قداسة البابا فرنسيس يوجّه رسالة فيديو إلى المشاركين في ندوة عبر الإنترنت لمناسبة اليوم العالميّ الثّلاثين للمريض

وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو لمناسبة ندوة عبر الإنترنت بعنوان "اليوم العالمي للمريض: المعنى، الأهداف والتحدّيات"، نظّمتها عصر الخميس 10 شباط/ فبراير 2022 الدائرة الفاتيكانيّة المعنيّة بخدمة التنمية البشريّة المتكاملة إحتفالًا باليوم العالميّ الثّلاثين للمريض.

حيّا قداسة البابا فرنسيس في مستهلّ رسالته المشاركين في هذه الندوة عبر الإنترنت وعبّر عن إمتنانه لجميع الّذين في الكنيسة والمجتمع يقفون بمحبّة إلى جانب من يتألّم. وقال الأب الأقدس إن خبرة المرض تجعلنا نشعر بأننا ضعفاء وبحاجة إلى الآخرين، كما أن المرض يطرح سؤالا عن المعنى، هو في الإيمان موجَّه إلى اللّه: سؤال يبحث عن معنى جديد واتجاه جديد للحياة، وقد لا يجد في بعض الأحيان إجابة على الفور. وأضاف أن القديس يوحنا بولس الثاني قد أشار انطلاقا من خبرته الشخصية إلى درب مسيرة البحث هذه. لايعني ذلك الانطواء على الذات بل الانفتاح على محبة أكبر، مذكّرا في هذا الصدد بالرسالة الرسولية "الألم الخلاصي" للبابا يوحنا بولس الثاني الصادرة عام ١٩٨٤ حول المعنى المسيحي للألم البشري. وتابع البابا فرنسيس رسالته مشيرا إلى أنه لا ينبغي أن ننسى أبدا فرادة كل مريض، بكرامته وضعفه. فالإنسان بكليته يحتاج إلى الرعاية: الجسد والعقل والعواطف والحرية والإرادة والحياة الروحية... فالرعاية لا يمكن أن تتجزأ، أضاف الأب الأقدس يقول، لافتًا إلى أن القديسين الّذين اعتنوا بالمرضى قد اتّبعوا دائما تعليم المعلّم: شفاء جراح الجسد والنفس؛ الصلاة والعمل من أجل الشفاء الجسدي والروحي معا.

كما وأشار قداسة البابا فرنسيس إلى أن زمن الجائحة هذا يعلّمنا أن نتحلّى بنظرة حول المرض كظاهرة عالمية وليس فردية فقط، ويدعونا إلى التفكير في أنواع أخرى من "الأمراض" الّتي تهدد البشرية والعالم. فالفردانية واللامبالاة إزاء الآخر، أضاف الأب الأقدس يقول، هما من أشكال الأنانية، ولفت أيضا إلى أن تبعات عدم المساواة تظهر أيضا في المجال الصحي حيث يتمتع البعض بخدمات متميزة فيما يجد كثيرون آخرون صعوبة في الحصول على الرعاية الصحية الأساسية. وأكد البابا فرنسيس أن الترياق لعلاج هذا "الفيروس" الاجتماعي هو ثقافة الأخوّة المرتكزة إلى الوعي بأننا جميعا متساوون كبشر، جميعا متساوون، أبناء أب واحد. وعلى هذا الأساس، يمكن أن تتوفر علاجات فعالة وللجميع.

وإذ سلط الضوء على مثل "السامري الصالح"، قال البابا فرنسيس إن الكنيسة، وباتباع يسوع، قد عملت دائما من أجل الّذين يتألمون، مخصصة بشكل خاص للمرضى موارد كبيرة شخصية واقتصادية. وأشار الأب الأقدس إلى المستوصفات والمراكز الصحية في البلدان النامية، وقال إنه يفكر في الكثير من الأخوات والإخوة المرسلين الّذين بذلوا حياتهم من أجل الاعتناء بالمرضى الأشد فقرًا، وفي الكثير من القديسين والقديسات الّذين أطلقوا في العالم كله أعمال رعاية صحية مشركين رفاقهم لتنشأ هكذا جمعيات رهبانية…

هذه الرسالة نُشرت على موقع فاتيكان نيوز، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

عظة سيادة المطران نقولا أنطونيو لمناسبة الإحتفال بعيد كنيسة دخول السيّد إلى الهيكل في طنطا

Next
Next

بركات الضيقات، في العظة الأسبوعيّة لقداسة البابا تواضروس الثاني