عظة سيادة المطران نقولا أنطونيو لمناسبة الإحتفال بعيد كنيسة دخول السيّد إلى الهيكل في طنطا
في التالي عظة سيادة المتروبوليت نقولا أنطونيو مطران إرموبوليس (طنطا) وتوابعها للرّوم الأرثوذكس، يوم الجمعة 4 شباط/ فبراير 2022، لمناسبة عيد كنيسة دخول السيّد إلى الهيكل في طنطا.
في إنجيل اليوم ذُكر أن "العذراء مريم ويوسف الخطيب صعِدا بالطفل يسوع إلى أورشليم"، بمعنى أنهما إصطحَبا الطفل يسوع وصعِدا إلى هيكل أورشليم.
هذا المقطع من الإنجيل يُعلمنا أنه لا يكفي أن يُعمد الوالدان أبنائهما، بل عليهما أن يصطحبان أبنائهما منذ نعومة أظفارهم إلى الكنيسة لنوال نعمة التقديس والخلاص. وبعملهما هذا يغرسان في نفوس أبنائهما محبة الكنيسة، ويتقبلوا فيها الهبات الإلهية التي تقدسهم من صلوات وتناول القدسات الإلهية، جسد ودم الرب يسوع المسيح. بذلك يتحصن أبنائهم من المغريات التي يُزينها لهم عدو الخير (الشيطان) والتي تقود إلى الخطيئة.
كما ذُكر في إنجيل اليوم عن يسوع، بجسده الإنساني، أنه " كَانَ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ، مُمْتَلِئًا حِكْمَةً، وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ".
هذا المقطع من الإنجيل يُعلمنا أن باصطحاب الوالديّن أبنائهما إلى الكنيسة فإن نموهم لن يكون فقط بالجسد وقوته، لأن الجسد يتجه نحو المتطلبات الأرضية من الطعام والشراب لينموا ويتقووا. بل أنهم أيضًا سيَنْمُون بتقوى الله ومحبتة. تلك المحبة التي تغرس فيهم محبة الوالدين واحترامهم، وكذلك محبة الخير للجميع ومساعدة مَن هم في حاجة. كما أن هذه التقوى تَغرس في ذهنهم مخافة الله، فتكون كل أعمالهم ومعاملاتهم مع والديهما ومع الآخرين بضمير نقي طاهر، لا مكر ولا غش فيه. كما سيَتَقوُوا بالروح القدس الذي يحل عليهم فيهبهم القدرة على تجنب الخطايا فلا ينقادوا إليها.
وأيضًا كما ذُكر في إنجيل اليوم أن العذراء مريم ويوسف الخطيب صعدا بالطفل يسوع إلى هيكل أورشليم "لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ. عَلَى حَسَبَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ، أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوسًا لِلرَّبِّ".
هذا المقطع من الإنجيل يُعلم أنه على الوالدين أن يُقدما أول مولود لهما للرب، بمعنى خدمة الرب (أي للخدمة الكهنوتية)، وإن لم يكن أول مولود لهما فليكن أحد أبنائهما. أو إن أراد ذلك أحد أبنائهم التقدم للكهنوت من نفسه فلا يعترضا عليه. إن كثير من العائلات التي كانت تعترض على أن يتقدم أحد أبنائها للكهنوت، بعد الرسامة أصبحت تفتخر بأن ابنها كاهنًا. وحلت عليهم بركات يسوع المسيح، وتحقق فيهم قوله: "الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ" (لو 13:9). لأن الذين يُشرطنون بسر الكهنوت في الكنيسة يأخذون نعمة من فوق…
هذا الخبر نُشر على صفحة سيادة مطران طنطا (إرموبوليس) وتوابعها لبطريركيّة الإسكندريّة وسائر أفريقيا للرّوم الأرثوذكس المتروبوليت نقولا أنطونيو على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.