غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في زيارة رعوية إلى رعايا القطاع الأوسط والغربي في أبرشية صور المارونية

جنوب لبنان، الاحد 10 آب/ أغسطس 2025

قام غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، بزيارة رعوية إلى أبرشية صور المارونية في جنوب لبنان في يوم كامل رافقه سعادة السفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا وراعي الأبرشية سيادة المطران شربل عبدالله وسيادة المطران الياس نصار المعاون البطريركي في الشؤون الإدارية والرعوية، رئيس كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود وفريق العمل البطريركي.

وكانت محطات عديدة في رعايا القطاع الأوسط والغربي في أبرشية صور المارونية.

المحطة الأولى في رعية مار جرجس دبل

وجاء في كلمة صاحب الغبطة: "أشكر الرب أن الحرب مرّت ولم تتأذوا كثيراً، وأصلي للرب كي لا تعود الحرب. الظرف دقيق ونلتمس من الرب إبعاد شبح الحرب، لأن الحرب تقتل وتهجّر، وأريد اليوم أن أصلي معكم من أجل السلام الذي هو عطية من الرب، بل هو أسمى العطايا، وهذه مسؤولية كل مواطن أن يساهم في بناء السلام، الذي من دونه يصعب العيش، فنعم للسلام ولا للحرب.

أريد أن أشكر الأب ميشال عبود رئيس رابطة كاريتاس لبنان والوفد المرافق على مرافقته واهتمامه بالمنطقة، وهم اليوم هنا للاطلاع على حاجاتكم.

وختم قائلاً: "آن الآوان أن يعيش لبنان في جوّ من السلام، فاللبنانيون يريدون السلام، وأنا هنا اليوم لأقول أنني معكم ، وليكن الرب معكم ويبارككم ويعطينا السلام الدائم".

المحطة الثانية للزيارة بعد دبل كانت القوزح.

وتوجه صاحب الغبطة بكلمة في رعية مار يوسف القوزح جاء فيها:

" تحية كبيرة الى أهل القوزح وأبطال القوزح المستمرة والثابتة، وأنا سعيد مع السفير الباباوي وسيادة مطران صور وجميع الكهنة والحضور، وأريد أن أهنئكم بالسلامة على الرغم من وقوع ثلاثة شهداء وأَضرار كبيرة، وأحيي القائمقام شربل العلم. لقد بقي في القوزح حوالي سبعون شخصا من ألف ومئة، على أمل عودة القوزح الى سابق عهدها، هي التي قاومت للحفاظ على أرضها وأهلها ووجودها، كي يبقى رأسكم مرفوع، فالحرب عابرة ولكن الرجاء والسلام هو الباقي. أصلي معكم من أجل السلام والرجاء، واليوم هو يوم صلاة من أجل السلام الدائم في لبنان الذي يحتاج للسلام والذي لطالما أحب السلام، وهذا رجاؤنا الوطيد، فالرجاء لا يُخيّب كما ذكر البابا الراحل فرنسيس. أنتم معنا كل يوم في صلاتنا وأشارككم همومكم، أذكّركم أننا أبناء الرجاء، والرجاء لا يُخيّب".

المحطة الثالثة من عين إبل

جاء في كلمة غبطته: " أحيّي عين إبل صغاراً وكباراً وأهنئكم بالسلامة، وقد كان قلبي وفكري معكم، لقاءنا اليوم سريع ولكنه للتعبير أنكم في صلاتنا دائماً، وقد عشتم الرجاء في هذه الحرب الضروس، ونأسف على الضحايا الذين سقطوا فهم جميعهم إخوة لنا، والحرب لم تكن ولن تكون يوما الحلّ، ونأمل أن نكون قد تعلمنا أنه ليس بالحرب تُحلّ الأمور، وقد كنت معكم بالصلاة، فنحن أبناء السلام ونريد السلام الذي هو عطية الله منذ ميلاد يسوع المسيح، ونحن نريد أن نعيش السلام وننادي بالسلام والخير، فنحن جماعة الرجاء وأبناء السلام، وأشكر الرب عليكم، آملاً أن تكون صفحة طُويت الى الابد، ونأمل من رئيس الجمهورية أن يعمل لخير لبنان ولإحلال السلام. اليوم هو يوم صلاة من أجل الرجاء وإحلال السلام فنحن أبناء الرجاء، ونصلي اليوم لتكريس عين إبل لقلب مريم الطاهر".

المحطة الرابعة في رميش

في رميش كانت المحطة الرابعة وتحديداً في كنيسة التجلي حيث حضر النائب ميشال موسى ممثلا فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، والسفير الباباوي باولو بورجا، وراعي الأبرشية المطران شربل عبد الله، وسيادة المطران الياس نصار المعاون البطريركي، بالإضافة الى كاهن الرعية الخوري نجيب العميل، والقائمقام شربل العلم، ورؤساء بلديات المنطقة والمخاتير، والأخويات والحركات الرسولية والكشفية.

