تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا: الأحد الثالث للزمن الفصحي

تجدون في التّالي تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، الأحد الثالث للزمن الفصحي، الأحد 14 نيسان/ أبريل 2024، في الناصرة.


لوقا 24: 35- 48

قراءة إنجيل الأحد الثالث للزمن الفصحي (لوقا 24: 35- 48) بتمعن عميق مع إنجيل الأحد الماضي (يوحنا 20: 19- 31) يُظهر الترابط بينهما: بينما يجتمع التلاميذ في البيت، يظهر الرب القائم من بين الأموات بينهم ويمنحهم سلامه. وحين أراهم جراحه دعاهم ألا يخافوا، ففرحوا فرحًا عظيمًا. 

تدعونا الكنيسة إلى التوقف للحظةٍ عند العلّية حتى نتعلم التعرّف على الرب ونستقبل علامات حضوره الفصحية، وذلك لأن الكنيسة تعلم كم أن هذا مهم لحياتنا الإيمانية. 

أولًا، أود أن أشدد على ما لا يقوله يسوع القائم من بين الأموات.

لا يُطمئن القائم من بين الأموات تلاميذه أن كل شيء سيكون على ما يرام، وأنهم لن يواجهوا أي مشاكل. ولا يقول أن زمن المعاناة قد انتهى وأن كل شيء سيكون سهلاً من الآن فصاعدًا.

الرب لا يضلل، تماما كما لم يضلل أحدًا خلال سنوات حياته الأرضية. لقد اقترح على تلاميذه طريقًا شاقًا، ساروا عليه هم أيضًا مثله، من خلال حمل صليبهم. الرب لا يخدع، فقيامته لا تفرض على العالم عصرًا جديدًا ولا نمط حياة جديدًا. بدلاً من ذلك، فهو يقدم هذا الطريق ويقترحه.

يقدمه لأولئك الذين يؤمنون بأن القيامة هي حقًا أسلوب حياة، وللذين يؤمنون بأن من يبذل ذاته ويحيا في المحبة والعلاقات هو وحده الحقيقي والأبدي.

لهذا السبب ذكرنا الأحد الماضي أن السلام والفرح هما من العطايا الفصحية: فهما يولدان فقط من الفصح ولا يمكن أن ينالهما إلا أولئك الذين يسيرون على خطى الرب ويجتازون الموت معه ليدخلوا حياة جديدة.

كما يؤكد مقطع اليوم على ثلاثة جوانب من مسيرة الإيمان والاهتداء هذه.

أولا، نرى الرب يأكل ويشرب ما يقدمونه له (لوقا 24: 42-43) "لإقناع" تلاميذه بأنه ليس روحًا.

وهذا يعني أن القائم من بين الأموات ليس صورة أو فكرة: بل إنه موجود، وهو من يشاركنا الحياة دائما. 

يوعد يسوع أن يكون مع كنيسته دائمًا، على مدار التاريخ. لن يواجه زماننا تحديات أقل من زمنه، ولكن سيتمكن الذين يتبعونه من الاتكال عليه وعلى نعمه الفصحية، وعلى الروح الذي سيهبهلهم في عيد العنصرة.

ثانيًا، وفقا لما كُتب في إنجيل لوقا: "... وحينَئِذٍ فَتحَ أَذْهانَهم لِيَفهَموا الكُتُب" (لوقا 24: 45).

بعد تناول الطعام، يتأمل يسوع مع تلاميذه في تاريخ الخلاص كما ورد في الكُتب. ويقوم بهذا الفعل الذي يليق بالرب المصلوب والقائم من بين الأموات: يفتح…


هذا التأمّل نُشر على موقع بطريركيّة القدس للّاتين، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

قرارات المجمع الأورشليمي المقدَّس للرّوم الأرثوذكس لجلسة الحادي عشر من نيسان/ أبريل ٢٠٢٤

Next
Next

عظة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في الأحد الثالث من زمن القيامة