت والأحد الماضيين فرحنا بتجليس اثنين من الأحبار الأجلاء وسيامة ٧ من الأساقفة لينضموا كأعضاء في المجمع المقدس. وكانت فرحتنا كبيرة أن تقام تلك الصلوات في كاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الجديدة، وكانت فرحتنا كبيرة أن تدق أجراس هذه الكاتدرائية لأول مرة وهذا تاريخ يجب أن يُحفَظ. وفرحنا بحضورنا التذكار السنوي الأول لنياحة مثلث الرحمات الأنبا صرابامون رئيس هذا الدير. والله من نعمته أختار رئيس جديد لهذا الدير دير الأنبا بيشويد نيافة الأنبا أغابيوس، الذي فتح الدير ومعه كل الرهبان لكي ما نحتفل بهذا الميرون المقدسد الأمس واليوم.


ومن نعم الله إننا اشتركنا في تذكار اليوبيل الذهبي لنياحة القديس البابا كيرلس السادس في ديره العامر في مريوط واشتركنا جميعًا في هذا التذكار المحبوب لدينا جميعًا.


ثم في ختام أفراح هذا الأسبوع احتفلنا بالأمس بإعداد الميرون المقدس ثم أكملنا في هذا اليوم تقديس زيت الميرون وزيت الغاليلاون وهى فرصة وبركة لنا جميعًا، ومشاركة الآباء المطارنة والأساقفة تفرحنا جميعًا.


احتفلنا مساء أمس بافتتاح الموقع الرسمي الإلكتروني للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وحدث عليه إقبالًا بالآلاف بمجرد افتتاحه. وسوف يبدأ في العمل ويضاف إليه الكثير والكثير عن كل ما يريد الإنسان أن يعرفه عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.


يا إخوتي الأحباء هذه أيام مباركة ومفرحة، وأنا في داخلي أشعر بالأسف لمن لم تسعفهم الظروف بالحضور والمشاركة، لأن هذه المناسبات وتجمعها في أسبوع واحد ربما تكون حادثة نادرة في التاريخ. فلم نقرأ في التاريخ عن اجتماع كل هذه المناسبات معًا وهذا من نعم الله علينا جميعًا، أود أن أقول كلمة روحية صغيرة بمناسبة الميرون.


الميرون زيت التدشين والتخصيص والتثبيت، من المفارقات الجميلة في الصوم الكبير إننا في بداية الصوم نقرأ في اناجيل القداسات عن العين البشرية " سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَمَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَمَتَى كَانَتْ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ يَكُونُ مُظْلِمًا" (مت ٦ : ٢٢). وفي نهاية الصوم في آخر يوم في ليلة أبوغلمسيس نسمع جملة تتكرر كثيرة "مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ" الصوم الكبير يبدأ بالعين ويكتمل بالأذن، والعين والأذن ينالا رشمات الميرون. لأننا عندما نعمد الطفل الصغير ونرشمه ٣٦ رشمة نرشم الرأس رمز الفكر والعين وفتحتي الأنف والفم والأذنين وبهذا يكون أمامنا الجهاز الروحي في الإنسان الذي يتكون من العين والأذن ويصبا في القلب. ولذلك ونحن في الصوم المقدس وهي فترة جهاد روحي لتقدس عينيك وأذنك فيتنقى قلبك. نحن في الصوم جهادنا كله من أجل عنينا. وكثير من القديسين يقولون لنا أغمض عينيك لترى السماء، لأن أعيننا المشغولة بالأرضيات لا تجعلنا نرى السماء والسماء هي بيتنا "أَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ" (٢ كو ٥ : ١)، فنحن نصنع طقس الميرون من أجل خلاص جسدنا وأنفسنا وأرواحنا. وأنت تحضر هذا الطقس الممتع تقف أمام الله وتطلب منه أن يطهر عينيك، أجعل عينك مدشنة ومكرسة ومقدسة "سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَمَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَمَتَى كَانَتْ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ يَكُونُ مُظْلِمًا" (مت ٦ : ٢٢). فانتهز أيها الحبيب هذه الفرصة وأنت تشترك في التدشين وإعداد الميرون أن تأخذ عهدًا أن لا ترى عينك سوى الله في هذا الصوم وتجتهد لتكون عينك نقية لتنال الجسد النير هذا من ناحية …

هذه الكلمة نُشرت على صفحة المتحدّث الرسمي بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد اضغط هنا.

Previous
Previous

مسكونيّة: طبيعة علاقة قداسة البابا بغبطة البطريرك برتلماوس الأوّل

Next
Next

غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في لقاء مع الرعيّة في الأردن