كاهن الرعية الخوري نجيب العميل ألقى كلمة رحّب فيها بصاحب الغبطة والحضور، وأعرب عن تعطش أبناء رميش لهذه الزيارة المنتظرة منذ مدة، ولفت كاهن الرعيو الى أن أبناء رميش تعرضوا للكثير من الاتهامات والانتهاكات وتعرضوا لظروف قاسية من الاحتلال الى التحرير وحرب تموز، وكل ما تلى هذه السنوات، وصولا الى حرب الاسناد حيث حاول الكثيرون زرع الفتن، ولكن رميش بقيت رمزاً للسلام، لافتاً الى المساعدات التي قدمتها بعض المؤسسات الكنسية مثل solidarity، ومؤكدا على بقاء البلدة صامدة في وجه كل التحديات.

بدروه نقل النائب أيوب حميّد تحيات رئيس مجلس النواب نبيه بري وترحيبه بصاحب الغبطة، معرباًَ عن سرور أبناء الجنوب مسلمين ومسيحيين بهذه الزيارة التي تأتي لتبلسم الجراح ولزرع الطمأنينة في النفوس.

بدوره ألقى رئيس بلدية رميش الأستاذ حنا العميل كلمة ترحيبية شددت على واقع رميش الصعب بعد الحرب الأخيرة، لافتاً الى صمود البلدة، على الرغم من الأضرار التي لحقت بمصالح المواطنين من أراضي زراعية، ومزارع للحيوانات ومصالح تدمرت، ما أدى الى نزوح اقتصادي، مناشداً غبطته مع فخامة رئيس الجمهورية إيلاء هذا الموضوع أهمية كبرى.

المحطة الخامسة والأخيرة كانت في كنيسة السيدة في علما الشعب التي أُصيبت بقذيفتين إسرائيليتين خلال الحرب الأخيرة، حيث كان حشد من أهل المنطقة في استقبال صاحب الغبطة.

كاهن الرعية المونسينور مارون غفري ألقى كلمة ترحيبية اعتبر فيها أن زيارة البطريرك هي لمسة أبوّة في زمن انكسر فيه الكتف، ورسالة بأن السلام ممكن. كاهن الرعية أكد على بقاء أبناء المنطقة في أرضهم على الرغم من الصعاب مناشداً المعنيين عدم نسيان الجنوب وأبناء الجنوب الذين تعبوا من غياب الدولة.

وبدوره ألقى رئيس البلدية السيد شادي صياح كلمة اعتبر فيها أن علما الشعب متألمة بعد أن نال منها الدمار ولكنها لا تزال حيّة بإيمان أبنائها، لافتاً الى عجز الدولة عن احتضان أبنائها ومنوهاً بدور كاهن الرعية والروح الإنسانية التي تميّز أهالي المنطقة، داعياً الى ضرورة النظر الى المنطقة وإعادة إعمارها.

بدوره ألقى غبطته كلمة جاء فيها: "أتينا اليوم لنقول ونعيد كلمتي الرجاء والسلام، ولكن قبل هذا الكلام تحية كبيرة لكم وللقائد الأعلى لقوات اليونيفل في الجنوب، صحيح أن علما الشعب مجروحة ومتألمة وعانت الدمار، ولكنكم صمدتم بإيمانكم وبالرجاء وبقيتم هنا. جمعنا مسؤولون عن بناء السلام منذ أن أنشد الملائكة المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام، فعلى كل منا أن يبني السلام العادل والمستمر، لأننا ضد الحرب فهي ضد ثقافتنا وتفكيرنا، فالحرب تدمّر وتقتل، ونريد أن نقول اليوم، كفى حرب ونعم للسلام، كفى يأس ونعم للرجاء. أحيي رعاة الأبرشية الذين من خلالهم نعرف أخباركم وأنتم دائماً في قلبنا، ولا بدّ أن السلام آت، وإعادة الإعمار آتية، وهذا إيماننا بالرجاء الذي نضعه بين أيدي رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب، على أمل أن يبدأ الإعمار بعد إحلال السلام الشامل، فقد آن أوان السلام، وأنا معكم والرب معكم، فلا تخافوا لأننا نضع حياتنا بين يدي السيدة العذراء".

Previous
Previous

سؤال وجواب

Next
Next

الدكتور القس أندريه زكي يضع حجر الأساس للكنيسة الإنجيلية بالعسيرات ويلتقي رابطة الإنجيليين