عظة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عيد الأب

تجدون في التّالي عظة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، يوم الأحد 22 حزيران/ يونيو 2025، في الصرح البطريركي في بكركي - لبنان.

"من يحبّني يحفظ كلمتي، أبي يحبّه وأنا أحبّه،

إليه نأتي وعنده نجعل منزلًا" (يو 14: 21 و 23).

1. تحتفل الكنيسة اليوم بسرّ سكنى الله في الإنسان. فالإله، خالق السماء والأرض، لا يسكن في هياكل من صنع البشر فقط، بل أيضًا وخاصّةً يريد أن يسكن في قلب الإنسان وكيانه وضميره وعقله وفي عائلته الكنيسة المنزليّة الصغيرة. هذه السكنى هي نتيجة محبّة المسيح القائل: "من يحبّني يحفظ كلمتي، أبي يحبّه وأنا أحبّه، إليه نأتي وعنده نجعل منزلًا" (يو 14: 21 و 23).

2. وتحيي الكنيسة اليوم "عيد الأب". إنّا في المناسبة نهنّئ كلّ أب ونتمنّى له العمر الطويل، ونسأل الله أن يكافئه على تعبه في سبيل إعالة عائلته. وإنّي أحيّي اللجنة الأسقفيّة للعائلة والحياة بشخص رئيسها، سيادة أخينا المطران منير خيرالله، راعي أبرشيّة البترون، ونائب الرئيس وأعضاء اللجنة. كما أحيّي مكتب راعويّة الزواج والعائلة في الكرسيّ البطريركيّ بشخص منسّقه قدس الأباتي سمعان بو عبدو ومعاونيه المهندس سليم وريتا خوري. فأشكرهم على تنظيم هذا الإحتفال.

بالمناسبة يكرّم هذا العام الأزواج الذين فاقت حياتهم الزوجيّة الستين سنة، ومن بينهم زوجان يحتفلان بتسع وستّين سنة من حياتهم الزوجيّة. فنهنّئ جميع المحتفلين بيوبيلهم الذي يفوق الستين سنة. وهذه نعمة من الله نشكره عليها مع جميع الأزواج المحتفلين.

3. أن يجعل الله سكناه في الإنسان الذي يحبّه حافظًا كلامه ووصاياه، فهذه من أعظم نعم الله للإنسان. فالله لا يريد أن يكون معنا فقط، بل أن يسكن فينا. ولا يريد أن يباركنا من بعيد، أو يرشدنا من فوق، بل يريد أن يقيم منزلًا في قلب الإنسان، ويوجهه من الداخل. الله يسكن في من يحبّه، ويحفظ كلامه ووصاياه، لأنّه حيث يوجد الحبّ، يوجد الله.

هذا هو السرّ العظيم: الإنسان مدعوّ ليكون سكنى الله الحيّ، وصورة حضوره بحفظ كلام الربّ ووصاياه. والبيت المسيحيّ المبنيّ على المحبّة والوفاء هو كنيسة منزليّة، يتجلّى فيها حضور الله عبر المحبّة الزوجيّة، وتربية الأولاد وممارسة الفضائل اليوميّة.

4. في عيد الأب، نحيّي من هو الركن الأساس في العائلة والمجتمع، الذي يعكس محبّة الله الآب في حياة أولاده. هو الذي يعمل بصمت، يضحّي بحبّ، يقود بحكمة، يربّي بأمانة. اليوم نكرّم الآباء الذين يجسّدون في بيوتهم وعائلاتهم وجه الآب السماويّ. في زمن كثرت فيه التحديات العائليّة، والضغوط الإجتماعيّة والإقتصاديّة والنفسيّة، يبقى الأب حجر الزاوية، الساهر على وحدة العائلة وتماسكها. كم نحتاج إلى آباء راسخين في الإيمان، أوفياء في المحبّة، حكماء في القيادة، يعلّمون أولادهم بالمثل قبل الكلام. إنّه صورة الآب السماوي في الحنان والحكمة والحضور الدائم!…

هذه العظة نُشرت على صفحة البطريركيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

استهداف المسيحيين في الشرق هو انقلاب على حقيقة هذا الشرق التاريخية

Next
Next

غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يعزّي غبطة أخيه البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو برقاد المثلَّث الرحمات المطران مار بولس ثابت حبيب